بكين: أعلنت سلطات العاصمة الصينية الخميس انها ستعاقب الذين انتقدوا الحكومة على الانترنت بسبب الامطار الغزيرة والفيضانات التي اوقعت 37 قتيلا في بكين نهاية الاسبوع. وامتنعت البلدية منذ اربعة ايام عن نشر حصيلة جديدة لضحايا الاحوال الجوية والفيضانات، وهي الاسوأ في العقود الستة الاخيرة.

وقال متحدث باسم البلدية quot;عندما يتحقق تقدم، سنعلن الامرquot;. وعلى ضوء مشاهد فيضان الانهر والمياه التي تغمر الطرقات، يعتقد كثيرون من سكان العاصمة الصينية ان الحصيلة الحقيقية للضحايا اكبر مما تعترف به الحكومة.

وطلبت السلطات الثلاثاء من وسائل الاعلام الرسمية التركيز على المعلومات الايجابية، كالاعمال البطولية لفرق الانقاذ والتعاون بين السكان. واعلن قائد شرطة العاصمة فو تشينغوا quot;من الان فصاعدا، سنعاقب بشدة كل الذين يستخدمون الانترنت لاطلاق شائعات سياسية ونشرها، ولمهاجمة الحزب الشيوعي وقادة الدولة والنظام الحاليquot;، بحسب ما نقلت عنه صحيفة جينغوا شيباو.

ولم تنجح تهديدات فو في وضع حد للتعليقات اللاذعة على موقع quot;سينا ويبوquot; للمدونات الالكترونية القصيرة، لكن الرسائل المنشورة غالبا ما حذفت قبل ان تتكمن وكالة فرانس برس من معرفة هوية كاتبيها. وعلق احد المدونين على تصريحات قائد الشرطة بالقول quot;انها مواجهة مفتوحة مع الشعبquot;.

واضاف اخر quot;نعيش من جديد في حقبة حيث يتمتع الامبراطور بكل السلطاتquot;. واعتبر ثالث ان quot;القادة الصينيين مطلقو القوةquot;. من جهتها اعلنت سلطات مقاطعة فانغشان في ضاحية جنوب غرب العاصمة، وهي الاكثر تضررا من الفيضانات، نفوق 170 الف حيوان بسبب الاحوال الجوية، وتضرر 66 الف منزل، كما افادت صحيفة غلوبال تايمز اليومية الصادرة بالانكليزية.

ونقلت الصحيفة عن احد سكان المنطقة فو تشياو قوله quot;الامر يدفع الى السخرية، الحكومة تقوم حاليا بتعداد الحيوانات النافقة، بينما تبقى الحصيلة البشرية عند 37 (وفاة) ولم يتم تحديثهاquot;. واعتبر ان هذا الامر quot;يظهر ان الحكومة تهتم بالخسائر الاقتصادية اكثر منها بالارواحquot;.