تتواصل خيوط عملية انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في التكشف يوماً بعد آخر، حيث أعلنت مصادر في المعارضة أنه خرج من سوريا في موكب حكومي رسمي كي لا يثير الشبهات، هذا في وقت ظهر حجاب للمرة الأولى برفقة عناصر من الجيش الحر.
بيروت:أكدت الحكومة الاردنية الاربعاء أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب دخل الأراضي الاردنية فجر اليوم الاربعاء برفقة عدد من أفراد عائلته. وقال وزير الدولة الاردنية لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة إنه quot;في الساعات الاولى من فجر اليوم الاربعاء دخل الى الاراضي الاردنية رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب وبرفقته عدد من افراد عائلتهquot;.
واضاف ان quot;لامعلومات لدينا حتى الان اذا ما كان سيغادر (حجاب) الاردن الى جهة اخرى، او اذا ما كان سيطلب اللجوءquot;. ورفض المعايطة اعطاء المزيد من التفاصيل. وكانت لجان التنسيق المحلية في المعارضة السورية تحدثت في وقت سابق عن quot;وصول حجاب الى الاراضي الاردنية عبر الشريط الشائك بعد أن كان محاصرًا في محافظة درعا بعد إعلان انشقاقهquot;.
وكانت المعارضة السورية أكدت الاثنين أن حجاب انشق ولجأ مع وزيرين وثلاثة ضباط في الجيش الى الاردن ليل الاحد (الماضي).
وقال خالد زين العابدين، عضو المجلس الوطني السوري، لفرانس برس في عمان حينها ان quot;رئيس الوزراء رياض حجاب وعائلته اضافة الى وزيرين وثلاثة ضباط بالجيش عبروا الحدود الى الاردن ليل الاحد بالتنسيق مع الجيش السوري الحرquot;. وأضاف أن quot;التنسيق كان مباشرًا مع الجيش السوري الحر الذي أمن وصول السيد حجاب وعائلته ومن معه إلى أماكن آمنة داخل الاراضي الاردنيةquot;.
من جانبه، صرح السفير الصيني في سوريا في لقاء مع أحد الدبلوماسيين العرب أن إحدى ثلاثة أسباب قد تسقط النظام السوري ، وبيّن أنquot; أولها تخلي روسيا والصين عن نظام الأسد وهو ما لن يحدث أبدًا ، الأمر الثاني هو نجاح المعارضة في توحيد صفوفها وهو ما لن يحدث أيضًا، أما السبب الثالث الذي يؤثر على بقاء النظام من عدمه هو الانشقاقات وهذا ما نخشاهquot;.
يذكر أن روسيا والصين تقدمان دعمًا ماديًا وسياسيًا لا محدودين لنظام الأسد، واستخدمت كلتا الدولتين حق النقض الفيتو 3 مرات ضد مشروع قرار قدمته الدول الغربية في مجلس الأمن لحل الأزمة السورية.
هذا فيما كشف سمير النشار، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، معلومات عن عملية خروج رئيس الوزراء السوري المنشق رياضحجاب ورفاقه إلى الأردن، قائلاً إنها laquo;تمت في موكب حكومي رسمي، الأمر الذي لم يثر الشبهات لدى الحواجز الأمنية التي مر عليها ولا سيما على الحدود. وذلك، بعدما نجحت عملية إخراج عائلته وعائلات أشقائه وشقيقاته قبل أيام قليلة بمساعدة من الجيش الحرraquo;.
رياض حجاب كما ظهر في شريط الفيديو القصير |
وفي حين أشار النشار إلى أنه من المتوقع أن ينتقل حجاب إلى قطر في الساعات القليلة المقبلة، اعتبر خلال حديث خاص لصحيفة quot;الشرق الأوسطquot; الصادرة اليوم الأربعاء أن إعلان السلطات الأردنية أن حجاب لم يصل إلى أراضيها يعود إلى محاولتها تجنب أي مشكلات قد تنشأ مع النظام السوري بسبب هذه القضية.
وأكد النشار أنه laquo;لغاية الآن لم يتم التواصل من قبل المجلس الوطني مع حجاب، بشكل رسمي، لكن في الحالات المماثلة، يتم الاتصال بأحد أعضاء المجلس الوطني بشكل شخصي، وهذا ما حصل مع العميد مناف طلاس الذي تواصل مع أحد أعضاء المكتب التنفيذي والتقى معهraquo;.
وكشف النشار أنه laquo;تم في وقت سابق التواصل، عبر وسطاء، مع شخصيات عسكرية وسياسية علوية مقربة من النظام، أبدوا رغبتهم بالانشقاق، لكن الرقابة المشددة عليهم حالت دون ذلكraquo;.
وفي حين شدد النشار على أن وتيرة الانشقاقات سترتفع في المرحلة المقبلة لتطال النخب والمراكز العليا في بنية النظام نتيجة الطريقة التي يتبعها في قصف المدن وقتل الشعب، الأمر الذي سينعكس بدوره على بنية الجيش السوري، كشف أن صديق الأسد وأحد أبرز المقربين منه في حلب، رئيس غرفة الصناعة، فارس الشهابي، قد غادر سوريا أيضًا.
وبث موقع quot;الجزيرة نتquot; فيديو يظهر حجاب قبل خروجه من درعا إلى الأردن برفقة عناصر من الجيش السوري الحر حيث أعلن من هناك انشقاقه عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانضمامه إلى صفوف الثورة السورية.
وتظهر لقطة الفيديو القصيرة رئيس الوزراء المنشق في غرفة برفقة عدد من النشطاء الذين ساعدوا على نقله للأردن.
وحسب الجزيرة، فإن حجاب دخل من قرية نصيب التابعة لدرعا إلى قرية السويلمة التابعة لمحافظة المفرق شرقي الأردن مع 35 من أفراد عائلته هم أشقاؤه السبعة وشقيقتاه وأولادهم وعائلاتهم.
وقد أشرفت على هذه العملية وتسليمه للجهات الأردنية كتيبة quot;الصحابةquot; التي نقلته من دمشق الى درعا وكتيبتا quot;المعتصم واليرموكquot; اللتان أمنتا نقله من درعا الى الحدود الأردنية، حيث استقبله على حدود الأردن ضباط كبار من الجيش والمخابرات الأردنية.
وقد روى نشطاء سوريون للجزيرة نت تفاصيل انشقاق رياض حجاب في عملية قالوا إنها مستمرة منذ عدة أشهر، وإن عملية الانشقاق التي تمت الاثنين كان يفترض أن تتم قبل ثلاثة أسابيع، إلا أنها تأجلت بعد تفجيرات دمشق التي أودت بحياة عدد من المسؤولين السوريين.
وكانت كتيبة اليرموك في درعا وعلى لسان قائدها أبو المجد الزعبي أعلنت أن رئيس الوزراء السوري رياض حجاب وعددًا من أفراد عائلته دخلوا الأراضي الأردنية، ولكن مصادر أرنية نفت ذلك لـquot;العربيةquot;.
وينحدر حجاب من عشيرة (السخاني) من محافظة دير الزور التي تتعرض لقصف وحصار من الجيش النظامي السوري منذ 45 يومًا على التوالي.
وكان انشقاق حجاب قد لاقى اهتماماً اعلامياً ودولياً، وقالت صحيفة لوماند الفرنسية إن باريس اعتبرت أن خطوة انضمامه إلى صفوف الثوار، تشير الىأن لحظة الحسم وسقوط الرئيس السوري بشار الأسد قد تكون خلال أيام.
وترى الصحيفة الفرنسية، أن هناك عددًا لا بأس به من كبار مسؤولي النظام ينتظرون اللحظة المناسبة لإعلان انشقاقهم وأن الرئيس السوري بشار الأسد سيكتشف وقتها أن الوقت قد أزف. وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حول أن انشقاق رئيس الحكومة السورية رياض حجاب يكشف مدى هشاشة نظام اختار العنف المسلح بشكل أفقده غالبية من يدعمونه.
التعليقات