بغداد:رجح مصدر مقرب من طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، أن laquo;تكون القوات الأميركية هي من زرعت لاقطات صوتية سرية في مكتب الهاشمي قبيل تسلمه له، وأن الأميركيين أبلغوا نوري المالكي رئيس الوزراء بهذه اللاقطات لاستخدامها والاستفادة منهاraquo;، في إشارة إلى ما تم تسريبه مؤخرا من شريط فيديو لزعيم القائمة العراقية إياد علاوي مع الهاشمي في مكتب الأخير حول المرجعية الدينية.

وقال المصدر المقرب من الهاشمي لـصحيفة laquo;الشرق الأوسطraquo; عبر الهاتف من مقر إقامتهم المؤقت في إسطنبول أمس، إن laquo;المسكن والمكتب الذي خصص لنائب رئيس الجمهورية، الهاشمي، كان مشغولا من قبل الرئيس العراقي الأسبق غازي الياور ثم شغلته القوات الأميركية لستة أشهر قبل أن يشغله الهاشمي ونحن على ثقة بأن الأميركيين هم من زرعوا اللاقطات الصوتية السرية في مكتب نائب رئيس الجمهورية وأبلغوا المالكي بهاraquo;، موضحا أن laquo;مكتب نائب رئيس الجمهورية قريب من مقر سكنه ويقع بالقرب من مسكن ومكتب المالكي داخل المنطقة الخضراء المحصنةraquo;.

وقال للصحيفة ذاتهاإن laquo;محيط المنطقة التي يقع فيها قصر المالكي محصن أساسا وليس من المعقول أن يكون أي شخص غريب عن حمايات أو موظفي نائب رئيس الجمهورية قد تمكن من التسلل وزرع اللاقطات الصوتيةraquo;. وأضاف قائلا، إن laquo;مقربين من المالكي يروجون اليوم قصصا كاذبة مفادها أن الهاشمي من قام بزرع اللاقطات الصوتية للإيقاع بالآخرين، وهذه فكرة سطحية ولا تصدق ولو صحت كان الأولى بنائب رئيس الجمهورية التسجيل للمالكي نفسه الذي كان يزور الهاشمي ولإبراهيم لجعفري، الرئيس السابق للحكومة العراقية ورئيس التحالف الوطني الحاكم، وللسيد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي ولغيرهم من الخصوم السياسيين وليس من المعقول أن يسجل أحاديث شركائه والمتحالف معهم أمثال علاوي ويسرب التسجيلات في هذا الوقت بالذاتraquo;.

ولفت المصدر المقرب من الهاشمي إلى أن laquo;المالكي ينتهج أسلوب تلفيق وجمع الملفات ضد خصومه السياسيين وحفظها لابتزازهم سياسيا فيما بعد وهو (المالكي) اعترف بأن لديه ملفات ضد قادة سياسيين عراقيين، وهذا الأسلوب بحد ذاته ضد القوانين والدستور فلو كانت لديه ملفات فليخرجها للرأي العام، وخاصة تلك التي تتعلق بالإرهاب وبدماء العراقيينraquo;، مشيرا إلى أن laquo;أسلوب تلفيق التهم ضد الخصوم استخدمه المالكي في قضية نائب رئيس الجمهورية، حيث تم تلفيق تهم كاذبة لتوريط الهاشمي في قضايا إرهابية هو أبعد ما يكون عنهاraquo;.

وعما إذا كان الهاشمي يفكر برفع قضية ضد المالكي أم لا، قال المقرب من الهاشمي، إن laquo;ما يحدث في العراق يثبت أن القضاء مسيس لصالح المالكي، وإن المحكمة الاتحادية تعمل كمحام عن رئيس الوزراء فتدحض وتسمح حسبما يأتي في صالح المالكي، وإن هناك تصرفات فظيعة لا يمكن السكوت عنها، لكن المحكمة الاتحادية لا تحرك ساكناraquo;.

من جهته، كشف سياسي كردي مستقل عن أن laquo;الحكومة العراقية تتجسس على الجميع وتتنصت على قادة الأحزاب والشخصيات السياسية والوزراء وكبار الضباط الأمنيين وفي الجيش العراقي، ونحن نعرف ذلكraquo;، مؤيدا ما ذهب إليه المصدر المقرب من الهاشمي بقوله laquo;نحن على يقين أن الإدارة الأميركية زودت المالكي بأجهزة تنصت متطورة، وهذا باعتراف مسؤول أميركي كان يعمل في العراق سابقاraquo;.