احتفال هادئ لذكرى اعتداءات 11 سبتمبر

آخر تحديث: الثلاثاء الساعة 13:20 ت. غ

نيويورك: اكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء ان الولايات المتحدة باتت quot;اقوى واكثر امناquot;، وذلك خلال احياء ذكرى هجمات 11 ايلول/سبتمبر التي جاءت هذا العام اكثر تواضعا من الاعوام السابقة حيث بدات ذكراها تخف مع مرور الزمن.

وقال أوباما امام افراد من عائلات الضحايا استقبلهم في البنتاغون، الذي كان واحدا من اهداف هذه الهجمات، quot;عندما ستسطر كتب التاريخ فان ما سيبقى من 11 سبتمبر لن يكون الكراهية او الانقسامات وانما عالم اكثر امانا وبلد اكثر قوة واناس اكثر اتحادا من ذي قبلquot;.

واكد الرئيس الأميركي ان بلاده quot;وجهت ضربة مدمرةquot; لتنظيم القاعدة وقال ان quot;اسامة بن لادن لن يهددنا بعد الانquot; في اشارة الى الهجوم الذي امر به والذي شنته قوات خاصة أميركية على مقر اقامة بن لادن في باكستان في بداية ايار/مايو 2011 واسفر عن مقتل زعيم القاعدة.

واضاف في اشارة الى الضحايا quot;عبر تضحيتهم، ساعدونا في جعل الولايات المتحدة ما هي عليه اليوم، ولايات متحدة خرجت اقوى بكثيرquot; من هذه الماساة. من جانبه قال وزير الدفاع ليون بانيتا ان هجمات 11 ايلول/سبتمبر ولدت quot;عزما قوياquot; لدى الأميركيين، مشيدا بمن تطوعوا للعمل في الجيش بمناسبة الذكرى ال11 لتلك الهجمات.

وقال بانيتا الذي انضم الى الرئيس أوباما في مراسم احياء ذكرى 184 شخصا قتلوا بمبنى البنتاغون، ان الهجمات لم تضعف الولايات المتحدة ولكنها الهمت جيلا للانضمام الى القوات الأميركية. واضاف quot;اليوم نتذكر ايضا ان الصدمة التي تسببت بها هجمات 11 ايلول/سبتمبر، خرجت منها روح جديدة من الوحدة والتصميم على الا يحدث ذلك مرة اخرىquot;.

وتابع بانيتا quot;لقد استجاب ملايين الأميركيين. وتقدم جيل جديد وعظيم للخدمة في الجيش لخوض هذه الحرب على الارهاب. وقد نزفوا على ارض غريبة. وطاردوا من يحاولون الحاق الاذى بنا بكل اصرارquot;.

ومثل كل عام اعلنت اكثر من دقيقة صمت في موقع الهجمات في نيويورك : الاولى في الساعة 8,46 وهي التوقيت الذي صدمت فيه الطائرة الاولى احد برجي مركز التجارة العالمي ثم في الساعة 9,03 عندما صدمت الطائرة الثانية البرج الثاني وفي الساعة 9,37 لحطة اصطدام طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون واخيرا في الساعة 10,03 عندما سقطت طائرة رابعة في حقل في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا بعد ان قاوم ركابها القراصنة الذين خطفوها.

وطوال النهار وفي اجواء مشمسة جرت قراءة اسماء الضحايا امام النصب التذكاري الذي افتتح العام الماضي والذي حفرت عليه اسماء 2983 شخصا من بينهم ضحايا الاعتداء الاول الذي تعرض له مركز التجارة العالمي عام 1993.

وتبادل افراد العائلات بتاثر العناق كما وضعوا الزهور امام النصب وهم يمسحون بايديهم على اسماء ذويهم. وصباح الثلاثاء لزم الرئيس أوباما وزوجته ميشال ايضا دقيقة صمت وقد وضع كل منهما بخشوع يده على قلبه في حديقة البيت الابيض الذي نكست اعلامه.

من جانبه توجه نائب الرئيس جو بايدن الى شانكسفيل. لكن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ، الذي توجه الى موقع الاحتفال في هذه المدينة لم يلق اي كلمة بهذه المناسبة. وكان بلومبرغ صرح قبل ذلك بقليل لشبكة اي.بي.سي المحلية quot;لقد فعلنا ذلك طوال عشر سنوات والان حان الوقت لنفعل شيئا اخرquot;.

وواقع الحال انه بعد الاحتفالات التي اقيمت في الذكرى العاشرة لهذه الهجمات فانه يبدو ان الكثير من الأميركيين، الذين اصبحوا اليوم اكثر اهتماما بالازمة الاقتصادية، قد طووا هذه الصفحة وخاصة بعد مقتل بن لادن.

وقالت جون بوليتشينو التي فقدت زوجها في هذه الماساة quot;انني الان اكثر ارتياحاquot; موضحة لفرانس برس برس quot;بعد الذكرى التاسعة بدانا في التحضير للذكرى العاشرة. هذا العام الامر مختلف ويمكن ان نحيي هذه الذكرى بشكل هادىءquot;.

ولم يتم تعليق حملة الانتخابات الرئاسية ل6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. حيث ينتظر ان يزور الرئيس الاسبق بيل كلينتون ميامي بولاية فلوريدا لدعم الرئيس أوباما. الا ان الرئيس ومنافسه الجمهوري ميت رومني اوقفا ليوم واحد فقراتهما الدعائية التلفزيونية الشديدة العنف.

كذلك لم تتصدر هذه الذكرى الصفحة الاولى لصحيفتي نيويورك تايمز ونيويورك بوست اللتين تحدثتا عنها بلا استفاضة في الصفحات الداخلية. وفي موقع الماساة في نيويورك حيث عادت الحياة الى وتيرتها العادية منذ وقت طويل لا يزال موقع quot;غراوند زيروquot; ورشة بناء غير مكتملة.

وتشهد المدينة بناء العديد من ناطحات السحاب التي سيبلغ ارتفاع اعلاها 541 مترا اي 1776 قدما وهو رقم رمزي يشير الى سنة استقلال الولايات المتحدة. وستصبح هذه البناية بذلك اعلى مبنى في نيويورك وفي الولايات المتحدة كما كان برجا مركز التجارة العالمي.

طالبان تحذر الولايات المتحدة من quot;هزيمة كاملةquot; لقواتها في افغانستان

وحذرت حركة طالبان عشية ذكرى اعتداءات 11 أيلول من ان القوات الأميركية يمكن ان تواجه quot;هزيمة كاملةquot; في افغانستان وان الاميركيين في خطر في جميع انحاء العالم، كما ذكر الاثنين المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).

وقالت حركة طالبان الافغانية في بيان نقله الموقع ان quot;ذكرى 11 ايلول (سبتمبر) تحل هذه السنة في اميركا في وقت تواجه فيه البلاد هزيمة كاملة في افغانستان، عسكريا وسياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات الاخرى، حيث استنفدت كل الوسائل لتمديد حربها غير المشروعةquot;.

واضاف البيان الذي حرر باللغة الانكليزية ويحمل تاريخ الاحد ان الحرب التي اطلقت في افغانستان quot;تحت ذريعة الانتقام لحادث ايلول (سبتمبر) ليس لها اساس قانوني ولا اخلاقيquot;، مؤكدا ان الافغان لا علاقة لهم إطلاقا بما حدث.

وتابع ان الولايات المتحدة انفقت quot;كميات كبيرة من المال والوسائل العسكريةquot; في الحرب لكن quot;ليس هناك اي اميركي محمي في اي مكان اليومquot;. واكدت طالبان في البيان ان هذا لا يشكل تهديدا لكنها اقسمت على الدفاع عن وطنها وquot;مواصلة جهادهاquot; ضد quot;الغزاةquot;.

وقال البيان ان quot;الامارة الاسلامية تدعو في الذكرى الحادية عشرة لحادث ايلول/سبتمبر المسؤولين الاميركيين واعضاء تحالفها وشعبها على حد سواء الى وقف اراقة الدماء تحت هذه الذريعة واتباع طريق العقل بدلا من الطغيان والغباءquot;.