أشرف أبوجلالة من القاهرة: قد يفاجئ البعض حين يعلموا أن أقل من ثلث الأسلحة النووية التي تمتلكها الولايات المتحدة عبارة عن قنابل من تلك النوعية التي يمكن إسقاطها من الطائرات، وأن واشنطن لا تمتلك سوى تصميمين للقنابل في ترسانتها هما B83 وB61.

واللافت أن هناك نقاشاً محتدماً الآن بشأن ما إن كانت الولايات المتحدة بحاجة لتحديث تصميم B61، الذي يعود تاريخه لفترة حكم الرئيس ليندون جونسون، ما جعله أقدم تصميم موجود في ترسانة الأسلحة.

وكشف مؤخراً السيناتور ديان فينشتاين، رئيس لجنة الاعتمادات الفرعية لشؤون تطوير المياه والطاقة بمجلس الشيوخ، إن التكلفة الخاصة بزيادة عمر القنبلة قد تضاعفت، وأن تحديث قنابل الجاذبية B61، التي يقدر عددها بحوالي 400 قنبلة، سوف يتكلف 10 مليارات دولار.

وهو ما استرعى انتباه مجلة فورين بوليسي الأميركية التي تساءلت بدورها عن كيفية وأسباب تطوير قنبلة تتكلف أكثر من وزنها بالذهب الصلب. وأوضحت في هذا السياق أن أميركا أنتجت منذ ستينات القرن الماضي 11 متغيراً من تصميم B61 ( الذي يطلق عليه رسمياً quot;تعديلاتquot; ) إلى جانب رؤوس صواريخ من نفس التصميم. وهي إذ تواصل اليوم جهودها من خلال ما تقوم به إدارة الأمن النووي القومي.

وفي الوقت الذي أوضحت فيه المجلة أن أسلحة أميركا النووية تعتبر آمنة بالفعل إلى حد بعيد، فقد نوهت إلى وجود مقترحات تعني بتعزيز الأمان بنفس الطريقة الدقيقة.

وأعقبت المجلة بقولها إن المختبرات الوطنية، على وجه الخصوص، بدأت تتخذ خطوات جادة لتعزيز الأمان لزيادة مساعي التحديث. غير أن تغيير حدود التحديث المقبول تسبب في زيادة تكاليف برنامج تمديد الحياة الخاص بتصميم B61، ولهذا السبب، قد يقرر الكونغرس إلغائه. وقال هنا النائب الجمهوري، مايكل تيرنر، إن المشكلات المتعلقة بهذا الأمر تبين عجز إدارة الأمن النووي القومي عن تأدية مهمتها الأساسية.

وتابعت المجلة بقولها إن تيرنر وباقي مؤيدي زيادة الإنفاق على الأسلحة النووية يتحضرون لاستغلال فشل برنامج تمديد الحياة الخاص بتصميم قنابل B61 في مهاجمة إدارة أوباما لفشلها في التعامل بشكل جيد مع الالتزامات التي قطعتها على نفسها لتحديث الأسلحة النووية كجزء من الصفقة الرامية لتأمين موافقة مجلس الشيوخ على معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية quot;ستارتquot; مع روسيا.

وختمت فورين بوليسي بقولها إن المشكلة في هذا الجانب هو أن أسلحة حلف شمال الأطلسي النووية تعتبر دليلاً على فشل الحلف في تقاسم تحمل العبء. بينما يعمل الساسة الأوروبيون، عموماً، في الاتجاه المضاد، عند ذكر نشر قنابل أميركية على أراضيهم.