لا تتوقف الانتقادات الاسرائيلية لإدارة أوباما حول تردّده في ضرب إيران، بينما يسعى هو إلى تهدئة الخواطر بكبح جماح إيران النووي، وتجنيب الشرق الأوسط صراعًا لا تُحمد عقباه.


واشنطن تحاول إخماد نيران الحرب بين إسرائيل وإيران

أشرف أبوجلالة: بينما تدور النقاشات العلنية في إسرائيل بشأن اتخاذ القرار بضرب مفاعلات إيران النووية خلال الأشهر المقبلة، تنأى إدارة أوباما حالياً بنفسها عن قرارات الحرب وأجوائها، وتأمل في أن تفلح في إحباط أي نية إسرائيلية بالهجوم، وإجبار الإيرانيين في الوقت عينه على الدخول جديًا في المفاوضات حول ملفها النووي.

لكن واشنطن في الوقت نفسه لم تتوقف عن إجراء تدريبات بحرية وتجربة نظم جديدة مضادة للصواريخ في منطقة الخليج، إضافة إلى تضييق الخناق أكثر فأكثر على عائدات النفط الإيراني.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الإثنين أن الإدارة الأميركية تدرس كذلك بيانات جديدة تلقّتها من جانب الرئيس أوباما، حول احتمال الاستعانة بعمل عسكري أميركي أو العودة إلى تنفيذ أنشطة سرية تمت دراستها من قبل ورُفضت لسبب أو لآخر.

مناورات متبادلة
وقالت الصحيفة إن أميركا وأكثر من 25 دولة أخرى سيقومون في أواخر أيلول (سبتمبر) الجاري بتدريبات هي الأكبر من نوعها لكسح الألغام في مياه الخليج.

ويصف مسؤولون عسكريون هذه الخطوة بأنها إظهار للوحدة التي تجمع أخصام إيران، وسبيلٌ لمنعها من تنفيذ تهديداتها بوقف صادرات النفط عبر مضيق هرمز. وكان سبق لكل من واشنطن وطهران أن أعلنتا إجراءهما تدريبات دفاعية في الخريف المقبل، في محاولة من كلّ منهما إثناء الأخرى عن التفكير في شن هجوم.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين قولهم إن الإدارة الأميركية تسعى جاهدة إلى الانتهاء خلال الأشهر المقبلة من بناء نظام رادار جديد في قطر، سينضم لأنظمة الرادارات الموجودة في إسرائيل وتركيا، لتشكل بذلك قوسًا واسعًا من التغطية المضادة للصواريخ.

ضمانات لإسرائيل
كما أشارت الصحيفة إلى استمرار النقاش الداخلي في أميركا حول مدى وضوح التحذيرات التي يطلقها أوباما لإيران، في موازاة التطورات والتغييرات الحاصلة في عام مصيري لإدارة أوباما المقبلة على انتخابات أمست وشيكة.

وقال بعض مستشاري أوباما إن إسرائيل بحاجة إلى تطمينات أقوى تتمثل في استعداد أوباما لاتخاذ قرار بالعمل العسكري، وذلك قبل أن تنجح الجمهورية الإسلامية من امتلاك السلاح النووي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجّه يوم أمس انتقادات مبطنة لأوباما بسبب غموض موقفه من الملف الإيراني، والتقدم الذي قد تحرزه طهران في برنامجها النووي. وقال في كلمة له أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي: quot;لا يحدد المجتمع الدولي خطاً أحمر واضحاً لإيران، وهي لا تلمس نية دولية لوقف مشروعها النووي، فلن تتوقف عن مساعيها النووية حتى ترى ذلك الخط الأحمر وتلك النية الدوليةquot;.

تأخير لا تعطيل
وأشارت الصحيفة من جهتها إلى أن الخطوات التي اتخذتها إدارة أوباما تستهدف إبطاء التقدم الإيراني في الملف النووي، وهو الهدف الأهم للولايات المتحدة وحلفائها، لكسب الوقت ومنح المسؤولين الإسرائيليين بديلًا ذا مصداقية عن الهجوم العسكري الذي سيحفز بالتأكيد إيران لترد. وأخشى ما يخشاه البيت الأبيض والبنتاغون اليوم هو نشوء صراع جديد في الشرق الأوسط، لا يمكن التحكم باتجاهاته التصعيدية.

وفي الوقت الذي لا يتحدث فيه مطلقاً أي من أفراد طاقم أوباما المنوط بالأمن القومي بشأن المناقشات المكثفة مع نتنياهو، تحدث رئيس هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي من دون تردد عن تلك المخاوف في لندن يوم الخميس الماضي، حيث قال: quot;سيتسبب الهجوم الإسرائيلي بوضوح في تعطيل برنامج إيران النووي من دون تدميرهquot;.

في مقابل ذلك، أشار مسؤولو أجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أنّ لا دليل قاطع لديهم على أن كبار القادة الإيرانيين قرروا المضي في الخطوات النهائية لتطوير سلاح نووي، مؤكدين في هذا السياق أن نوايا الإيرانيين بهذا الخصوص لا تزال غير واضحة.