فلسطينيات يقفن أمام الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية

في النبي صالح، تتراصف النساء بجانب الرجال في مظاهرات كل يوم جمعة رفضًا للاحتلال الاسرائيلي، حتى صار لهذه المظاهرة طعم نضالي يختلف عنه في بقية الأراضي الفلسطينية.


النبي صالح: صباح كل يوم جمعة، تستعد الفلسطينية ناريمان التميمي وابنتها عهد ( 11 عامًا) لمواجهات مع الجيش الاسرائيلي تجري اسبوعيًا في قرية النبي صالح في الضفة الغربية. وقد اعتقلت ناريمان (35 عامًا) الاسبوع الماضي للمرة الرابعة خلال ثلاث سنوات من قبل الجيش الاسرائيلي خلال المواجهات، وتم احتجازها لساعات قبل أن يتم اطلاق سراحها.

وقالت ناريمان وهي تلبس ابنتها الكوفية الفلسطينية: quot; انا جزء من اهل القرية. المرأة يجب أن تقف جنبًا الى جنب مع الرجل واشعر أن دوري مهم في المواجهة، ويجب أن اقوم بهquot;. وتشارك النساء في اغلاق الطرق ورفع الاعلام واللافتات، واطلاق الهتافات ورشق الحجارة على المركبات العسكرية الاسرائيلية واستخدام المقاليع، مثلهن مثل الشبان.

وفي بعض الاحيان يشتبكن بالايدي مع افراد الجيش. ومنذ 2010، بدأت التظاهرات في قرية النبي صالح التي يبلغ عدد سكانها حوالي 500 نسمة، ضد مصادرة اراضي القرية لصالح مستوطنة حلميش الاسرائيلية القريبة.

ويحرص اهل القرية على الطابع السلمي لهذه التظاهرات، كما يقول منظمون. ولا تشعر ناريمان أن اهالي القرية يرفضون مشاركتها هي ونساء أخريات في هذه التظاهرات الى جانب الرجال. وقالت quot;بالعكس اجد تشجيعًا من زوجيquot;.

ولدى ناريمان اربعة ابناء، منهم ابنتها عهد ( 11 عامًا) وثلاثة اولاد صغار آخرين. وردا على سؤال عما اذا كانت تحرض ابنتها للمشاركة معها في التظاهرة الاسبوعية، قالت ناريمان إن quot;عهد وابنائي الثلاثة الآخرين، ليسوا بحاجة الى تحريض. إنهم يرون كل يوم المستوطنة المقامة على اراضي القرية، وشاهدوا قمع الجيش الاسرائيلي بأعينهمquot;.

واظهر شريط فيديو، بث على موقع اليوتيوب، الابنة عهد وهي في حالة عراك مع جنود اسرائيليين خلال اعتقالهم لوالدتها ناريمان. وتحظى ناريمان بتشجيع من زوجها باسم التميمي، للمشاركة في التظاهرات خاصة وأن باسم امضى مؤخراً 13 شهرًا في السجون الاسرائيلية، بسبب مشاركته في هذه التظاهرات.

وقال باسم: quot;لا توجد معارضة من اهالي القرية لمشاركة النساء، والدليل على ذلك أنهن يشاركن اليوم وكل يوم جمعةquot;. ورأى باسم أن ارتفاع نسبة النساء المشاركات في هذه التظاهرات، ناجم عن quot;قلة عدد اهالي القرية واعتقال عشرات الشباب منهم خلال المواجهاتquot;، موضحًا أن ذلك quot;عزز دور النساء والاطفالquot;.

وقال: quot;منذ بداية التظاهرات في النبي صالح، اعتقل حوالي 110 شباب، لفترات مختلفةquot;. وفي ساحة قريبة من مسجد القرية، جلست الشابة بشرى التميمي (39 عامًا) في انتظار انتهاء المصلين من الصلاة للانطلاق في المسيرة نحو المواجهة مع الجيش الاسرائيلي المتواجد على كافة مداخل القرية.

وقالت بشرى وهي تنفخ سيجارتها: quot;نعم هناك مشاركة واسعة من نساء القرية في هذه المواجهات والسبب في ذلك يعود لقلة عدد اهالي القرية، والشيء الآخر أن غالبية ابناء القرية هم تقريبًا من عائلة واحدةquot;.
واضافت: quot;لدي خمسة ابناء وتظاهرة الجمعة باتت بالنسبة لي واجبًا مهمًا يجب القيام به. لذلك احرص كل يوم جمعة على التواجد هنا واعداد اللافتات والاعلام والمضي في المسيرةquot;.

وتشارك في تظاهرات النبي صالح، متضامنات اجنبيات واسرائيليات. ويعتقد اهالي القرية أن مشاركة هؤلاء رفعت وتيرة مشاركة فتيات القرية في هذه التظاهرات. وبالقرب من بشرى جلست فتاتان، اثير بشير (18 عامًا) ونور ناجي (16 عامًا). وقالت اثير quot; صباح كل يوم جمعة أصحو باكرًا، واتصل مع صديقاتي لتجهيز انفسنا للمواجهةquot;.

وروت الشابة روان جلال ( 19 عامًا) كيف أن ثماني فتيات هاجمن اربع مركبات عسكرية اسرائيلية في النبي صالح بالحجارة، قبلاشهر بعد أن اغلقن امامها جميع طرقات القرية. واضافت: quot;في النبي صالح الفتيات يقمن بدورهن في المواجهة تمامًا مثل الرجال، إن لم يكن اكبر quot;.

ويؤكد اهالي القرية من الرجال أنهم لا يمانعون نهائيًا مشاركة نسائهم في التظاهرات ضد الجيش الاسرائيلي. وقال ضيف الله التميمي (52 عامًا) quot; بالعكس بعض الازواج يشجعون زوجاتهم على المشاركة في التظاهرات لأن القضية التي يناضل اهالي القرية لاجلها هي قضية أرض، والارض تهم الجميع سواء النساء أو الرجالquot;.

واكد أن وجود متضامنات اجنبيات واسرائيليات وفلسطينيات من داخل اسرائيل quot;دفع نساء القرية لرفع منسوب مشاركتهن، واسهم وجود تلك الفتيات في كسر الواقع الاجتماعي والثقافي الذي كان من الممكن أن يمنع النساء من المشاركة في هذه التظاهراتquot;.