رام الله: من النادر مشاهدة شرطيات في شوارع المدن العربية، لكن في الأراضي الفلسطينية، حيث جهاز الشرطة حديث التشكيل، تبذل جهود لجذب مزيد من النساء للعمل فيه.
في الخليل، كبرى مدن الضفة الغربية، تعمل 50 امرأة في سلك الشرطة، من أصل 900 امرأة انضمت الى الجهاز في أنحاء الضفة الغربية.

وجود النساء في سلك الشرطة غريب على التقاليد المحلية، ولكن المفارقة هي أن التقاليد تحديدا استدعت وجودهن.
يقول العميد رمضان عواد من شرطة الخليل : quot;حضرتنا الفكرة لأن الخليل مدينة محافظة ولم يتقبل الناس فكرة دخول رجال شرطة لتفتيش منازل فيها نساءquot;.

ويشير العميد عواد إلى أن بعض مرتكبي الجرائم يستغلون هذه الناحية ويختفون خلف نسائهم، فقد استغل متاجرون بالمخدرات نساء المنزل لإخفاء بضاعتهم، مما أدى الى فشل عمليات التفتيش التي أجريت بحثا عن تلك البضائع المحظورة.
وجاء تشكيل وحدة الشرطة النسائية لإنهاء هذا الإشكال، ويقول عواد ان الهدف هو عدم دخول المنازل الا بوجود شرطية ضمن الفريق الذي يقوم بالمهمة داخل المنزل.

تتلقى الشرطيات تدريبا خاصا في مكافحة الشغب ويشاركن بفخر في عمليات الدهم الأمنية إلى جانب زملائهن من الرجال.
وتتذكر انشراح أبو علام أحد الحوادث، حين لم تسمح نساء في منزل لمفرزة شرطة من الرجال بالدخول لأداء عملهم.

ولم يكن حظ انشراح وزميلاتها أفضل، فلم يسمح لهن بالدخول، فتسلقن جدران المنزل ودخلن عن طريق السطح.
تقول انشراح quot;لم يصدق زملاؤنا من الرجال والجيران أعينهم، ووقفوا ينظرون الينا بدهشة وإعجاب. من النادر أن تشاهد نساء في الضفة الغربية يؤدين أدوارا كهذهquot;.

تؤدي الشرطيات أيضا دورا مهما quot;كضباط اتصالquot; خصوصا مع الأحداث.

وجيهة طهبوب مسؤولة عن وحدة الأحداث في الخليل، وتقول إن الوحدة أسست قبل عام، وانها مسؤولة عن التعامل مع الأحداث دون سن 18.

quot;أعمل على زيادة الثقة بين الشرطة والمجتمع، أزور المدارس وأتحدث إلى الطلاب عن جهاز الشرطةquot;.

هذا الدور الذي تضطلع به الشرطيات مهم لتغيير الصورة النمطية عن الشرطة.
لا يزال التعامل مع الجرائم من مهام العائلات في أوساط الفلسطينيين، ويحاول جهاز الشرطة في الخليل تشجيع المواطنين على طلب مساعدته.

بناء جهاز شرطة من الدعائم المهمة لتأسيس دولة فلسطينية، وقد تأسس جهاز الشرطة المدنية الفلسطينية عقب توقيع معاهدة أوسلو.
يضطلع الجهاز بقضايا الأمن الداخلي والنظام في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

وقد تلقى جهاز الشرطة الفلسطيني تدريبات وتمويلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اللذين شجعا انخراط النساء في الجهاز، وقد تبوأت نساء مراكز مرموقة فيه.

وتقول وجيهة إن كونها امرأة لم يشكل أي عائق لها، وتضيف ان لا فرق يينها وبين زملائها من الرجال، وإن كانت الشرطيات يتلقين طلبات بالتقاط صور تذكارية معهن أكثر من زملائهن من الرجال.