سفراء دول مجلس الأمن لدى تسلمهم رسائل العراق حول مؤتمر 5+1 |
دعا العراق رسمياً الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا إلى حضور المؤتمر الدولي 5+1 الذي سيعقد في بغداد في 14 من الشهر الحالي حول ملف إيران النووي . فيما حذّر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم من تحول الأزمة السياسية التي يشهدها العراق منذ أربعة اشهر إلى عقدة سياسية تدخل البلاد في نفق مظلم، ودعا العرب إلى جعل قضية الشعب البحريني قضيتهم المركزية.
سلم وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الدوركي في مقر الوزارة رؤساء بعثات الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) وألمانيا الاتحادية وممثل الاتحاد الأوروبي المعتمد لدى العراق رسائل موجهة من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى نظرائه في تلك الدول بشأن استضافة حكومة العراق، استناداً إلى رغبة إيران، عقد اجتماع مجموعة (5 + 1) بشأن المباحثات المقبلة حول ملف إيران النووي، والذي ستحتضنه بغداد يوم السبت الرابع عشر من الشهر الحالي.
وأكد المسؤول العراقي خلال اجتماع بالسفراء استعداد بلاده لتوفير جميع مستلزمات انعقاد الاجتماع ونجاحه. ولم يعرف بعد مستوى تمثيل الدول المشاركة في الاجتماع، والذي يعتقد أن مسؤولين دبلوماسيين ومخابراتيين سيشاركون فيه.
وجاء تسليم العراق هذه الدعوات للمشاركة في الاجتماع بعد ساعات من طلب تقدمت به طهران الى بغداد لاستضافته بدلاً من مدينة اسطنبول التركية التي كان مقرراً أن تستضيفه. ويقول مراقبون تحدثوا إلى quot;إيلافquot; اليوم إنه من الواضح أن نقل إيران لمقر الاجتماع يأتي احتجاجاً على موقف تركيا ضد النظام السوري ودعمها للمعارضين له ودعماً للحكومة العراقية التي أبدت دعماً للنظام.
وأشاروا إلى أن التصرف الإيراني هذا جاء بمثابة تعضيد لموقف الحكومة العراقية ودورها في المساهمة بحل المشاكل الإقليمية والدولية، وخاصة بعد احتضانها للقمة العربية التي اختتمت اعمالهافي بغداد الخميس الماضي، وفي مواجهة الحملة الإعلامية التي تتعرض لها منذ يومين من أجهزة الاعلام السعودية والقطرية على خلفية رفض بغداد لإسقاط النظام السوري واستخدام التدخل العسكري لتحقيق هذا الهدف ووقوفها ضد دعوة الرياض والدوحة لتسليح المعارضة السورية، اضافة الى موقف العاصمتين من استقبال نائب رئيس الجمهورية العراقي المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي.
وأمس الاربعاء، اعلن وزير الخارجية التركي أن وزارته استدعت السفير الايراني في انقرة للاحتجاج على الانتقادات التي وجهتها طهران إلى مؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد الاحد في اسطنبول. وقال احمد داود اوغلو في تصريح صحافي: quot;لقد استدعينا السفير الايراني لنطلب توضيحات لتلك الملاحظاتquot;.
وقد استدعي السفير الايراني بعد الانتقادات التي وجهها رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى مؤتمر اسطنبول الذي دان النظام السوري الذي تدعمه ايران، كما ذكر دبلوماسيون اتراك. واضاف داود اوغلو أنه اتصل بنظيره الايراني علي اكبر صالحي الثلاثاء، للاحتجاج على هذه التصريحات الايرانية quot;التي تتناقض تناقضاً واضحاً مع العلاقات القائمة منذ فترة طويلةquot; بين البلدين. واوضح أن صالحي طلب من نظيره التركي أن يعتبر أن هذه الانتقادات هي مواقف شخصية لا تعكس الموقف الرسمي الايراني.
واوضحت طهران الاربعاء أنها تأمل أن تُجرى في العراق وليس في تركيا المحادثات المقررة مع القوى العظمى حول برنامجها النووي المثير للخلاف وقد بررت هذا التحول بموقف انقرة من الازمة السورية. وفي طهران، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بوروجردي إن quot;البرلمان والحكومة الإيرانيين استبعدا تركيا واقترحا بغداد واذا وافق الطرف الآخر فستكون بغداد مضيفة اللقاءquot;. وأضاف بوروجردي quot;بسبب موقفها المتطرف وغير المنطقي والمؤتمر الأخير حول سوريا، فقدت تركيا أهليتها لاستضافة الاجتماع حول الملف النوويquot;.
وكانت بغداد أعلنت الثلاثاء الماضي ترحيبها بطلب ايراني لاستضافة اجتماع دول مجلس الامن الدولي الخمسإضافة الىألمانيا حول الملف النووي، وقالت إنها ستبدأ بإجراء الاتصالات اللازمة مع الاطراف المعنية حول الاجتماع . وجاء الطلب الإيراني من العراق خلال اجتماع عقده في بغداد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع وفد رفيع المستوى من مجلس الأمن القومي الإيراني برئاسة علي باقري، وكيل الشؤون السياسية والدولية، وبحضور حسن دنائي فر، السفير الإيراني المعتمد في بغداد،ورضا اميري، مدير عام المجلس لشؤون البلدان العربية، ومسؤولين كبار من الخارجية العراقية.
وعرض الوفد الايراني رغبة بلاده لاستضافة العراق الاجتماع الدولي للأعضاء الدائمين الخمسة لمجلس الأمنإضافة الىالمانيا، والمعروف بـ quot;مجموعة خمسة زائد واحدquot; حول الملف النووي الإيراني في الرابع عشر من الشهر الحالي في بغداد. ورحب وزير الخارجية العراقي بالمقترح الإيراني واستعداد العراق لاستضافة اللقاء. وأكد بأنه سيقوم بإجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية حول المقترح، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارته.
واشار الى أن الاجتماع ناقش العلاقات الإيرانية العراقية التي وصفها الجانبان بالمتطورة،وأكدا على اهمية اللقاءات التشاورية بينهما ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية والاقليمية، كما شددا على ضرورة العمل لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي الطلب الإيراني هذا بمثابة إلغاء لاتفاق سابق على عقد اجتماع quot;مجموعة خمسة زائد واحدquot; في مدينة اسطنبول التركية في الرابع عشر من الشهر الحالي وفق اتفاق بين إيران والمجموعة التي تضم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي، وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا، الا أنه يبدو أن الخلافات بين طهران وانقرة بشأن الاوضاع في سوريا قد دفعت ايران الى اقتراح بغداد مكاناً للاجتماع بدلاً من المدينة التركية.
ومن المنتظر أن يبحث الاجتماع في بغداد الاتهامات الغربية لإيران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن للاستخدامات العسكرية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة الى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين للمنشآت النووية . وشملت العقوبات حظر شراء النفط الإيراني وعزل البنوك الأجنبية عن النظام المالي الأميركي في ما إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني، إضافة إلى حظر التجارة مع إيران الأمر الذي أدى إلى انهيار خطير في عملتها المحلية quot;التومانquot; وارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت السبت الماضي أن مفاوضات 5+1 مع ايران ستجري في 13 و14 من الشهر الحالي في اسطنبول. وكانت المفاوضات الاخيرة حول الملف النووي بين ايران ومجموعة 5+1 التيجرت في اسطنبول في كانون الثاني (يناير) العام 2011 قد فشلت في التوصل الى اتفاق.
الحكيم يحذّر من تحول الازمة السياسية الى عقدة تدخل الجميع في نفق مظلم
وحذّر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم من تحول الازمة السياسية التي يشهدها العراق منذ أربعة اشهر الى عقدة سياسية تدخل البلاد في نفق مظلم ودعا العرب إلى جعل قضية الشعب البحريني قضيتهم المركزية.
ودعا الحكيم في كلمة خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية، بحضور جمع غفير من مواطني العاصمة، القوى السياسية الى حل الخلافات والإشكاليات وإشاعة حالة الوئام في ما بينها، وحذّر من تحول الأزمة السياسية الى عقدة سياسية.
وعبر عن الاسف للتوتر الذي تشهده الساحة السياسية الداخلية من تراشق وتصريحات إعلامية متشنجة يدلي بها البعض ضد البعض الآخر . وتساءل قائلاً: quot;أين نحن ذاهبون بهذه التصريحات ؟! ان تصريحاتكم فوهات توجه لصدر كل عراقي وأن الازمة السياسية ستوصل الجميع الى طريق اللاعودة حيث يصعب الوصول الى حلول ويدخل الجميع في نفق مظلم وأن الازمةالحالية لا تصب في مصلحة أحد لا حكومة اقليم كردستان ولا الحكومة الاتحادية ولا الحكومات المحلية في المحافظات في وقت نتطلع فيه الى الازدهار والاعمار والانفتاح على المحيط العربي والاقليمي والدولي .
وكان رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي اعلن امس أن خلافات الكتل السياسية المستمرة الغت عقد اجتماع مقرر اليوم الخميس لحل الازمة السياسية داعياً الفرقاء السياسيين الى الكف عن تصعيد الاتهامات في ما بينهم والتوصل الى جدول اعمال موحد يكفل عقد المؤتمر وانجاحه.
وحول القمة العربية التي اختتمت اعمالها في بغداد الخميس الماضي، اشار الحكيم الى أن نجاح القمة برهن حرص العراق على لعب دوره المتميز والمحوري في تطوير العمل العربي المشترك، مشيراً الى أن هذه القمة برهنت ايضاً على اندماج وانفتاح العراق على محيطه العربي واكدت في الوقت ذاته على عدم صدقية الاحكام التي اطلقت على العراق، كما اكدت اعتزاز العراق بهويته.
وناشد quot; الاشقاء العربquot; بأن يكونوا اوفياء مع الشعب العراقي الذي قام بما عليه وخطا خطوات مهمة باتجاهم، مشدداً على أن الوقت قد حان لانفتاح الدول العربية على العراق الذي يحتاج محيطه العربي كما يحتاجه محيطه العربي. واضاف أن العراق عبر من خلال القمة العربية أنه قادر على ردم الفجوة بين الاشقاء العرب وعن امكانيته في البحث عن حلول يجمع عليها المشتركون لكل الاشكاليات العربية دون أن يقع في المحاور الضيقة وأن يكون مع طرف على حساب الآخر.
واشار الحكيم الى أن العراق حافظ على استقلاليته موضحاً أن كلمة العراق في القمة عبرت عن رؤية متوازنة تجاه الملفات العربية والمنطقة، مشيداً باعلان بغداد الصادر عن القمة، والذي عده وثيقة قبلت بالاجماعووضعت التصور لأهم ملفات الوطن العربي . وطالب الدول العربية باطفاء ديونها على العراق quot;من منطلق أن هذه المليارات ذهبت إلى النظام البائد لا إلى الشعب العراقي الذي لا يتحمل تبعات هذه الديونquot; .. وقال إن العراق لا يتنصل من التزاماته، ولكن على الدول العربية أن تحذو حذو دول العالم التي اطفأت ديونها في نادي باريس بنسبة وصلت الى 100% لبعض الدول، مطالباً الدول العربية بالعمل على اخراج العراق من البند السابع.
واشار الى أن القمة عبرت عن ارادة شعبية وسياسية وحكومية في نقل العراق إلى واقع جديد حيثيكون جزءاً مهماً من منظومة اقليمية يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر فيها، لافتاً الى أن القمة اعادت الربيع العربي الى العراق بعد ان انطلقت بداياته منه.
واشاد الحكيم بالاعتذار الذي قدمه الرئيس التونسي إلى الشعب العراقي من تنفيذ بعض المواطنين التونسيين المغرر بهم في العراق تحت عناوين الجهاد والمقاومة بعمليات ارهابية ضد الشعب العراقي، معتبراً هذا الموقف نموذجاً جديداً للقيادات العربية التي لم تتعود على الاعتذار واوضح أن هذا الموقف قد صدر من شخصية متصالحة مع نفسها ومتواضعة.
ووصف الحكيم زيارة امير الكويت الى العراق بالتاريخية، وقال إنها وضعت حداً لتاريخ من الاشكاليات بين البلدين وساهمت في بناء علاقات وثيقة، مطالبا بإدامة اللقاءات بين البلدين على اساس المصالح المشتركة والروابط التاريخية والاجتماعية والعشائرية، متمنياً أن توفر الزيارات المتبادلة ارضية خصبة تدفع لحل الاشكاليات بين العراق والكويت.
وشدد الحكيم على ضرورة جعل قضية البحرين قضية العرب جميعاً، مطالباً اياهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه شعب يطمح إلى السلام والوئام. واكد ضرورة الوقوف عند مطالب الشعب البحريني والاخذ بالحلول التي طرحت لينعم بتكافؤ الفرص. وشدد على ضرورة وضع حد للانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في البحرين.
التعليقات