أسامة مهدي: رحّب العراق بطلب إيراني لاستضافة اجتماع دول مجلس الأمن الدولي (الدول الخمس زائد ألمانيا) حول الملف النووي، وقال إنه سيبدأ بإجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية حول الاجتماع الذي سيعقد في بغداد في الرابع عشر من الشهر الحالي.
زيباري مجتمعًا مع وفد مجلس الأمن القومي الإيراني |
جاء الطلب الإيراني من العراق خلال اجتماع عقده في بغداد اليوم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع وفد رفيع المستوى من مجلس الأمن القومي الإيراني برئاسة علي باقري وكيل الشؤون السياسية والدولية بحضور حسن دنائي فر السفير الإيراني المعتمد في بغداد، ورضا أميري مدير عام المجلس لشؤون البلدان العربية ومسؤولين كبار من الخارجية العراقية.
وعرض الوفد الإيراني رغبة بلاده في استضافة العراق الاجتماع الدولي للأعضاء الدائمين الخمسة لمجلس الأمن زائد ألمانيا، والمعروفة بمجموعة خمسة زائد واحد، حول الملف النووي الإيراني في الرابع عشر من الشهر الحالي في بغداد.
ورحّب وزير الخارجية العراقي بالمقترح الإيراني واستعداد العراق لاستضافة اللقاء، وأكد أنه سيقوم بإجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية حول المقترح، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارته. وأشار إلى أن الاجتماع ناقش العلاقات الإيرانية العراقية، التي وصفها الجانبان بالمتطورة، مؤكدين على أهمية اللقاءات التشاورية بينهما، ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية والإقليمية، وشددا على ضرورة العمل على إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
يأتي الطلب الإيراني هذا بمثابة إلغاء لاتفاق سابق على عقد اجتماع مجموعة خمسة زائد واحد في مدينة إسطنبول التركية في الرابع عشر من الشهر الحالي وفق اتفاق بين إيران والمجموعة التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا، إلا أنه يبدو أن الخلافات بين طهران وأنقرة بشأن الأوضاع في سوريا قد دفعت إيران إلى اقتراح بغداد مكانًا للاجتماع بدلاً من المدينة التركية.
ومن المنتظر أن يبحث الاجتماع المنتظر في بغداد الاتهامات الغربية لإيران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن للاستخدامات العسكرية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة إلى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين للمنشأت النووية. وشملت العقويات حظر شراء النفط الإيراني وعزل البنوك الأجنبية عن النظام المالي الأميركي فيما إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني، إضافة إلى حظر التجارة مع إيران، الأمر الذي أدى إلى انهيار خطر في عملتها المحلية quot;التومانquot;، وارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية.
ويبدو أن المقترح الإيراني لعقد الاجتماع الدولي في بغداد جاء بمثابة تعضيد لموقف الحكومة العراقية ودورها في المساهمة بحل المشاكل الإقليمية والدولية، وخاصة بعد احتضانها للقمة العربية التي اختتمت في بغداد الخميس الماضي، وفي مواجهة الحملة الإعلامية التي تتعرّض لها منذ يومين من أجهزة الإعلام السعودية والقطرية، على خلفية رفض بغداد لاسقاط النظام السوري واستخدام التدخل العسكري لتحقيق هذا الهدف ووقوفها ضد دعوة الرياض والدوحة لتسليح المعارضة السورية، إضافة إلى موقف العاصمتين من استقبال نائب رئيس الجمهورية العراقي المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي.
التعليقات