إحدى الطائرات الإيرانية المحمّلة بـ quot;الهداياquot; للشعب السوري

بعد توقف أشهر، عادت الطائرات الإيرانية إلى اختراق المجال الجوي العراقي في طريقها إلى سوريا، حاملةً سلاحًا لدعم الجيش النظامي السوري. إدارة أوباما واضحة في هذا الشأن، فإن لم تتوقف الطائرات لتفتيشها تتوقف الاتفاقيات بين العراق والولايات المتحدة.


دعت إدارة الرئيس أوباما العراق إلى إلزام الطائرات الإيرانية التي تعبر الأجواء العراقية في طريقها إلى سوريا بالهبوط لتفتيشها، بهدف التوثق من أنها لا تحمل أسلحة للنظام السوري. وقال مسؤولون أميركيون يوم الأربعاء إنهم متأكدون من نقل اسلحة ومعدات عسكرية أخرى بهذه الطائرات، انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن التي تحظر تصدير السلاح الإيراني إلى دول أخرى.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه أن العراقيين يسمحون برحلات في أجوائهم لنقل أسلحة لقوات نظام الأسد. كما قال مسؤول عراقي إن لدى حكومته تأكيدات من إيران بأن الشحنات لا تحوي إلا مساعدات إنسانية، وإذا كانت الولايات المتحدة تعتقد خلاف ذلك فعليها أن تقدم الدليل على ما تقول.

تهديد أميركي

وكانت الحكومة العراقية ذات القيادة الشيعية رفضت دعوة الجامعة العربية إلى تنحي الأسد، وقالت إنها لا تريد الإنجرار إلى حرب طائفية، في إشارة إلى انتفاضة الشعب السوري ذي الأغلبية السنية ضد نظام الأسد الذي ينتمي غالبية أركانه إلى الأقلية العلوية.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي تومي فيتور أن مسؤولية جميع الدول أن تسعى إلى منع تصدير السلاح الإيراني. وقال: quot; اتخذ العراق في السابق خطوات للإيفاء بالتزاماته وعليه أن يستمر في ذلكquot;.

وقال ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي التقوا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الأربعاء إنهم أبلغوه أن السماح للطائرات الإيرانية بنقل أسلحة إلى النظام السوري عبر الأجواء العراقية يضرّ بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ويكلف العراق فقدان مساعدات أميركية بموجب اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين الولايات المتحدة والعراق في العام 2008.

وقال عضو مجلس الشيوخ جو ليبرمان للصحافيين عقب الاجتماع مع المالكي إن quot;استمرار الرحلات الجوية العسكرية الإيرانية عبر الأجواء العراقية يصعّب المضي قدمًا بالاتفاقية على النحو الذي يريده المالكي ونريده نحنquot;.

دعوة للتسليح

ويقوم ليبرمان بزيارة للعراق مع عضوي مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام. ودعا هؤلاء جميعًا الرئيس أوباما إلى تسليح المعارضة السورية واتخاذ اجراءات عسكرية لدعمها. وقال غراهام إن سبب امتناع العراقيين عن اتخاذ موقف حازم من إيران هو أنهم على الأرجح لا يعرفون كيف ستؤول الأوضاع في سوريا.

وترى إدارة أوباما، التي تنظر بقلق إلى النفوذ الإيراني في العراق، أن دوافع بغداد ليست بريئة تمامًا ولكنها لا تريد اثارة خلاف مكشوف معها. وفي حين أعرب مسؤولون عن تفهمهم لضعف قدرات الدفاعات الجوية العراقية وعجزها عن ايقاف الرحلات الإيرانية حتى إذا أرادت ذلك، ولخوف الحكومة العراقية من التداعيات الطائفية للنزاع السوري المستمر منذ 18 شهرًا، فأنهم أكدوا تصميمهم على فرض العقوبات ضد إيران.

استئناف بعد توقف

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر بالاجماع في العام 2007 قرارًا يحظر على إيران تصدير أو بيع السلاح في الخارج. واوصى قرار آخر في العام 2010 بتفتيش الدول الشحنات القادمة من إيران والمتوجهة اليها.

وأثار أوباما قضية الرحلات العسكرية الإيرانية عبر الأجواء العراقية مع المالكي عندما رُصدت لأول مرة في الربيع الماضي. وقال مسؤولون اميركيون وقتذاك إن الطائرات تنقل أجهزة تنصت وتشويش الكترونية وتقنيين ومدربين من الحرس الثوري الإيراني. واشار هؤلاء المسؤولون إلى أن الرحلات الجوية الإيرانية توقفت بعد التدخل الاميركي.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاربعاء إلى استئناف الرحلات الإيرانية عبر الأجواء العراقية قائلة إنها بدأت مجددًا في تموز (يوليو) الماضي. وافادت وكالة أسوشيتد برس أن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اتصل بالمالكي الشهر الماضي ووعد بتقديم أدلة تثبت شحنات السلاح الإيرانية. كما نقلت الوكالة عن علي الموسوي، المستشار الاعلامي للمالكي، أنه quot;حتى الآن ليس هناك دليل على أي انتهاك في هذا المجال، ومن يملك دليلًا فليقدمه وسنتخذ الاجراءات المطلوبةquot;.

وحين سُئل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية باتريك فنتريل عما تتوقعه الادارة الاميركية من العراقيين، أجاب: quot;أسهل طريقة، على ما نظن، هي أن يشترطوا على هذه الطائرات الهبوط وخضوعها للتفتيشquot;.

وأوضح فنتريل أن هناك اتفاقيات دولية تتعلق بإلزام الطائرات التي تمر عبر أجواء دول أخرى بالامتثال للشروط المحلية. وعما إذا عرضت الولايات المتحدة مساعدتها للعراقيين على تنفيذ هذه الاتفاقيات، لاحظ فنتريل أن القوات الاميركية المنسحبة سلمت السيطرة الكاملة على الأجواء العراقية إلى العراقيين.