لقاء سابق بين أوباما والمالكي

تقف إيران بقوة خلف نظام الأسد، ولا تتردّد في تزويده بما يحتاج إليه من السلاح، تنقله من طهران إلى دمشق عبر المجال الجوي العراقي، وبموافقة المالكي.


واصلت إيران شحن المعدات العسكرية إلى سوريا مستخدمةً المجال الجوي العراقي، في محاولة جديدة من جانبها لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد المحاصرة، تبعاً لما أكده مسؤولون أميركيون كبار في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وقد مارست إدارة الرئيس باراك أوباما ضغوطاً على الجانب العراقي لإغلاق الممر الجوي الذي استخدمته إيران في وقت سابق من العام الجاري، وذلك حين أثير الموضوع مع رئيس الوزراء نوري المالكي.
لكن استمرار الثوار السوريين في تحقيق مكاسب على الأرض، وتعرض حكومة الأسد لهجوم أسفر عن مقتل العديد من كبار المسؤولين الأمنيين فيها، قررت إيران مضاعفة جهودها لدعم الرئيس السوري.

جسر جوي

وأشار خبراء عسكريون إلى أن الرحلات الجوية بين طهران ودمشق مكّنت السلطات الإيرانية من تزويد الحكومة السورية بإمدادات كثيفة، على الرغم من محاولات الثوار السوريين الحثيثة لفرض سيطرتهم على العديد من المعابر الحدودية، حيث يتم تمرير المساعدات الإيرانية.

وفي هذا الصدد، قال هشام جابر، وهو ضابط متقاعد في الجيش اللبناني يشغل حاليًا منصب رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث في بيروت:quot; لا يواجه الإيرانيون أية مشاكل في الجو، وما زال النظام السوري يسيطر على المطارquot;.

دعم مستمر للأسد

ولفتت الصحيفة إلى أن جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي الذي لعب دوراً بارزاً في ملف السياسة العراقية مع إدارة أوباما، تشاور هاتفيًا مع المالكي بشأن الأزمة السورية في السابع عشر من الشهر الماضي. ورفض البيت الأبيض الكشف عن تفاصيل تلك المشاورات، لكنّ مسؤولًا أميركيًا أوضح أن بايدن سجل مخاوفه بشأن الجسر الجوي الإيراني إلى سوريا عبر العراق.

ومضت الصحيفة تقول إن تلك الرحلات الإيرانية تطرح تساؤلات في الولايات المتحدة، خصوصًا أن إدارة أوباما ترفض تزويد الثوار السوريين بالأسلحة أو فرض منطقة حظر طيران فوق سوريا خشية أن تُجذب بشكل أكبر للصراع السوري. لكن المساعدات التي تقدمها إيران تبين حقيقة أنها لا تتردد في توفير الإمدادات العسكرية والمستشارين للإبقاء على حكومة الأسد في السلطة.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن تسامح المالكي مع استخدام إيران للمجال الجوي العراقي يكشف عن حدود نفوذ إدارة أوباما في العراق، على الرغم من الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الإطاحة بالرئيس صدام حسين وفي وضع أساس تشكيل حكومة جديدة.

المالكي الإيراني

سعى المالكي للمحافظة على العلاقات مع إيران، في الوقت الذي قادت فيه الولايات المتحدة الجهود الدولية لفرض عقوبات على حكومة طهران. و يبدو أن المالكي ينظر إلى السقوط المحتمل للأسد على أنه تطور قد يقوي منافسيه السنة والأكراد في المنطقة. وأشارت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن وقف تلك الرحلات قد يأخذ من العراق عدة خطوات، بما في ذلك الإصرار على هبوط طائرات شحن البضائع التي تمضي من إيران في طريقها إلى سوريا في بغداد لكي يتم تفتيشها، أو الإعلان صراحةً عن عدم إمكانية استخدام المجال الجوي العراقي في تلك الرحلات.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين السابقين إنه لم يتضح لهم بشكل تام نوعية البضائع التي يتم إرسالها إلى سوريا قبل أن تتوقف الرحلات في آذار (مارس) الماضي. لكن استخدام طائرات من طراز معين، ورفض الجانب الإيراني إخضاع الطائرات للتفتيش في العراق، أديا إلى افتراض أن تلك البضائع عبارة عن معدات عسكرية تكتيكية.

وقال مسؤولون أميركيون إن إيران زودت السلطات السورية بتدريبات وتقنيات لاختراق الاتصالات ومراقبة الإنترنت. وفي تحول جديد، أكد أحد المسؤولين الأميركيين وجود تقارير موثوق من صحتها تبين أن مقاتلين شيعة عراقيين، لطالما تم دعمهم من قبل إيران خلال نضالها في العراق، بدأوا يتوجهون الآن إلى سوريا من أجل تقديم المساعدة لحكومة الأسد.