طلبت واشنطن من موقع يوتيوب التحقق فيما إذا كان فيلم براءة المسلمين ينتهك شروط الاستخدام للانترنت، هذا في وقت تصاعدت موجة التظاهرات ضد السفارات الأميركية في العالم العربي والإسلامي.


اشرف ابو جلالة،وكالات: أعلن البيت الأبيض انه طلب من موقع يوتيوب التأكد من أن فيلم quot;براءة المسلمينquot; الذي أثار موجة من أعمال العنف ضد السفارات الأميركية في العالمين العربي والإسلامي لا ينتهك شروط استخدام الموقع.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال تومي فييتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، quot;اتصلنا بموقع يوتيوب لنلفت نظرهم إلى شريط الفيديو ونطلب منهم أن يحددوا ما إذا كان ينتهك شروطهم للاستخدامquot;.

فلسطينيون يحرقون العلم الأميركي في غزة

وفي وقت سابق من الجمعة، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الحكومة لم تكن قادرة على منع بث شريط الفيديو هذا، وهو مقتطف من فيلم quot;براءة المسلمينquot; المسيء للإسلام، وذلك بموجب البند الأول من الدستور الأميركي الذي يقدس حرية التعبير.

وأضاف كارني أن quot;حماية حرية التعبير حتى للكلمات النابية، تشكل مبدأ أساسيا لديمقراطيتناquot;، لكنه أضاف quot;نستطيع في أي حال أن ننتقد وندين ما نجده نابيا. وكنا واضحين حول هذه النقطة في العالم اجمع وكذلك هنا في الولايات المتحدةquot;.

وقال مسؤولان أميركيان إن السلطات الفيدرالية تحقق بشأن ما إن كان الرجل الذي يقف وراء الفيلم المسيء للمسلمين قد انتهك quot;مدونة السلوكquot; الخاصة باستخدام الكمبيوتر والانترنت.

وطبقاً لما كشفته وثائق من محكمة لوس أنجلوس الفيدرالية، فإن ذلك الرجل يدعى نقولا باسيلي نقولا، وقد ألقي القبض عليه عام 2009 وأدين في واقعة احتيال مصرفي بعدها بعام، حيث تورط في مخطط للاحتيال على بنوك في مبالغ تقدر بآلاف الدولارات.

وقال مسؤولو إنفاذ القانون إنهم يعتقدون أن نقولا هو الرجل نفسه الذي عرّف نفسه خلال الأيام القليلة الماضية باسم سام باسيل، رافضين الكشف عن الطريقة التي نجحوا من خلالها في تحديد العلاقة. وصرح ذلك الرجل الذي يدعى سام باسيل في مقابلات أجريت معه، بما في ذلك المحادثة الهاتفية التي أجراها يوم الثلاثاء الماضي مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، بأنه قام بإخراج فيلم بعنوان quot;براءة المسلمينquot;.

وقد تسبب التريلر الذي نشره ذلك الشخص على موقع يوتيوب التابع لشركة غوغل في تموز/ يوليو الماضي في إثارة موجة غاضبة من التظاهرات بكافة منطقة أنحاء الشرق الأوسط.

والفيلم -حسبما تشير صحيفة ستريت جورنال- يرتبط بمجموعة من المسيحيين المصريين في جنوب كاليفورنيا على علاقة بمنتقدين متطرفين للإسلام. وقال المخرج المساعد للفيلم، جيفري روبنسون، إن ميزانية الإنتاج قدرت بـ 250 ألف دولار فقط.

والتقديرات الراجحة أن منظمة quot;ميديا فور كريستquot;، وهي منظمة دينية لا تهدف للربح ويوجد مقرها في مدينة دوارتي التي تقع على بعد حوالي 20 ميلا شمال شرق لوس أنجلوس، تمكنت من الحصول على ترخيص لتصوير مشاهد ذلك الفيلم.

وتلك المنظمة تقوم بإنتاج أعمال تلفزيونية مسيحية وتبثها بالخارج باللغتين العربية والإنكليزية، ويكون بعضها شديد الانتقاد للديانة الإسلامية. وأشار مسؤولو دوراتي إلى أن إدارة عمدة مقاطعة لوس أنجلوس تقدم دوريات إضافية لمرافق المجموعة، التي من بينها دار للإنتاج التلفزيوني يطلق عليها quot; ذا واي تي فيquot;.

من جهته، قال حسام عيلوش، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في جنوب كاليفورنيا، إن المجموعة المسيحية في دوراتي تشتهر بكونها مجموعة قبطية، وهو المصطلح الذي يطلق على مسيحيي مصر. وأضاف عيلوش أن بعض المسلمين المحليين اشتكوا له من أن بعض أعمال تلك المجموعة تنشر دعاية معادية للإسلام.

وورد على الموقع الإلكتروني لدار quot;ذا واي تي فيquot; أنها تهدف إلى استخدام المحطات الفضائية المسيحية لتحويل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأميركا وكندا.

ومع هذا، نوهت صحيفة ستريت جورنال بأن بعض المجتمعات القبطية الصغيرة داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك جنوب كاليفورنيا، أدانت الفيلم، وعبَّر البعض خلال الآونة الأخيرة عن تخوفهم من أن تتسبب تلك الأزمة في شن عمليات انتقامية ضد الأقباط في الخارج.

وقد أكد نقولا في مقابلة أجراها يوم الأربعاء مع وكالة الأسوشييتد برس أنه قبطي هو الآخر. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ما يقرب من مليون شخص قبطي من أبناء الأبرشية داخل الولايات المتحدة. وعاود عيلوش ليقول: quot;هناك توترات داخلية بين الأقباط والمسلمين. ولا يحتاج الأمر من بعض المتطرفين سوى إلقاء الوقود على النار ومن ثم يلتقط الطعم باقي المتطرفين، وفجأة تجد العالم بأسره أمام أزمةquot;.

وتمت الإشارة هنا إلى اشتعال الخلافات والتوترات بين المسيحيين والمسلمين في مصر في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق مبارك في شباط/ فبراير عام 2011، ونشوب العنف الطائفي بشكل كبير في أكبر بلدان العالم العرب بعد رحيله.

وبحسب وثائق المحكمة الفيدرالية، فإن نقولا باسيلي نقولا يعيش في منطقة سيريتوس في كاليفورنيا، وأن رقم الهاتف الذي يستخدمه ذلك الرجل الذي يطلق على نفسه سام باسيل مسجل باسم مستخدم يعيش في عنوان الضاحية نفسه الموجودة في لوس أنجلوس.

وتشير التقديرات إلى أن كثيراً من الأمور التي أحاطت بالفيلم بدت مزيجاً من أنصاف الحقائق وتحريف الوقائع. وذلك وفقاً لما تقوله صحيفة ستريت جورنال التي تنوه أيضاً بأن العبارات الأكثر حدة في انتقادها الإسلام التي ظهرت بالتريلر لتعليقات صوتية تم تركيبها بصورة على المشاهدة بصورة غير احترافية، فقد أكد الممثلون وفريق عمل الفيلم أنهم تعرضوا جميعاً للخداع.

على صعيد متصل، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن نقولا باسيلي نقولا قوله إنه يخشى الآن أن يتم الانتقام منه، وسط أدلة متزايدة على أنه هو نفسه ذلك الشخص الذي يدعى quot;سام باسيلquot; الذي قام بإخراج وكتابة الفيلم. وقد ظل نقولا، 55 عاماً، مختبئاً داخل منزله يوم أمس الخميس في الوقت الذي اصطفت فيه الأطقم التلفزيونية أمام منزله الموجود في ضاحية سيريتوس التي تقع خارج لوس أنجلوس.

وبينما تراقب الشرطة المشهد، فقد أوضح ستيف وايتمور، المتحدث باسم عمدة مقاطعة لوس أنجلوس، أن هذا لا يعني أن صانع فيلم quot;براءة المسلمينquot; يخضع لحماية الشرطة. وأضاف وايتمور: quot;نحن نتواجد هنا فقط لأن وسائل الإعلام متواجدة هناquot;.

ستيف كلاين

ولفتت الصحيفة إلى أن الشرطة قامت كذلك بزيارة شركة إنتاج quot;ميديا فور كريستquot; التي أشارت تقارير إلى أنها الجهة التي تحصلت على ترخيص تصوير الفيلم. وقال ستيف كلاين، ناشط مناهض للإسلام ويعتبر نفسه خبيرًا في شؤون مكافحة الإرهاب، إنه عمل كمستشار للفيلم، ولم يجب على طلبات خاصة بإجراء مقابلات معه.