السفير الأميركي الذي قضى في ليبيا

فيما يلف الغموض حادثة مقتل السفير الأميركي في ليبيا، قال منتج فيلم quot;براءة المسلمينquot; الذي تسبب بأعمال العنف إنه أقدم على هذا العمل كموقف سياسي مستفز.


واشنطن: اعترف quot;سام باسيلquot; منتج فيلم quot;براءة المسلمينquot;، الذي يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم، وتسبب في موجة احتجاجات كبيرة في العالم الإسلامي، أنه أقدم على هذا العمل كموقف سياسي مستفزquot;. جاء ذلك في تصريح للمنتج اليهودي لجريدة quot;وول ستريتquot; الأميركية التي ذكر فيها quot;أن الإسلام سرطان، وأن المسلمين حشرات يجب إبادتهاquot;، مضيفًا أن فيلمه سيساعد على كشف عيوب الإسلام للعالم.

وتابع باسيل قائلاً quot;أنه جمع 5 ملايين دولار من مائة يهودي لتمويل فيلمهquot;، مضيفًا أن عمله هذا جهد سياسي من أجل لفت الأنظار إلى ما سماه quot;النفاق في الإسلامquot;، حسب ما نقلت عنه الصحيفة، والتي قالت إن القس المتطرف تيري حونز قد قام بالترويج للفيلم وهو المعروف عنه في السابق قيامه بحرق نسخ القرآن الكريم أمام الكاميرات في ولاية فلوريدا الأميركية، وهو ما أثار موجة غضب عالمية.

وذكر باسيل، أن المقطع الترويجي الذي عرّف بالفيلم المذكور ظهر في بداية شهر تموز/يوليو الماضي، موضحًا أن الفيلم بدأ يظهر ويعرف بعد أن بدأ قدامى الممثلين تناوله على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر.

يذكر أن هذا الفيلم تسبب في حالة غضب متأججة في العالمين العربي والإسلامي، تذكرنا إلى حد كبير بالاضطرابات التي اندلعت في عام 2005 عند نشر صحيفة دانماركية 12 صورة مسيئة لنبي الإسلام محمد، والتي أثارت هي الأخرى موجة غضب عارمة في شتى الدول الإسلامية.

وخرجت تظاهرات غاضبة في معظم الدول الاسلامية احتجاجًا على الفيلم. وقضى السفير الاميركي لدى ليبيا كريس ستيفنز الثلاثاء في بنغازي بعد حريق في القنصلية الاميركية في بنغازي نجم عن اطلاق مسلحين النار احتجاجاً على الفيلم، لكن الظروف الدقيقة لمقتل السفير والاميركيين الثلاثة الآخرين تبقى غامضة.

واقر مسؤول اميركي اثناء مؤتمر صحافي بالهاتف نظمته الاربعاء وزارة الخارجية أنه يجري quot;العمل وسط غموض المعلومات الاوليةquot; لأن quot;الكثير من التفاصيل حول ما جرى في بنغازي لا يزال مجهولاً أو غير واضحquot;. بيد انه كشف quot;قسماً صغيراً من التسلسل الزمني للهجوم المعقدquot; الذي استهدف قنصلية بنغازي مساء الثلاثاء.

وقال إن الساعة كانت تشير الى 22:00 بتوقيت ليبيا (20:00 ت غ) حين تعرضت المباني التي تأوي البعثة الاميركية الى quot;اطلاق نار من متطرفين ليبيين غير محددينquot;. وبعد ربع ساعة quot;دخل المهاجمون المجمع واطلقوا النار على المبنى الرئيسي ما تسبب في حريقquot;. وحينها quot;ردquot; الحراس الليبيون والاميركيون على اطلاق النار.

وحينها كان السفير كريس ستيفنز ومسؤول الاتصالات سين سميث وضابط اميركي quot;للأمن الاقليميquot; داخل المبنى الرئيسي للقنصلية. لكن الحريق الذي ادى الى quot;اعمدة دخان كثيفةquot; اجبرهم على quot;التفرقquot; وquot;محاولة الخروج من المبنىquot;، بحسب رواية المسؤول الاميركي.

واضاف المصدر quot;تمكن موظف الامن الاقليمي من الخروج ثم عاد مع موظف آخر الى المبنى المحترق لنجدة كريس (ستيفنز) وسين (سميث)quot; مشيدًا quot;بجهد بطوليquot;. واكتشف الرجلان حينها quot;سين ميتًا واخرجاه من المبنىquot;. ولم يعثرا على السفير.

وحاول العديد من ضباط الامن العودة الى المبنى الرئيسي وفي كل مرة quot;يتم صدهم بوابل كثيف من الرصاص ما يضطرهم الى الاحتماء بمبنى ملحق بالقنصليةquot;. وتمكن الاميركيون من استعادة quot;السيطرة على المبنى الرئيسي نحو الساعة 23:20quot; (21:20 تغ).

ثم تعرض quot;الفرع الملحقquot; بالقنصلية لاطلاق نار كثيف quot;لمدة ساعتينquot;. واضاف المسؤول quot;وهنا قُتل اميركيان وأصيب آخرانquot;. وبحسب هذه الرواية quot;كانت الساعة تشير الى الساعة 02:00 في بنغازي (منتصف الليل تغ) حين ساعدتنا قوات الامن الليبية في استعادة السيطرة على الوضعquot;.

واضاف quot;في وقت ما وسط هذه التطورات، ونحن لا نعرف بصراحة متى، نعتقد أنه تم اخراج السفير من المبنى ونقل الى مستشفى في بنغازي. ولم نكن نملك معلومات عن وضعه في ذلك الوقتquot;، وتابع quot;تم تسليم جثته لاحقاً الى موظفين اميركيين في مطار بنغازيquot;.

واقر المسؤول الاميركي quot;لم نتبين بوضوح ما جرى بين لحظة افتراق (السفير) عن باقي المجموعة في المبنى المحترق واللحظة التي بلغنا فيها أنه في مستشفى في بنغازيquot;. وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاً في الامر وسيتم تشريح الجثة.

وخلف الهجوم على القنصلية اربعة قتلى هما ستيفنز وسميث واميركيان آخران، اثنان لم تكشف هويتاهما اضافة الى اصابة ما بين ثلاثة وخمسة اميركيين. كما قُتل في الهجوم عناصر امن ليبيون.