صنع ما دُرج على تسميته بـquot;تأشيرات المجاملةquot; التي تمنحها السعودية سنوياً لشخصيات تؤثر ايجاباً في الشأن العربي والإسلامي وكذلك الإنساني، سوقاً سوداء بدت رائجة في العديد من البلدان، وسط مُطالبات بالعمل على تقنينها، في وقت نفى السفير السعودي في المغرب صحّة ذلك، على الأقل خلال حج هذا العام.


الرياض: عند حلول موسم الحج من كل سنة، تقضي التقاليد السعودية أن يتم منح عدد معين من التأشيرات عبر سفارات المملكة في الدول الإسلامية، وذلك بأمر من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتخص المملكة بهذه التأشيرات شخصيات أثرت وتؤثر إيجابًا في الشأن العربي والإسلامي والإنساني أيضاً، وعلى السياق ذاته تملك السفارات السعودية حق إهداء بعض التأشيرات وفقاً للتقليد السعودي.

ولكن هذه التأشيرات مازالت تخلق بعضاً من السلبيات في العديد من الدول من حيث عددها لكل سنة والرفض بمنحها وأخيراً انتشارها في السوق السوداء بأسعار باهظة.

ويرى مدير الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، أسامة نقلي خلال حديثه لـquot;إيلافquot;، أن كل ما يتعلق من ضوابط بخصوص التأشيرات هي من صلاحيات السفارات، ولا علاقة للوزارة بذلك؛ لأنها تعتبر مسؤولية السفارات والسفير الشخص الأحق بضبط تلك الأمور والأكثر دراية بها.

في المغرب نقلت صحيفة الصباح عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن هناك تشدداً أبدته السفارة السعودية، خلال هذه السنة، في منح تأشيرات المجاملة التي تخصصها للراغبين في الحج فتح المجال لانتعاش quot;السوق السوداءquot;، وارتفاع قيمتها المالية، إذ وصل ثمنها، في بعض الأحيان، إلى ثلاثين ألف درهم.

السفير السعودي في المغرب نفى ظاهرة دخول تأشيرات المجاملة السوق السوداء

وتنبأت المصادر نفسها باستمرار ارتفاع ثمن تأشيرات المجاملة في السوق السوداء، ليصل إلى خمسة ملايين مع اقتراب موسم الحج، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى وجود سماسرة تخصصوا في الترويج لتأشيرات المجاملة، بل منهم من بدأ يتلقى مبالغ مالية حتى قبل الحصول عليها.

وأوضحت المصادر ذاتها أن اعتماد المغرب على نظام quot;القرعةquot; للحج ساهم في ازدهار سوق تأشيرات المجاملة، إذ أصبحت تسيل لعاب عدة سماسرة، بل منهم من تخصص في البيع والشراء فيها.

وختمت الصباح تقريرها بأن quot;السفارة السعودية في الرباط عمدت، أخيرا، إلى توزيع تأشيرات المجاملة التي تحمل توقيع السفير السعودي شخصيًا عبر حصص، في حين لم تخل العملية ذاتها من توتر في بعض المدن واتهامات متبادلة حول المتورطين في ترويج التأشيراتquot;.

السفير السعودي، لدى المملكة المغربية عبدالرحمن البشر رفض بدوره، التعليق على إدراج تأشيرات المجاملة للسوق السوداء، حيث قال في حديث لـquot;إيلافquot; إن لا صحة لما يتداول، حيث أكد أنه لم يتم إصدار تأشيرات المجاملة بعد، وسيتم ذلك في يوم الاثنين المقبل الموافق لـ فاتح أكتوبر، وأضاف البشر خلال حديثه لـquot;إيلافquot; أن ما يقال حول تأشيرات المجاملة يتم تداوله كل سنة عند حلول موسم الحج ولا جديد في ذلك.

وفي الجزائر المجاورة، طالب الشيخ بربارة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة تقليص عدد تأشيرات المجاملة من السفارة السعودية إلى النصف على الأقل حيث طالما واجهت بعثة الحج الجزائرية عراقيل كثيرة، وذلك بسبب تأشيرات المجاملة حيث أدى إلى تخفيض عدد تأشيرات المجاملة في الجزائر من 2400 تأشيرة إلى 400 تأشيرة، كما أفاد السفير السعودي في الجزائر الدكتور سامي بن عبد الله الصالح على أن عدد المعتمرين الجزائريين وصل إلى 240 ألف معتمر، مسجلاً زيادة قدرها 75 ألف معتمر.

يذكر أن سفير المملكة العربية السعودية قال بأن الجزائر احتلت المرتبة الثالثة من حيث عدد المعتمرين بعد كل من مصر وباكستان.

وللسبب نفسه تم منع تأشيرات المجاملة في تونس حيث كانت تصريحات وزارة الشؤون الدينية أن منح تلك التأشيرات تتسبب في اكتظاظ وفوضى بالمخيمات التونسية لذا، تم الاتفاق مع الطرف السعودي على عدم منح تأشيرات المجاملة.