أبو غوش -القدس: توزعت غالبية اصوات الناخبين العرب في القرى العربية المجاورة لمدينة القدس على الاحزاب العربية في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، الا ان بعضهم صوت لحزب شاس الذي يضم يهودا متدينين، باعتبار انه يعمل على رفع دخل العائلات الفقيرة والكثيرة العدد.

وفي بلدة ابو غوش شمال القدس التي تقع على الشارع الرئيسي بين القدس وتل ابيب والتي يسكنها نحو 7000 عربي اسرائيلي، جابت سيارات ترفع رايات حزب التجمع الوطني الديموقراطي البرتقالية اللون، في حين جابت سيارات اخرى ترفع رايات القائمة العربية الموحدة للتغيير الصفراء اللون.

وتوزع تأييد معظم من التقتهم وكالة فرانس برس في هذه البلدة التي يسكنها نحو 7000 عربي اسرائيلي بين التجمع الوطني برئاسة جمال زحالقة وبين القائمة العربية برئاسة الشيخ ابراهيم صرصور. ويبلغ عدد العرب الاسرائيليين نحو 750 الف شخص توجهوا الثلاثاء الى صناديق الاقتراع الى جانب الاسرائيليين اليهود لانتخاب الكنيست الـ19 في اسرائيل.

غالبية انصار حزب التجمع كانوا يكتفون بالقول quot;صوتت لحنينquot; في اشارة الى المرشحة حنين الزعبي، في حين ان انصار القائمة العربية كانوا يقولون quot;صوتت للطيبيquot; في اشارة الى احمد الطيبي.

وقال رائد ابراهيم احد ناشطي القائمة العربية الموحدة ان 4150 شخصا يحق لهم الاقتراع في ابو غوش، وبلغت نسبة الاقتراع في الانتخابات السابقة 42% فقط، نالت الاحزاب العربية منها 80%.

واعرب رائد عن الامل بان تتحسن نسبة المشاركة هذه المرة وان تكون نسبة التأييد للاحزاب العربية نفسها بحدود 80% .الا انه اوضح ان الاقبال كان بطيئا قبل الظهر quot;ووصل عدد المقترعين الى نحو 800 حتى الساعة 16,00 (14,00 تغ) ونأمل ان يرتفع الاقبال بعد انتهاء دوام العملquot;.

واضاف quot;حاولنا دعوة الناس الى الاقتراع عبر مكبرات الصوت، لكن الشرطة منعتنا من ذلكquot;. من جهتها قالت الطالبة حنين صالح (19 عاما) quot;انا صوتت للجبهة الديموقراطية للسلام مع جميع افراد عائلتيquot;.

ويتزعم الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة. وللعرب حاليا 11 نائبا في الكنيست الحالي يتوزعون على اربعة للجبهة وثلاثة للتجمع واربعة للقائمة. اما مالك جبر (34 عاما) الذي يعمل طباخا فقال quot;في آخر انتخابات اقترعت لحزب كاديما، وانا نادم على ذلك، اما اليوم فقد اقترعت لحزب التجمعquot;.

وغطت لافتات حزب العمل وصور رئيسته شيلي ايحموفيتش سور مدرسة ابو غوش حيث يوجد مركز اقتراع، كما جابت سيارة خضراء غطتها شعارات حزب شاس اليهودي الديني المتشدد.

واعتبر الكسندر عبد الرحمن (65 عاما) الذي كان يروج لحزب شاس ان هذا الحزب quot;يساعد العرب عبر زيادة تأمين الاطفال والمسنين والنساءquot; مضيفا لقد quot;شق لنا هذا الحزب الشوارع وفتح مدارس وبنى القيادي في الحزب ارييه درعي لنا ملاعب ومركزا جماهيرياquot;.

وكان عبد الرحمن يجهز نفسه مع افراد عائلته لاستقبال درعي الذي كان من المتوقع ان يزور البلدة. كما قال محمد خالد عبد الرحمن (27 عاما) quot;سأقترع لحزب شاس فلقد بنى لنا مسجدا وكنيسة في البلدةquot;. وكان رئيس حزب شاس عوفاديا يوسف وصف قبل سنوات العرب بquot;الافاعي، والصراصيرquot; وغيرها من الالفاظ العنصرية.

وقال رافع ابراهيم لدى خروجه من احد مراكز الاقتراع quot;لقد اقترعت لحزب الليكود. ماذا تفعل الاحزاب العربية لنا؟quot; وتساءل quot;ماذا يفعل العرب والمسلمون؟ انهم يعتبروننا جواسيس ويكرهون اهل ابو غوش بدون سبب، وعندما تتوحد الاحزاب العربية ساصوت لمرشحيهاquot;.

وبلدة ابو غوش من البلدات العربية النادرة التي لم تهدمها قوات الهاغانا والجيش الاسرائيلي عام 1948 على خط القدس تل ابيب. وتوقع رئيس لجنة الانتخابات المركزيةالقاضي الياكيم روبنشتاين ان تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات اعلى مما كانت عليه في الانتخابات التشريعية الاخيرة في شباط/فبراير 2009، موضحا ان نسبة الاقتراع حتى الساعة 16,00 بلغت 46,16 %.

ودعا مرة اخرى المواطنين العرب للادلاء باصواتهم في الانتخابات. ويقوم رؤساء الاحزاب العربية خلال جولاتهم الانتخابية بدعوة العرب للاقتراع تحت شعار ان من لا يصوت يعطي صوته quot;لنتانياهو وليبرمانquot; في اشارة الى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وشريكه في الانتخابات افيغدور ليبرمان.

ووصلت نسبة التصويت عند العرب حتى الساعة 14:00 (12:00 تغ ) الى 38,3 % حسب المواقع العربية الالكترونية. لكن عضو الكنيست جمال زحالقة قال quot;التصويت متدن جدا في الشمال ونحاول ان نستغل الساعات القادمة لحث الناس على الخروج للاقتراعquot;.

وفي بلدة بيت نقوبة التي تقابل بلدة ابو غوش ويسكنها نحو 5000 عربي ويحق لنحو 1260 منهم التصويت قال معتز عبد الله quot;انا صوتت للجبهة الديموقراطية لانني ناشط في صفوفها، واتوقع ان تحصل الجبهة في البلدة على 50 صوتا، لتحصل حنين على نحو 300 والطيبي على نحو 350 والباقي لشاسquot; مضيفا ان quot;قريتنا صغيرة والاصوات هنا معروفة ومعدودةquot;.

اما في قرية بيت صفافا جنوب مدينة القدس التي قسمت عام 1948 بين نصف على الجانب الفلسطيني ونصف آخر على الجانب الاسرائيلي، فيبلغ عدد المسجلين للاقتراع فيها نحو 1200 عربي، ورفعت في شوارعها بشكل خاص رايات ودعايات حزب التجمع والقائمة.

وقالت ربة المنزل ردينة عليان (47 عاما) quot;انا انتخبت الطيبي، هو لم يعمل لنا شيئا، لكننا اخترنا الاحزاب العربية لان قريتنا ترفض انتخاب غير العربquot;.

اما محمد سليمان (23 عاما) فقال quot;انا انتخبت التجمع وهي المرة الاولى التي اقترع فيها بعد ان اقتنعت باهمية صوتيquot;. اما والدته دينا سليمان (57 عاما) فقالت quot;انا مع ابني الكبير ابراهيم وساصوت للطيبيquot; اي القائمة العربية.