لم يعد السلام على رأس اهتمامات الكثير من الإسرائيليين بينما أصبح التأثر بالنمو الديني والميل نحو التطرف سمة بارزة في المجتمع الإسرائيلي وهو ما سيؤثرفي الانتخابات القادمة.
القدس: تغير الناخبون الاسرائيليون بشكل كبير منذ عشرين عاما بعدما تفاوض العمالي اسحق رابين مع الفلسطينيين، ويبدو أنهم لا يبالون بالسلام ومتأثرين بالنمو الديني والمهاجرين الروس ويميلون أكثر فأكثر الى اليمين وحتى اليمين المتطرف.
وبعد عامين على توقيع اتفاق اوسلو في 1993، اغتيل رئيس الوزراء رابين على يد متطرف يميني ما أذن ببدء تدهور حزب العمل الذي يشغل حاليا ثمانية مقاعد في الكنيست. لكن يتوقع أن يتضاعف ذلك الرقم بعد انتخابات الثلاثاء.
ويرى محللون أن الافق السياسي في 2013 سيكون أكثر تعقيدا من مجرد انجراف الناخبين الى اليمين.
وقالت يهوديت اورباخ وهي استاذة علوم سياسية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب quot;اعتقد ان فئات +اليسار+ و+اليمين+ ليست دقيقة بما فيه الكفاية لوصف التغييرات في الرأي العام الإسرائيليquot;.
واضافت quot;قبل ثلاثين او أربعين عاما كان هناك العديد من الناس الذين كانوا يقولون إنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني. لكن اليوم -- وبغض النظر عن اليمين البالغ التطرف --، يقبل اليمين الحكيم ومعظم الجمهور حقيقة ان هناك شعبا فلسطينيا وهم حتى مستعدون لقبول دولة فلسطينيةquot;.
ويرى جدعون راهت من معهد الديمقراطية في إسرائيل انه بينما انجرف التيار اليميني السائد مثل حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى الوسط، انتقل الناخب الاسرائيلي بالتزامن مع ذلك الى اليمين.
وقام نتنياهو في حزيران/يونيو 2009 للمرة الاولى علنا بتأييد مبدأ إنشاء دولة فلسطينية على الرغم من انه لم يحقق اي تقدم في تحقيق ذلك على الارض.
وقال راهت لوكالة فرانس برس ان quot;الاحزاب انتقلت الى الوسط بينما انتقل الناخبون الى اليمينquot;.
وتشير استطلاعات الرأي الى ان اللائحة المشتركة لحزبي الليكود واسرائيل بيتنا ستحصل على نحو 33 مقعدا في البرلمان (الكنيست) ما يشكل تراجعا مقارنة ب43 مقعدا حصل الحزبان عليها في انتخابات 2009.
وستحصل الكتلة اليمينية الدينية على 71 مقعدا من اصل 120 ما سيؤهلها بسهولة لتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل.
ويرى رومان برونفمان المولود في اوكرانيا والذي قدم الى اسرائيل وأصبح عضوا في الكنيست عن حزب يساري للناطقين بالروسية، ان الهجرة الهائلة من الدول السوفياتية في التسعينات اعادت تشكيل الخارطة السياسية في الدولة العبرية وادت الى تعزيز اليمين المتشدد.
وبحسب برونفمان الذي ترك السياسة عام 2006 واتجه الى مجال الاعمال وشارك في كتابة كتاب جديد باسم quot;مليون قاموا بتغيير الشرق الاوسطquot;، فان الهجرة الروسية quot;تواصلت مع القوى غير الديمقراطية في اسرائيل وانضمت اليهم لانه لم يكن لديها اي تقليد ديمقراطيquot;.
لكنه اشار الى ان العديد من هؤلاء المهاجرين الذين كان لديهم تأثير ديمغرافي كبير على الدولة العبرية اصبحوا جزءا من المجتمع الاسرائيلي، لكن quot;الصوت الروسيquot; ما زال موجودا.
واضاف quot;اصبح الان نصف ما كان عليه قبل عشر سنوات حيث يصوت صغار السن للاحزاب الاسرائيلية الموجودة لكن نحو النصف ما زال يريد رؤية تمثيل للمجتمع الناطق بالروسية في الكنيستquot;.
ويشكل الروس مصدرا رئيسا للقوة الانتخابية التي يتمتع بها وزير الخارجية السابق المولود في مولدافيا افيغدور ليبرمان وحزبه اسرائيل بيتنا في لائحة مشتركة مع الليكود.
واشار راهت الى ان quot;الروس يصوتون من الوسط الى اليمين وبحسب الاستطلاعات سيصوت معظمهم الى الليكود بيتناquot;.
واضاف quot;هناك صوت روسي وهو اكثر جنوحا الى اليمينquot;.
لكن اورباخ قالت ان الدعم لليمين جاء نتيجة القلق القادم من فشل انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتصور ان السلام اصبح ابعد من ذي قبل بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في 2007 وطردها للقوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وقالت quot;هناك شعور باليأس وفقدان الايمان بالطرف الاخر وشعور بانه لا يوجد شريك وهذا شعور يتشارك فيه الجزء الاكبر من السكانquot;.
واضافت انه quot;شعور بان الوقت ليس ملائما لاختراقات خطيرة في عملية السلام عندما لا يوجد طرف في الجانب الاخر لتسلم البضائعquot;.
التعليقات