دعا عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، حكومة بغداد إلى الإسراع في تنفيذ مطالب المحتجين المشروعة، داعيًا القائمة العراقية إلى إعادة وزرائها إلى الحكومة والبرلمان.

أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، خلال كلمة بمهرجان ديني في بغداد الليلة الماضية لمناسبة ولادة النبي محمد،على ضرورة حل الأزمة التي تمر بها البلاد داخليًا، رافضًا التدخلات الخارجية.
وأشار إلى أنّ العراقيين، قيادات وساسة وشيوخ عشائر ونخباً، اثبتوا قدرة عالية على حل الإشكاليات quot;ونحن على يقين أن العراقيين قادرون على حل مشاكلهم اذا صفت النفوس وحضرت الإرادة الحقيقيةquot;. وشدد على ضرورة quot;الحفاظ على وحدة الوطن ومهما كانت المنغصات ولابد أن نتحلى بسعة الصدر والتقييم المنصف والعادل الذي يرى الحقيقة في كل اجزائهاquot;.
وأكد أن التظاهر السلمي حق للمواطنين، وقال: quot;سنبقى ندافع عن هذا الحق لابناء شعبنا ومن جميع الاتجاهات وفي كل المواقعquot;.. ودعا المتظاهرين إلى مراقبة quot;الامور بدقة و أن يمنعوا دخول المندسين إلى صفوفهم وخاصة من يرفعون شعارات أو يقومون بسلوكيات معادية لوحدة البلاد وأن يواجهوا المفسدين حفاظًا على وطنهم ومشروعهم ونواياهم وصدق مطالبهمquot;.
وطالب الحكيم quot;الحكومة واللجنة المختصة بالنظر في مطالب المتظاهرين بالاسراع في تلبية كافة المطالب المشروعة للمحتجين لتطمين الجمهور بجدية الاجراءاتquot;.. داعيًا الكتل السياسية إلى سرعة المصادقة على عدد من القوانين التي من شأنها أن تحل الاشكاليات واطلاق سراح السجناء الذين لم يثبتعليهمارتكاب جرائم ضد ابناء الشعب العراقي.
وأكد الحكيم أن quot;القتلة من الإرهابيين وغيرهم لا مجال للتسامح معهم ولا يحق لأي طرف اتخاذ قرار نيابة عن الشعب العراقي ودمه المهدور وهي تتطلب تضافر الجهود وكنت اتمنى أن تكون جميع الكتل حاضرة تحت قبة البرلمانquot;. ودعا العراقية إلىquot;أن تجدد النظر في تجميد حضورها في اجتماعات مجلس النواب والحكومة حتى لا تفوت فرصة حل المشاكل بالسرعة الممكنةquot;.
وأشار إلى أنّ quot;الحلول قد لا تأتي كاملة منذ الخطوة الأولى ولكن حينما يشعر ابناء الشعب بالعدالة والانصاف وجدية المسؤولين سيدعمون هذا المسار quot;. وأشار إلى أنّ quot;الجيش يمثل المؤسسة الوطنية التي يفخر بها جميع العراقيين ومهمته توفير الحماية لجميع العراقيين ولابد من الحرص على تجنيبه الخلافات السياسية من جميع الاطراف وابقاء هذه المؤسسة ضمن مهمتها الوطنية لتكون صمام أمن تمنع انجراف البلد إلى المجهولquot;.
وأوضح الحكيم أن quot;المرجعية الدينية ومن خلال حرصها للدفاع عن حقوق العراقيين تمثل ركيزة اطمئنان للجميع ويجب أن نحرص على توصياتها لحل الأزمة وهي كفيلة بحل الأزمة لو اعتمدت من قبل كافة الأطرافquot;.
وأضاف قائلاً quot;اننا في ظل التوترات الطائفية التي نعيشها في العراق والمنطقة بأمس الحاجة للوقوف عند حدث ولادة النبي محمد ومشروعه الالهي الذي حمله للبشرية جمعاء في بناء الانسان والمجتمع على اساس التوحيد لله والعدل والانصاف والتسامح والتعاون والتكامل بين البشر واشاعة ثقافة التعايش السليم البناء والحوار الهادف الصادق واستحضار المشتركات وتفهم التنوع والتعدد في القراءات والرؤى وتشخيص المواقف.
وعلى صعيد الاحتجاجات التي تشهدها محافظات غربية وشمالية فقد ناقش القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي مع القيادات الامنية في المحافظات الأوضاع الامنية بشكل عام وما يجري في بعضهامن تظاهرات واعتصامات وكيفية التعامل معها.
وعُقد في مكتب القائد العام للقوات المسلحة اجتماع أمني موسع برئاسة المالكي وحضور القيادات الامنية في المحافظات كافة وتمت مناقشة الأوضاع الامنية بشكل عام وما يجري في بعض المحافظات من تظاهرات واعتصامات وكيفية التعامل معها حيث تم التأكيد على حرص الحكومة العراقية والقوات المسلحة على التعامل الايجابي مع المظاهرات والمتظاهرين ما دامت ضمن السياقات التي حددها الدستور.
وقد تم إصدار التوجيهات اللازمة للأجهزة الامنية والقيادات العسكرية quot;وأخذ الحيطة والحذر لمن يحاول حرف المظاهرات عن مسارها وخاصة لمن يقوم بالاعتداء أو مهاجمة قوات الجيش أو الشرطة والرد بقوة على من يقوم بذلك quot;، كما قال بيان لوزارة الدفاع.
وحذر المالكي بشدة quot;اولئك الذين يحاولون التعرض للمصالح العامة بأي شكل من الاشكال وأكد على ملاحقة الارهابيين والمطلوبين وضرب حواضنهم مثلما ستتم ملاحقة المحرضينعلى العصيان والتمرد وقطع الطرق او إجبار المواطنين على الإضراب عبر الوسائل القانونيةquot;.
وفي وقت لاحق اليوم أعلن مصدر في شرطة في محافظة صلاح الدين أن قوة أمنية خاصة قادمة من العاصمة اعتقلت شيخ عشيرة داعماً للتظاهرات المناوئة للحكومة ونجليه خلال عملية انزال جوي نفذتها شرقي تكريت ( 170 كم شمال بغداد).
يأتي ذلك في وقت تتواصل الاستعدادات في العاصمة بغداد ومحافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديإلى ومناطق شمال الحلة والكوت وأقضية الزبير وأبي الخصيب والفاو وصفوان في محافظة البصرة للخروج بتظاهرات مليونية يوم الجمعة المقبل تحت شعار quot;جمعة الوفاء لشهداء الفلوجةquot;، في إشارة إلى سقوط 7 مواطنين من ابناء المدينة في صدامات مع الجيش مؤخرًا.