حلب: مع عودة آلاف التلاميذ السوريين الى المدارس في حلب قال ابو حسين ان quot;اعادة فتح المدارس امر جيد، فهي تعطي شعورا بان الامور طبيعية بعض الشيء بالرغم من استمرار الحرب على بعد كيلومتراتquot;.

يدير ابو حسين احدى المدارس التي فتحت في ايلول (سبتمبر) في شيخ نجار، منطقة صناعية في محيط حلب لجأ اليها الاف النازحين في الاشهر الفائتة. واوضح الثلاثيني الذي بدا الشيب يغطي راسه ان quot;اطفال هذه المنطقة كانوا متروكين لمصيرهم، ودرسنا امكانية فتح مدارس في المنطقة الصناعية لئلا يتأخروا اكثر في دراستهمquot;.

وفي بدء معركة حلب في تموز (يوليو) 2012 اغلقت اغلبية المؤسسات المدرسية ابوابها. وتابع بعض تلامذة ثاني مدن البلاد دروسا خلال الشتاء في مدارس سرية فتحها المعارضون. لكن quot;اغلبية هؤلاء الاطفال خسروا عاما بكاملهquot; بحسب المدير الذي يستقبل في مدرسته مئات الاطفال في مصنع قديم في ظروف صعبة.

واوضح quot;لا نملك ما يكفي من الكتب، كتاب لكل ثلاثة اطفال، وهي اصدارات قديمة تعود الى عدة سنواتquot;. وفي حي مساكن هنانو كذلك هناك نقص في اللوازم المدرسية في المدرسة التي تستقبل 200 طفل بدعم من الجيش السوري الحر وجمعية سورية.

وقال مدير الدراسة ابو محمد quot;تنقصنا الدفاتر والاقلام واللوازم المدرسية. بالرغم من ذلك نرى انه ينبغي استئناف الدروس كالمعتاد كي يتوقف الشباب عن متابعة تطورات الحرب والقصف على مدار الساعةquot;.
تقع مدرسة سيف الدولة على بعد حوالى مئة متر من احدى اكثر الجبهات توترا في منطقة حلب شمال سوريا. وتغطي اثار الرصاص جدران الملعب.

وقال احمد صالح (22 عاما) quot;تستمر القذائف بالسقوط يوميا لكننا ندعو الله لئلا تقع اي منها على المدرسةquot;. وصالح هو طالب رياضيات سابق بات استاذا في المدرسة التي فتحت بدعم من لواء التوحيد وهو فصيل قوي من المعارضة المسلحة مقرب من الاخوان المسلمين.

ويتم تموين المدرسة جيدا بفضل كتب مهربة من المناطق الخاضعة للنظام بمساعدة اصدقاء اساتذة يقيمون هناك. ويتلقى الاساتذة حوالى 5000 ليرة سورية (44 دولارا اميركيا) شهريا. بالرغم من القصف ازدادت نسبة ارتياد المدرسة التي باتت تضم الف تلميذ.

وافاد علي وهو مدرس آخر أن quot;الكثير من المدارس السرية اغلقت ابوابها وبالتالي اعدنا فتح المدارسة القديمةquot; التي هجرت في مرحلة ما لان بعضها استخدم مقرا للمعارضين فبات هدفا اساسيا لقوات النظام.

ويشمل البرنامج اللغة الانكليزية والرياضيات والدين او اللغة العربية. لكن quot;تلامذتنا لا يدرسون الجغرافيا ولا التاريخ. وضعنا هذه الكتب جانبا لانها تشكل دعاية للنظام ولا نريدهم ان يتعلموا الاكاذيب كما اجبرنا ان نفعل نحنquot; بحسب علي.

وقال سمير حلاق استاذ الدين في احدى مدارس صلاح الدين التي فتحت كذلك برعاية لواء التوحيد ان quot;قبل الثورة لم تكن المدارس مخصصة الا لتلقين التلاميذ الدعاية النظاميةquot;. وتابع ان اعادة فتح المدارس باتت اكثر اهمية مع quot;بدء عودة بعض النازحين الذين فروا من القصف في العام الفائتquot;.