تبدو دولة قطر الصغيرة حجمًا والعالية صوتًا وصيتًا تبدو أنها تحاول توجيه البوصلة هذه الفترة نحو فعاليات ثقافية أكثر وأكثر. يتعزز ذلك من خلال عدد من الفعاليات والمناسبات التي تستضيفها أو تشارك فيها حاليًا مثل معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.


محمود العوضي من دبي: يقول مراقبون إن السقوط المدوّي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وخسارة الرهان القطري عليهم، بعد دعم مشروعهم بمليارات الدولارات، جعل من قطر تعيد النظر في كل ذلك، في محاولة لموازنة الصورة التي تريد تقديمها إلى الخارج، وخصوصًا من خلال القطاع الثقافي، حيث بدأت الدوحة باستقطاب أهم المتاحف العالمية.

صورة ثقافية
كما وجّهت اهتمامها صوب الطفل وتأهيله ثقافيًا منذ نعومة أظفاره، عبر التركيز على أحدث الوسائل التكنولوجية، أي quot;الثقافة التكنولوجيةquot;، وهو الأمر الذي سينهي فكرة التعلم عبر الكتب، وبالتالي فلن يحمل الطالب القطري كتابًا ليتوجّه به صوب المدرسة أو الجامعة.

وكانت للشيخة موزة المسند زوجة أمير قطر السابق الشيخ حمد، ووالدة أمير قطر الحالي الشيخ تميم، صولات وجولات خارجية أخيرًا من أجل تطوير ذلك الجانب، وآخرها زيارتها إلى البرازيل، لنقل متحف برازيلي كامل إلى الدوحة، والاهتمام بالنشء القطري.

بدت المشاركة القطرية في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب هذا العام قوية جدًا، حيث تمكنت من منافسة كل الدول العربية والخليجية المشاركة في المعرض. لذا يتوقع أن تكون قطر الدولة المميزة ثقافيًا في منطقة الخليج في الفترة المقبلة في ذلك الجانب، ويمكن القول إن قطر متجهة بقوة نحو الهيمنة على المنطقة ثقافيًا.

معرض الليموزين لن يتكرر
وتجدر الإشارة إلى أنه عندما ينعقد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يكون هناك ضيف شرف للمعرض. وفي عام 2004 تم اختيار كل الدول العربية لتكون ضيف شرف المعرض، لكن لم تسلم الدول العربية من نقد الصحافة الألمانية، التي اعتبرت معرض ذلك العام quot;معرض الليموزينquot;، الأمر الذي دفع القائمون على تنظيم المعرض إلى القول إن quot;ذلك لن يتكرر أبدًاquot;.

هذا وقد قررت هيئة متاحف قطر وقف عرض بعض اللوحات والأعمال الفنية في معرض quot;العصر الذهبيquot; للفنان الجزائري عادل عبد الصمد في المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، لاحتواء الأعمال المعروضة فيه على ما يخالف الذوق العام. وكان المعرض، الذي جاء تحت اسم quot;العصر الذهبيquot;، قد تم افتتاحه في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكان من المفترض أن تستمر فعالياته حتى 5 يناير/كانون الثاني 2014. ولكن المعرض أثار سخط الكثيرين.

وقد لاقى قرار وقف المعرض قبولًا كبيرًا من قبل مغردي quot;تويترquot;، الذين أعربوا عن ترحيبهم به، حيث كتب أحدهم: quot;شكر خاص للشيخة المياسة بنت حمد لإيقافها عمل حرق الديكة والمتاهة بروث الكلاب.. ولا زلت على قناعة بأنه يجب إيقاف هذا المعرضquot;.
بينما قال مغرّد آخر quot;للتو خرجت من المتحف العربي للفن الحديث، وما دفعني إلى التوجّه ما وصلتني من كوارث أخلاقية ودينية عن معرض عادل عبدالصمد.. بمعنى الكلمة صُدِمت، لأن ما وصلني تهويل ومبالغات عجيبة.. نعم هناك ما هو صادم لطبيعة ثقافتنا مثل حرق الديكة والتجسيدquot;.

وكان الفنان الجزائري عادل عبد الصمد قد قال عند افتتاح المعرض إنه quot;مليء بالوعود والخطورة، حيث يحكي عن الحياة والموت ورفض البشر للحياة والاستمتاع بها.. كما أن الحروب والصراعات في دول العالم تحرض النفوس البشرية على القتل والدمارquot;.