انتقدت روسيا، وهي الشريك الأساس في تصميم أجندة مؤتمر quot;جنيف 2quot; حول الأزمة السورية، بيان الاجتماع الأخير لمجموعة quot;أصدقاء سورياquot; في لندن.
قالت الخارجية الروسية إن بيان لندن يعكس محاولات المجموعة لإعادة النظر في العناصر الرئيسية لبيان quot;جنيف 2012 وتحديد نتائج quot;جنيف-2quot; بشكل مسبق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في تعليقه على نتائج اجتماع مجموعة quot;أصدقاء سورياquot;، الذي عقد في لندن، quot;رغم التفاهمات السابقة بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، يحاول البيان الختامي لهذا الاجتماع إعادة النظر في البنود الاساسية لبيان جنيف المتفق عليها في 30 حزيران (يونيو) عام 2012quot;.
وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ قال على هامش اجتماع quot;لندن 11quot;، الذي ضم عدداً من قيادات المعارضة: quot;لقد أوضحنا تماماً أن الرئيس السوري الأسد لن يكون له أي دور في عودة الاستقرار وبناء الديمقراطية في سوريا.quot;
وضم الاجتماع، الذي يهدف إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر quot;جنيف 2quot;، وزراء الخارجية في كل من بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وتركيا، ومصر، ودول الخليج العربية، إضافة إلى قيادات الائتلاف الوطني للمعارضة السورية.
ومن جانبه، جدد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تأكيده على أن الأسد quot;فقد شرعيتهquot; وقدرته على الحكم، معتبراً أن حكومة دمشق ومقاتلي المعارضة لن يمكنهما حسم النزاع في سوريا.وأكد لوكاشيفيتش أن quot;بيان جنيف بالذات تم الاعتراف به كأرضية وحيدة لتحقيق التسوية السياسية في سوريا، وقد صادق عليه مجلس الأمن الدولي بالإجماع ومن دون أي شروط مسبقة بالقرار رقم 2118 quot;.
تجاوز الجوهر
وأشار المتحدث الروسي لوكاشيفيتش إلى أنه quot;قبل عقد هذا الاجتماع، أقنعونا بأن المناقشات هناك ستجري على أساس بيان جنيف حصرًا، لكنها تجاوزت من حيث الجوهر إطار هذه الوثيقة والمبادرة الروسية الاميركية الصادرة في 7 أيار (مايو) الماضي حول عقد مؤتمر دولي حول سورياquot;، معتبرًا أن quot;السعي إلى اعادة كتابة بيان جنيف بما يتوافق مع أغراضهم السياسية، طال بالذات تلك البنود التي لا تعجب محامي ما يسمى بالمعارضة السورية المتشددةquot;.
ولفت المتحدث إلى أن بيان اجتماع quot;أصدقاء سورياquot; في لندن quot;خطط له أن يكون محاولة لتحديد نتائج quot;جنيف-2quot; بشكل مسبق، وهي نتائج ينبغي أن تكون موضوع اتفاق في إطار مغاير، أي في اطار حوار سياسي بين الحكومة السورية والمعارضة يرمي إلى التوصل لاتفاق حول مستقبل سوريا.
واعتبر لوكاشيفيتش أن بيان لندن quot;يضع مجددًا تغيير النظام في دمشق هدفًا رئيسيًا، ويعتبر quot;الائتلاف الوطنيquot; ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب السوري، كما يهدد فيه بامكانية اللجوء إلى quot;جميع الخياراتquot; للتأثير على من ينتهك quot;قرارات لندنquot;.
ويرى لوكاشيفيتش أن في تغيير النظام في دمشق quot;تهديدًا ضمنياً بالعودة إلى سيناريو استخدام القوة العسكرية، ما يعتبر أمراً غير مقبول إطلاقًاquot;.
وفي الأخير، اعتبر لوكاشيفيتش أن بيان مجموعة quot;أصدقاء سورياquot; الأخير محاولة للضغط على المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي كونه صدر في خضم الجولة التي يقوم بها الأخير، الذي تقع على عاتقه مهمة البحث مع جميع الأطراف المعنية بمسائل التحضير لمؤتمر جنيف-2 بما يتماشى والمبادرة الروسية - الأميركية.