برلين: اعلنت النيابة الفدرالية الالمانية المكلفة قضايا التجسس الخميس انها ستدرس المعلومات التي اكدت تنصت الاستخبارات الاميركية على هاتف المستشارة انغيلا ميركل الجوال استعدادا لامكانية فتح تحقيق رسمي في الموضوع.

ففي معلومات سرية كشفت في اطار البيانات التي نشرها المستشار السابق الفار للاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن وردت معلومات توحي بان الاستخبارات الاميركية تتجسس على هاتف ميركل المحمول، ما اثار ضجة كبرى في المانيا.
وصرح المتحدث باسم النيابة الفدرالية في كارلسروهي (غرب) ماركوس كولر لوكالة فرانس برس في رسالة الكترونية ان النيابة فتحت quot;الية دراسةquot; ستطلب فيها من quot;جميع السلطات المعنية ان تسلمها عناصرquot; بحوزتها حول هذا الملف.
وفتحت النيابة اجراء مماثلا في الصيف بعد نشر معلومات حول مراقبة وكالة الامن القومي الاميركية الالكترونية للمواطنين الالمان.
وما زالت النيابة تسعى الى تحديد ان كانت العناصر المجموعة حول التجسس على المواطنين تخالف القوانين الراعية لانشطة الاستخبارات الاجنبية على الاراضي الالمانية.
واتصلت ميركل الاربعاء بالرئيس الاميركي باراك اوباما لتطلب منه توضيحات بهذا الخصوص، فاكد لها ان بلاده لا تراقب ولن تراقب اتصالاتها.
كما استدعى وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله بنفسه السفير الاميركي الخميس، وهو اجراء نادرا ما يتم حيال الولايات المتحدة.
وستبحث ميركل هذا الملف مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش القمة الاوروبية في بروكسل على ما اعلن مصدر دبلوماسي فرنسي quot;لتنسيق مواقفهماquot; بهذا الخصوص.
وكان هولاند وجه انتقاداته في اثناء اتصال هاتفي مع اوباما الاثنين، بعد تقرير لصحيفة لوموند اكد اعتراض الاميركيين ملايين الاتصالات الهاتفية في فرنسا.
داخليا اعتبرت الصحافة الالمانية ان المعلومات حول احتمال التنصت على مكالمات ميركل تشكل صفعة لها بعدما بدت متفهمة منذ اولى المعلومات عن انشطة الوكالة الاميركية.
واعرب عدد من الصحف عن الاستياء على غرار تاغشبيغل التي رات ان quot;اتساع رقعة المراقبة التي تنفذها (الولايات المتحدة) على مواطنيها ومواطني دول اخرى امر هائلquot;.
افادت الصحيفة البرلينية ليسار الوسط ان الحكومة الاميركية quot;تصرفت بشكل مهين (بقولها) ان كل شيء طبيعي، وكله ضروري وكله مفيد وكله معروف وكله قانوني. والمانيا حاولت حتى الان ان تتخذ موقفا دفاعيا، لكن ميركل صارت محط سخريةquot;.
ففي مقابلة اخيرة بثت في الصيف اكدت المستشارة ثقتها انها لا تخضع لتجسس الاجهزة الاميركية.
واعتبرت صحيفة دي فيلت المحافظة ان الولايات المتحدة خانت اقرب حلفائها في هذا الملف.
واضافت ان quot;انغيلا ميركل اسدت خدماتها عبر ابداء مواقف موزونة ومتفهمة (مكررة) ان المانيا بحاجة الى التعاون مع الاميركيين وان المعلومات التي توفرها اجهزتها الاستخباراتية اجازت تجنب هجمات. ما كانت واشنطن لتقول افضل من ذلكquot;.
واضافت quot;الان هذه المحامية المتحمسة حصلت على اثباتات بالتنصت على هاتفها المحمولquot; متابعة ان عبارة quot;غير مقبولquot; التي يتداولها المسؤولون الالمان quot;تضم الاستياء والعجز معاquot;.
وتساءلت صحيفة اليسار سودويتشه تسايتونغ quot;من سيقول للاميركيين في وجههم +ليس صحيحا اننا نفعل المثل+؟quot;.
كما ايدت الصحيفة قرار البرلمان الاوروبي الاربعاء تعليق اتفاق بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول نقل البيانات المصرفية ردا على معلومات التجسس.
واعتبرت ان quot;الاتفاقات لا تفيد الا ان كانت اطرافها قادرة على الثقة في الالتزاماتquot;.