كشف كبير الطهاة في قصر الإليزيه عادات الزعماء والأطعمة التي يحبونها، وبيّن فوسيون، الذي تولى منصبه عام 1974 وغادره الأسبوع الماضي، أن فرانسوا هولاند يعشق الشوكولاته.


نشر الطاهي الفرنسي برنار فوسيون، الذي عمل في قصر الإليزيه منذ عام 1974 وتقاعد قبل نحو أسبوع عن الخدمة، كتاباً يسرد فيه كثيراً من التفاصيل المتعلقة بأشهى الوجبات التي كان الرؤساء الفرنسيون، الذين عاصرهم طوال فترة عمله،يحبونها.
وانتهت خدمة فوسيون، 60 عاماً، يوم أمس، بعدما قاد المطبخ في القصر الرئاسي بفرنسا وظل يعد الطعام لستة رؤساء منذ جورج بومبيدو مطلع سبعينات القرن الماضي.
وكان فوسيون طاهياً دبلوماسياً مخضرماً حين تولى ذلك المنصب، حيث كان قد سبق له العمل في مطابخ السفارتين الفرنسيتين بكل من أمستردام ولندن، وقضى خدمته العسكرية وهو يتقن المهارات التي يمتلكها بهذا الخصوص داخل قصر الإليزيه.
وبالتزامن مع تقاعده عن الخدمة، قرر فوسيون نشر ذلك الكتاب الذي أطلق عليه اسم quot;على مائدة الرئيسquot;، وكشف من خلاله عن مجموعة من أسرار الرؤساء الغذائية.
وعن بداية فترة عمله، حيث كان الرئيس وقتها جورج بومبيدو (في الفترة بين عامي 1969 و1974)، أشار فوسيون إلى أنه كان يحب الطعام التقليدي، وأنه كان أول رئيس فرنسي ينشئ مطعماً خاصاً داخل الشقة الرئاسية بالإليزيه. وكان يحب نوعية الأطباق البسيطة والثقيلة في الوقت نفسهمثل لحم الضأن المطبوخ ببطء مع بووف بورجيجنون، وهو عبارة عن طبق لحم بقري فرنسي تقليدي في نبيذ أحمر.
ثم جاء الرئيس فاليري جيسكار ديستان (1974- 1981)، وهو الرئيس الذي جلب نكهة طعام أكثر حداثة لقائمة الإليزيه، وكان يركز على اختيار الأطباق الخفيفة والصحية. وكشف فوسيون أنه كان يحب تناول الطعام أمام التلفزيون، وأنه كان يحب تناول البيض المخفوق مع صلصة الكمأة.
وبخصوص الرئيس فرانسوا ميتران (1981- 1995)، أوضح فوسيون أنه كان الرئيس الفرنسي الوحيد في العصر الحديث الذي لم يقم شخصياً مطلقاً بزيارة مطبخ الإليزيه، وأنه لم يكن يعلم حتى أسماء كبار الطهاة الذين يعدون له الطعام.
ومع هذا، أوضح فوسيون أنه كان يميل لإبهار ضيوفه بجودة الطعام، وكان يختار القائمة بعناية. وأنه كان شغوفاً بتناول المحار وكبد البط أو الأوز الذي يتم تسمينه له خصيصاً. وكان يشتهر بتناوله لطائر مغرد يعرف باسم ortolan bunting في وجبات العشاء الصغيرة الحميمة مع أصدقائه، كما أنه كان مولعاً للغاية بتناول الكافيار.
وبعدها جاء الرئيس جاك شيراك (1995-2007)، وأوضح فوسيون أنه كان بسيطاً ونقياً، وكان يهتم بالمزارعين وبإنتاجهم، وبالطهاة وبما يحضرونه من طعام. وأفصح فوسيون عن حقيقة حب شيراك للحم رأس العجول، وإن أشار إلى أنه كان يحب تناول الكثير من الأطعمة الشهية خارج الإليزيه. وكان شيراك هو من رقّى فوسيون لمنصب كبير الطهاة عام 2005.
ثم جاء الرئيس نيكولا ساركوزي (2007- 2012 )، وكشف فوسيون أنه بينما كان يفضل تناول الأطباق الخفيفة المناسبة لنمط الحياة الصحي، وبخاصة اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك والخضروات المعدة على البخار، فإنه كان صاحب ذوق رفيع. وأشار فوسيون إلى أنه بدأ يتخلص من الكافيار وبعض من أغلى أنواع الجبن، حين حدثت الأزمة المالية، غير أنه استعان بتلك الأشياء حين زارته ذات مرة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكان يهتم كثيراً بالأطعمة وطريقة تحضيرها حين يكون لديه ضيوف.
وعن الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، الذي وصل إلى الحكم العام الماضي ومازال يحكم البلاد، أوضح فوسيون أنه محب للنبيذ، وأنه بذل جهداً كبيراً في سبيل إنقاص وزنه لكي يبدو رشيقاً قبيل انتخابات 2012 الرئاسية، وأنه يحب كذلك بعض أنواع اللحم والسمك، وأنه لم يعد يحب الجبن، في الوقت الذيلا يزال يعشق فيه تناول الشوكولاته.