ميرانشاه: عبّر الملا فضل الله الذي انتخبته حركة طالبان الباكستانية الخميس قائدا جديدا لها خلفا لحكيم الله محسود زعيم الحركة الذي قتل الجمعة الماضي بضربة صاروخية من طائرة اميركية بدون طيار، عن معارضته لاي محادثات سلام مع اسلام اباد.
والملا فضل الله، الذي انتخبه مجلس شورى طالبان، أمر بفرض الشريعة الاسلامية في وادي سوات بين 2007 و2009 اثناء سيطرة الحركة على هذه المنطقة شمال غرب باكستان قبل ان يشن الجيش الباكستاني عملية واسعة النطاق ويستعيد السيطرة عليها.
وجاء اعلان انتخابه من قبل الزعيم الموقت للحركة عصمة الله شاهين الذي عقد مؤتمرا صحافيا في مكان سري. وقال عصمة الله شاهين quot;اتوجه بالتهنئة الى كل الاخوة المسلمين بانتخاب الملا فضل الله قائدا لحركة طالبان الباكستانيةquot;. واضاف ان quot;مجلس الشورى الاعلى انتخب ايضا الشيخ خالد حقاني نائبا لقائد حركة طالبان الباكستانيةquot;.وسمع اطلاق نار احتفالا في ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان في المنطقة القبلية الباكستانية قرب الحدود مع افغانستان.
وكانت الحكومة الباكستانية نددت بالغارة التي ادت الى مقتل حكيم الله محسود في وقت كانت تحاول فيه السلطات اقناع المتمردين ببدء عملية السلام من اجل وقف تمردهم المستمر منذ ست سنوات والذي اوقع الاف القتلى في البلاد. وتابع شاهين لوكالة فرانس برس quot;نعتبر ان الحكومة الباكستانية مسؤولة ايضا عن مقتل حكيم الله بضربة من طائرة بدون طيارquot;.
وقال quot;كل هذه المسرحية باسم محادثات السلام اعدت لارضاء الولايات المتحدة. فمن جهة تريد الحكومة فتح حوار معنا ومن جهة ثانية تجري محادثات مع الاميركيين في واشنطن. كيف يمكننا التحاور مع حكومة تأتمر بامرة الولايات المتحدةquot;. من جهته قال المتحدث باسم طالبان شهيد الله شهيد لوكالة فرانس برس بخصوص الحوار مع الحكومة ان الملا فضل الله quot;لم يتخذ قرارا نهائيا، لكنه يعارض اجراء محادثات سلامquot;.
واضاف ان quot;اجراء محادثات ليس حتى مطروحًا للنقاش، لان هذه الحكومة لا تملك اي سلطة، ليست حكومة ذات سيادة بل حكومة خاضعة للولايات المتحدة. ان محادثات سلام هي مضيعة للوقتquot;. وتعتقد الاستخبارات الباكستانية ان فضل الله له دور في محاولة قتل الطالبة الناشطة في مجال تعليم الفتيات ملالا في سوات في تشرين الاول/اكتوبر 2012 وهو الهجوم الذي تبنته حركة طالبان الباكستانية.
جاء مقتل محسود الجمعة فيما كان ممثلو الحكومة الباكستانية يستعدون لعقد لقاء مع حركة طالبان بهدف فتح محادثات سلام. واثارت الضربة الصاروخية ردا غاضبا من اسلام اباد، حيث اتهم وزير الداخلية الباكستانية شودري نثار واشنطن باحباط جهود السلام.
وكان رد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اكثر اعتدالا، حيث اكد ان حكومته ملتزمة بالسعي الى تحقيق السلام عبر الحوار، مشددا على ان انهاء اعمال القتل لا يمكن تحقيقه quot;عبر استخدام قوة متهورةquot;. ووصل شريف الى السلطة في أيار/مايو، ووعد باجراء محادثات في محاولة لانهاء تمرد طالبان. وفي ايلول/سبتمبر نال دعم اكبر الاحزاب السياسية من اجل فتح حوار مع طالبان.
وحذر امتياز غول الكاتب والخبير في شؤون التمرد في باكستان من اختيار مرشح متشدد كفضل الله قد يؤدي الى مشاكل في عملية السلام قبل انطلاقها وحملة دموية تخوضها حركة طالبان. وقال لوكالة فرانس برس quot;ذلك يعني انهم غير جديين بخصوص المحادثات مع الحكومةquot;. واضاف quot;حركة طالبان الباكستانية ستكون اكثر عنفا الانquot;.
وخلال حكم فضل الله في وادي سوات، فرضت حركة طالبان الشريعة الاسلامية بشكل متشدد، وقامت بقطع رؤوس من يخالف الشريعة واحرقت مدارس. وفر فضل الله حين شن الجيش الباكستاني عملية كبرى لاستعادة وادي سوات، ويعتقد انه لجأ الى شرق افغانستان، رغم ان باكستان تقول انه امر بشن هجمات على اراضيها من خلف الحدود.
وحركة طالبان الباكستانية، التي تضم عدة فصائل متشددة من المتمردين، شنت هجمات ادت الى مقتل الاف الجنود ورجال الشرطة ومدنيين منذ العام 2007 حين اطلقت حملة دامية ضد الدولة الباكستانية. وشكل مقتل محسود نجاحا لبرنامج الطائرات بدون طيار الذي تطبقه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) لاستهداف ناشطين، بينما تواجه هذه الغارات انتقادات حادة في باكستان لانها تؤدي الى مقتل مدنيين.
لكن الولايات المتحدة تعتبر هذه الضربات اداة اساسية لمحاربة الناشطين في المناطق القبلية، حيث سمحت لها بقتل بيعة الله محسود زعيم طالبان باكستان السابق والرجل الثاني في هذا التنظيم ولي الرحمن واحد قادة تنظيم القاعدة ابو يحيى الليبي. وشكل مقتل محسود ثاني ضربة كبرى لحركة طالبان الباكستانية في اقل من شهر اثر اعتقال قائد كبير اخر من قبل القوات الاميركية في افغانستان.
وشمال وزيرستان واحدة من سبع مناطق قبلية صغيرة تتمتع بحكم ذاتي على طول الحدود الافغانية وتعتبرها واشنطن معقلا اساسيا لحركة طالبان وناشطي تنظيم القاعدة.
التعليقات