قالت مصادر خاصة لـ(إيلاف) إن وقف برنامج الإعلامي الساخر باسم يوسف يعود إلى خلافات بين مالك قناة (سي بي سي) الذي اتهمه يوسف بأنه من quot;الفلولquot; ومنتج البرنامج المعروف بانتمائه لأسرة إخوانية.


القاهرة: للأسبوع الثاني على التوالي، وبعد حلقة واحدة من الموسم الثاني لبرنامجه quot;البرنامجquot;، يغيب الإعلامي الساخر باسم يوسف، عن الظهور لأسباب لا إرادية، تتمثل في منع قناة quot;سي بي سيquot; عرض حلقات برنامجه ذائع الصيت.
ورغم أن باسم يوسف أحد العوامل المساعدة في انخفاض شعبية جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أنه لم ينل إلا quot;جزاء سنمارquot;، فبدلاً من منحه الحرية لمواصلة النقد البناء، تعرض برنامجه للتوقف، بحجة الخلافات الإدارية بين إدارة القناة وإدارة الشركة المنتجة للبرنامج.
ووفقاً لتسريبات من داخل قناة quot;سي بي سيquot;، فإن الخلافات بين صاحب القناة رجل الأعمال محمد الأمين، الذي وصفه باسم يوسف في أول حلقة له بquot;الفلولquot;، ورجل الأعمال طارق القزاز، منتج البرنامج، المعروف بأنه ينتمي إلى أسرة إخوانية، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وتسببت بشكل مباشر في إيقاف quot;البرنامجquot; حتى إشعار آخر.
باسم يوسف صار عبئا
وحسب المعلومات التي تحصلت عليها quot;إيلافquot; من مصادر بالقناة، فإن الأمين تأكد أن باسم يوسف صار عبئاً عليه منذ الحلقة الأولى من الموسم الثاني، مشيراً إلى أن الفترة الطويلة التي توقف فيها quot;البرنامجquot; شهدت مفاوضات شاقة مع باسم يوسف ومنتج البرنامج رجل الأعمال الإخواني طارق القزاز من أجل الوصول لميثاق شرف لquot;البرنامجquot;، مشيرة إلى أن إدارة القناة حاولت وضع خطوط حمراء لباسم يوسف، منها عدم إنتقاد القناة أو إعلامييها، أو توجيه النقد المباشر للفريق عبد الفتاح السيسي، لاسيما أنه صار رمزاً شعبياً للمصريين، إلا أن باسم يوسف رفض الإنصياع.
وأفادت المعلومات أن الأمين قبل عرض الحلقة الأولى على مضض، وسارع بإصدار بيان يتبرأ فيه مما ورد بها، وشعر وقتها أن باسم يوسف صار عبئاً عليه، لاسيما في ظل إشارة اللواء سامح سيف الليزل المقرب من المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات العامة أن هناك حالة إستياء في الجيش ضد باسم يوسف.
وعندما واتت الفرصة الأمين للتخلص من يوسف، لم يوفرها، وسارع بإقتناصها. وتمثلت تلك الفرصة في خروج باسم يوسف في الحلقة الثانية عما وصفه بquot;ميثاق الشرف الإعلاميquot;، وتعرضه بالنقد لإدارة القناة، ووصفها بquot;الإزدواجيةquot;، الأمر الذي أدى إلى إثارة حنق بعض الإعلاميين المرموقين بالقناة.
وحسب مصادر quot;إيلافquot;، فإن مجموعة من الإعلاميين أعربوا عن غضبهم من باسم يوسف للأمين، بل ووصل الأمر إلى حد تهديدهم بالإستقالة من القناة في حالة عرض الحلقة الثانية، التي وصفوها بأنها quot;تمس شرفهم المنهي بطريقة مباشرةquot;. وحول البيان الذي أصدره إعلاميو القناة، قالت المصادر أنه تم بالإتفاق مع الأمين من أجل تبييض وجوههم جميعاً أمام الرأي العام.
ووجد الأمين الفرصة سانحة للتخلص من يوسف، لاسيما أن رجل الأعمال الإخواني طارق القزاز، منحه السكين ليذبح يوسف، عندما طالب برفع قيمة العقد المبرم بين شركته quot;كيو سوفتquot;، وقناة quot;سي بي سيquot;، ولم يتوان الأمين في إتخاذ قراره بمنع عرض الحلقة الثانية من quot;البرنامجquot;.
خلافات مالية
وقالت المصادر إن الخلافات المالية بين الأمين الذي وصفه يوسف بquot;الفلولquot; وبين القزاز صديقه الإخواني ومنتج برنامجه، لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير، مشيرة إلى أن السلطة في مصر، كانت تخشى عودة باسم يوسف، رغم أنه لعب دوراً بازراً في quot;تسفيهquot; الرئيس المعزول محمد مرسي، والحط من قدره والتقليل من شعبية الإخوان.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش أو أي من أجنحة السلطة في مصر لم تلفت نظر الأمين إلى ضرورة التخلص من يوسف، بل فعل ذلك إنطلاقاً من حسه ناحية الواقع الراهن لمصر. وأفادت المصادر بأن الرسالة وصلت للمصريين جميعاً وليس الأمين وحده، عن طريق اللواء سامح سيف الليزل، المعروف بإلتصاقه الشديد بقيادات الجيش والمخابرات العامة، لاسيما أنه قال عقب بث الحلقة الأولى أن هناك حالة من الإستياء في صفوف ضباط القوات المسلحة، بسبب quot;البرنامجquot;.
وكتب سيف اليزل، في تدوينة عبر صفحته الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعى فايسبوك، صباح السبت: quot;لقد شاهدت الحلقة الأولى لبرنامج (البرنامج) للإعلامي باسم يوسف، بعد عودته للبث بعد فترة توقفه منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو الماضي، ولقد هالني ما شاهدته وسمعته من إسفاف وتلميحات جنسية فاضحة وتعليقات لم يجانبها التوفيق على قيادات القوات المسلحة وصلت إلى حد الإساءة الواضحة، بل ما اعتبرته هجوما مباشرا على القائد العام للقوات المسلحةquot;.
وأضاف سيف اليزل: quot;لقد علمت أنه توجد حاله من الاستياء الشديد في صفوف القوات المسلحة، ما أثرت على حالتهم المعنوية التي نعمل جميعا على الحفاظ عليها، خاصة وأنهم متواجدون بالشارع تحت ظروف معيشية وضغوط غاية في الصعوبة، بالإضافة إلى استشهاد العديد منهم بشكل يومى لحماية المصريين ومن ضمنهم الأستاذ باسم يوسف والعاملين معه في برنامجهquot;.
ليست هناك أية مفاوضات للوصول إلى حلول وسط بين شركة quot;كيو سوفتquot; وإدارة القناة، هكذا قالت المعلومات القادمة من quot;سي بي سيquot;، مشيرة إلى أن يوسف لم يتلق أية عروض من قنوات مصرية حتى الآن، (مساء الجمعة 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري).
وكان مجلس إدارة قناة quot;سي بي سيquot; أصدر بياناً برر فيه إيقاف البرنامج بأن طلب يوسف مبالغ مالية إضافية، وأضاف أن quot;باسم يوسف لم يسلم حلقات الموسم الأول كما هو متفق عليهquot;، مشيرا إلى أن quot;باسم يوسف أصر على الحصول على مبالغ مالية إضافية لتقديم الحلقات، وهو ما دفع إدارة القناة لإيقاف البرنامجquot;. وأضاف البيان: quot;قرر مجلس إدارة شبكة قنوات سي بي سي إيقاف إذاعة برنامج البرنامج ولحين حل المشكلات الفنية والتجارية مع منتج ومقدم البرنامج وعلى الله فليتوكل المؤمنونquot;.
الجيش ينفي التدخل
ومن جانبه، برأ الجيش المصري نفسه من إيقاف برنامج باسم يوسف، وقال العقيد أركان حرب أحمد محمد على، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، إن quot;قرار وقف برنامج quot;البرنامجquot; على قناة quot;سي بي سيquot;، هو شأن داخلي يخص إدارة القناةquot;، وأضاف: quot;تؤكد القوات المسلحة المصرية أنها لا تقف بأي شكل من الأشكال أمام حرية التعبير والرأي لجميع المواطنينquot;.
تراجع حرية الإعلام
فيما أعتبرت حركة 6 أبريل إيقاف quot;البرنامجquot; بأنه دليل على quot;تراجع حرية الإعلام فى مصر من بعد ثورة 30 يونيوquot;، وأضافت في بيان لها أن quot;القنوات تدار بتعليمات أمنية ومخابراتيةquot;، ودعت باسم يوسف للعودة إلى quot;يوتيوبquot; مرة أخرى. وإعتبر أحمد ماهر، مؤسس الحركة إيقاف البرنامج بأنه quot;يعيد مصر إلى عهد تكميم الأفواه والدولة العسكريةquot;، وأضاف: quot;تكميم الأفواه الآن أسوأ من عهد مبارك، وكأن ثورة لم تقم.. هي دي حرية الإعلام اللي وعدوا بيها بعد ٣٠ يونيو؟.. دا مرسي ما قدرش يعملهاquot;.
ودشن نشطاء حملة لمقاطعة قنوات (سي بي سي)، ومنها حملة بالاسم نفسه، quot;رداً على إلغاء برنامج باسم يوسف.. قناة المخابرات سي بي سيquot;، وكتب مشرف الصفحة: quot; يسقط يسقط حكم العسكر ، صوتنا لسه طالع طالعquot;، وكتب عبارة أخرى: quot;عرفتوا بقي معني الحرية؟quot;.