انتهت ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة بين ايران والقوى العالمية الست، فجر السبت في جنيف، من دون التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني، لكن واشنطن أبدت تفاؤلاً وتحدثت عن تقدم ملموس.


جنيف: ذكر مشاركون في المفاوضات حول الملف النووي الايراني ليل السبت الاحد أن هذه المحادثات التي بدأت الخميس في جنيف بين ايران والدول الست الكبرى لم تؤدِ الى اتفاق، لكنّ اجتماعًا جديدًا سيعقد في 20 تشرين الثاني (نوفمبر).

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون التي تترأس المفاوضات إن quot;تقدمًا كبيرًا انجز لكن بقيت بعض المسائلquot;. وصرح نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي أن الاجتماع المقبل سيعقد على مستوى المدراء السياسيين لوزارات الخارجية، وفي حال التوصل الى اتفاق سينضم اليهم الوزراء.

واكد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف أنه quot;لم يشعر بخيبة املquot; على الرغم من عدم التوصل الى اتفاق مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا). وقال للصحافيين quot;لا اشعر بخيبة أملquot;.

واضاف: quot;نعمل معًا وسنكون قادرين على التوصل الى اتفاق عندما نلتقي المرة القادمةquot;. من جهته، رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري quot;بالتقدم الذي تحققquot; في المفاوضات، مؤكدًا quot;أننا الآن اقرب الى اتفاقquot;.

واكد كيري في مؤتمر صحافي أن quot;الولايات المتحدة عازمة على منع ايران من امتلاك اسلحة نوويةquot;. ورداً على سؤال عن عدم التوصل الى اتفاق بالرغم من ثلاثة ايام من المفاوضات المكثفة، قال كيري إن quot;اقامة الثقة بين دول متنازعة لوقت طويل تتطلب وقتاًquot;.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن quot;اجتماعات جنيف سمحت بتحقيق تقدم لكن لم نستطع توقيع اتفاق لأنه لا تزال هناك بعض المسائل التي يجب معالجتهاquot;. وردًا على سؤال عن وجود خلافات محتملة بين الولايات المتحدة وفرنسا في المفاوضات حول اتفاق يهدف الى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني، قال جون كيري: quot;نحن موحدون في شعورنا بالحاجة الى لغة توضح الاشياءquot;.

من جهتها، وردًا على سؤال عن موقف فرنسا ودورها المحتمل في عدم التوصل الى اتفاق، قالت اشتون إنها quot;لا تريد الدخول في تفاصيل المفاوضاتquot;. واضافت أن quot;فرنسا تلعب دورًا مهمًا في المجموعة الاوروبية (مع بريطانيا والمانيا) وقد لعبت هذه الدول دورًا مهماً اليوم كما كانت تفعل في كل مفاوضاتquot;.

وفي اليوم الثالث من المفاوضات، تركز العمل على صياغة اتفاق موقت مدته ستة اشهر يقدم ضمانات حول المسائل المثيرة للجدل في البرنامج النووي الايراني الذي يشتبه الغرب واسرائيل بأنه يتضمن غايات عسكرية.

وتؤكد طهران من جهتها أن هذا البرنامج محض مدني. في المقابل، ستخفف بعض العقوبات التي تضر بالاقتصاد الايراني. لكن خلافات ظهرت السبت بين القوى الست الكبرى اذ دعت فرنسا الى مزيد من الضمانات حول بعض النقاط الخلافية في البرنامج.

ورداً على سؤال عن انتقادات غربية وجهت الى الموقف الفرنسي، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي إنه quot;جرى عمل جماعي ممتاز وخصوصاً بين الاوروبيينquot;.

سويسرا مستعدة لاستضافة المحادثات المقبلة

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السويسرية الاحد أن سويسرا quot;على استعداد لاستضافة المراحل المقبلةquot; من المحادثات حول الملف النووي الايراني، ورحبت في الوقت نفسه quot;بالتقدم المسجل في الملف النووي الايرانيquot;.

وأعرب البيان الرسمي عن ارتياح سويسرا لهذا التقدم الذي quot;يشكل خطوة نحو مزيد من الامن في العالم، وهو من اولويات السياسة الخارجية لسويسراquot;. واعتبرت سويسرا ايضا أن هذا التقدم quot;يؤكد اهمية الطريق الدبلوماسية الوحيدة في حمل حل دائم لهذه المسألة برضا كافة الاطراف المعنيةquot;.

وتعهدت سويسرا ايضًا بالاستمرار في quot;دعم الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاهquot;. وقد اجرت القوى الغربية العظمى وايران من 7 الى 10 تشرين الثاني (نوفمبر) محادثات في جنيف سعيًا للتوصل الى حل بشأن الملف النووي الايراني.