زوشان: ابحرت اكبر سفينة مستشفى في البحرية الصينية الخميس متوجهة الى الفيليبين المنكوبة نتيجة اعصار عنيف في عملية انسانية ودعائية في الوقت نفسه تقوم بها بكين بعد تعرضها الى انتقادات حول تواضع مساعدتها الاولية.

وبالمناسبة استدعى جيش التحرير الشعبي الصحافيين الاجانب على متن باخرة quot;بيس آركquot; الحديثة التي يتوفر فيها 300 سرير ورسم على جانبيها صليب احمر كبير.
واطلقت السفينة المستشفى التي تزن 14 الف طن صفارتها عند ابحارها من القاعدة البحرية في جزيرة زوشان التابعة لاسطول الشرق، احد اكبر الاساطيل الصينية الثلاثة.
وستقضي quot;بيس آركquot; ثلاثة او اربعة ايام في طريقها الى الفيليبين التي اجتاحها الاعصار هايان برياح تجاوزت 300 كلم في الساعة وامواج تجاوزت الخمسة امتار، مخلفا الاف القتلى قبل اسبوعين.
وتعرضت الصين اثر تلك الكارثة الى انتقادات شديدة لعرضها مساعدة اولية متواضعة جدا مقارنة بامكانياتها.
واعتبر صغر تلك المساعدة انتقاما من بكين بسبب النزاع الحدودي القائم بينها وبين مانيلا لكن بكين نفت ذلك بشدة.
واعلن قائد البعثة شين هاو قبل ابحار السفينة انه quot;بفضل جهودنا سنساهم كثيرا في تحسين العلاقة بين الصين والفيليبينquot;.
وقال الضابط في اسطول الشرق وقاعدته في مدينة نينغبو المجاورة quot;سنبذل كل ما في وسعنا من اجل مساعدة الفيليبينquot;.
واسطول بحر الصين الشرقية مكلف خصوصا بحماية شنغهاي ومراقبة تايوان.
ومن النادر جدا ان تستدعي قيادة الاركان الصينية الصحافة الاجنبية -او الدبلوماسيين الاجانب- على متن سفنها الحربية او قواعدها العسكرية.
لكن الاستثناء له معنى بالنسبة لquot;بيس آركquot; التي كثيرا ما تفتح الصحف صفحاتها لها لتغطية نشاطاتها.
وتعتبر هذه السفينة التي تصدرت صورتها الخميس صحيفة quot;غلوبال تايمزquot; القومية، أداة حاسمة في سياسة بكين الدعائية اذ انها ترسلها بانتظام الى موانئ افريقيا وآسيا حيث تقترح عناية مجانية على سكان السواحل.
وقال شين هاو ان quot;بيس آركquot; اضطرت الى اختصار اشغال صيانة كانت مقررة لمدة شهر كي تقوم بمهمتها في الفيليبين.
وكان في توديع السفينة الكبيرة البيضاء العديد من البحارة بزيهم الرسمي مصطفين على طول رصيف المرفأ.
وقالت زوجة احدهم وهي تمسك علم الصين الاحمر بيدها quot;انا فخورة بزوجيquot; واضافت quot;طبيعي ان تتوجه السفينة الى الفيليبين رغم سوء علاقاتناquot;.
وتشعر مانيلا بقلق متزايد من طموحات بكين البحرية حيث ان البلدين يتنازعان حول سيادة بعض الجزر في بحر الصين الجنوبي، واهانت بكين السنة الماضية مانيلا عندما سيطرت على جزيرة سكاربوراه الصغيرة التي تبعد 200 كلم عن سواحل الفيليبين.
ولم تقترح الحكومة الصينية بعد هبوب هايان في مرحلة اولى سوى مئة الف دولار لمساعدة الناجين وزادت المبلغ لاحقا ليبلغ 1,6 مليون دولار في شكل اغطية وخيم وغيرها من العتاد.