تراقب عواصم غربية الأوضاع عن كثب في سوريا، وتحلل أجهزة الاستخبارات تصريحات سليم إدريس حول استعداد الجيش الحر للقتال إلى جانب النظام لمحاربة القاعدة، في وقت يعتقد فيه الغرب أن سوريا تمثل أكبر خطر محتمل لتسرب الإرهاب إلى أوروبا والولايات المتحدة.


تدرس مصادر استخبارية ودوائر قرار غربية مضامين تصريحات صدرت عن قيادة الجيش السوري الحر حول الاستعداد لمحاربة (القاعدة) جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية.
وترى عواصم غربية أن التصريحات تؤشر إلى تحول في quot;دينامياتquot; فوضى الحرب الأهلية السورية، مع إعلان الجيش السوري الحرعن مواجهة مفتوحة ضد نفوذ الجماعات الجهادية المتزايد، والذي يمثل شاغلاً أساسيًا للغرب.
وألقى تقريران صحفيان بريطانيان الضوء، على تصريحات لرئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سليم أدريس التي أعلن فيها الحرب على الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة.
وحمل تقرير صحيفة (التايمز) اللندنية عن تصريحات اللواء إدريس حول استعداد مقاتلي المعارضة للقتال إلى جانب القوات الحكومية لطرد القاعدة، عنواناً قال: quot;متمردون سوريون يعرضون انضمام قواتهم إلى جانب الجيش لهزيمة القاعدةquot;.
اتجاهات متصارعة
ونقلت الصحيفة عن إدريس قوله إن ثلاثة اتجاهات تتصارع في أرض المعركة في سوريا، هي النظام و quot;الثوارquot; والجماعات المتشددة التي يتأكد باطراد ارتباطها بالقاعدة.
وكان إدريس حذر في حديث مع صحيفة واشنطن بوست من أن quot;داعشquot; تحاول تحقيق quot;سيطرة كاملة على المناطق المحررةquot;.
ووصف إدريس مسلحي quot;داعشquot; بأنهم quot;خطرون جدًا على مستقبل سورياquot; مضيفًا أنه إذا تنحى الأسد عن السلطة فإن قواته جاهزة للانضمام إلى القوات الحكومية للقتال ضدهم.
وتشير (التايمز) إلى أن إدريس خفف من مطالبه قبل انعقاد محادثات السلام في جنيف المقررة الشهر المقبل قائلاً إن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة لم يعد شرطاً مسبقًا، ويمكن أن يعقب المفاوضات.
حرب على القاعدة
ويؤكد تقرير الصحيفة على أن إدريس أرسل، عبر اشارته عن استعداد مقاتليه للقتال جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية ضد الجماعات المتطرفة، رسالة إلى الجيش السوري بأنه سيكون له دور مهم في مرحلة ما بعد الأسد، وأنه لن يعاني من الاجتثاث الذي أدى إلى حل الجيش العراقي بعد الإطاحة بصدام حسين.
وتشير الصحيفة إلى تقرير استخباري أعده الجيش السوري الحر عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot;، يزعم أن لديهم نحو 5500 مقاتل أجنبي، فضلاً عن قدرتهم على تجييش أكثر من 20 ألف مقاتل من بينهم 14 عشيرة سنية في شمالي شرق سوريا.
خطر الإرهاب
ومن جهتها، تناولت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية ما صدر عن قيادة الجيش الحر، ونشرت تقريرًا تحت عنوان: quot;متمردون سوريون ينظرون في ضم قواتهم مع قوات النظام لقتال القاعدةquot;.
ويقول تقرير الصحيفة إن الإجهزة الاستخبارية الغربية باتت تعتقد الآن بأن سوريا تمثل أكبر خطر محتمل لتسرب الإرهاب إلى أوروبا والولايات المتحدة، مع سفر المئات من المسلمين للانضمام إلى الجهاد فيها.
وتنقل (إنديبندانت) عن مسؤول استخباري غربي رفيع تأكيده على أنه ينبغي أن يتم الاحتفاظ بقوات النظام السوري لمعارك قادمة مع المتشددين الإسلاميين، ويجب تجنب الأخطاء التي ارتكبت في العراق وليبيا، حيث حل الجيش والقوى الأمنية مع الإطاحة بصدام حسين ومعمر القذافي، مما سمح بازدهار الجماعات الإرهابية التي استغلت الفراغ الأمني الحاصل.