في تقرير جديد بعنوان quot;مستقبل سوريا - أزمة الأطفال اللاجئينquot;، عرض مؤلم لوضع أطفال سوريا اللاجئين الذين يفقدون فرص العلم ليعملوا من أجل قوتهم في لبنان والأردن.


أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرًا جديدًا من الأردن ولبنان، أشارت فيه إلى وجود أعداد صادمة من الأطفال السوريين اللاجئين، الذين ينشأون في عائلات مفككة، ويفقدون فرصة التعليم، ويصبحون المعيل الأول لأسرهم. وقال المفوض السامي أنطونيو غوتيريس: quot;إن لم نتخذ إجراءات سريعة، فسوف تستمر معاناة جيل من الأبرياء في حرب مروعةquot;.

محاربون وعمال صغار
يشير التقرير، الذي أطلق عليه اسم quot;مستقبل سوريا ndash; أزمة الأطفال اللاجئينquot;، بصورة مفصلة إلى تفكك العائلات، حيث يعيش ما يزيد على 70 ألف عائلة سورية لاجئة من دون آباء، وأكثر من 3.700 طفل لاجئ غير مصحوب أو منفصل عن والديه.

خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2013، أُحيل 741 طفلًا سوريًا لاجئًا إلى المستشفيات في لبنان، وتلقوا علاجًا للإصابات التي يعانونها. وخلال فترة استغرقت عامًا واحدًا، تلقى أكثر من ألف طفل في مخيم الزعتري في الأردن علاجًا لإصابات ترتبط بالحرب. وقال التقرير إن العديد من الأطفال السوريين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم من أجل المشاركة في القتال. كما أُبلغ الباحثون بشأن أولاد يجري تدريبهم فعليًا على القتال.

إلى ذلك، تقوم عائلات لاجئة تنعدم لديها الموارد المالية بإرسال أطفالها للعمل، لتأمين الاحتياجات المعيشية الأساسية. وفي كلٍّ من الأردن ولبنان، وجد الباحثون أطفالًا صغارًا تبلغ أعمارهم سبعة أعوام، يعملون ساعات طويلة مقابل أجر ضئيل، وأحيانًا في ظروف يتعرّضون فيها للخطر والاستغلال.

وفي مخيم الزعتري للاجئين في الأردن، تقوم غالبية المتاجر الصغيرة، البالغ عددها 680 متجرًا، بتوظيف الأطفال. ووجد تقويم أُجري في 11 محافظة، من أصل 12 محافظة في الأردن، أن أسرة لاجئة واحدة من بين أسرتين من الأسر التي شملها الاستقصاء اعتمدت بصورة جزئية أو كلية على الدخل الذي يكسبه الطفل.

يفقدون العلم والهوية
يشير البحث إلى أن نحو 29% من الأطفال يغادرون منازلهم مرة في الأسبوع أو أقل، وعادةً ما يكون المنزل شقة مكتظة أو مأوى مؤقتًا أو خيمة.

كما يُظهر التقرير أن عدد الأطفال الذين لا يحصلون على التعليم يفوق عدد الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة. فما يزيد على نصف إجمالي عدد الأطفال السوريين، ممن هم في سن المدرسة، لا يحصلون على التعليم في الأردن.

وفي لبنان، يُقدر أن يبقى ما يقرب من 200 ألف طفل سوري لاجئ ممن هم في سن المدرسة من دون تعليم حتى نهاية هذا العام.
إلى ذلك، ثمة عدد كبير من الأطفال يولدون في مخيمات اللجوء من دون أن تكون لديهم شهادات ميلاد. ويساعد تسجيل المواليد على منع حدوث حالات انعدام الجنسية.

وكشف استقصاء حديث أجرته المفوضية حول تسجيل المواليد في لبنان أن 77% من عينة تشمل 781 رضيعًا لاجئًا ليست لديهم شهادات ميلاد رسمية. وفي الفترة بين كانون الثاني (يناير) ومنتصف تشرين الأول (أكتوبر) 2013، تم إصدار 68 شهادة فقط لأطفال وُلدوا في مخيم الزعتري في الأردن.

مناشدات
يفصّل التقرير الجهود المُضنية التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والحكومات المضيفة واللاجئون أنفسهم من أجل معالجة القضايا المؤلمة التي تواجه الأطفال اللاجئين. فالمفوضية توفر مساعدات مالية لمساعدة العائلات المعدمة، والتي تصارع من أجل البقاء.

ويوضح التقرير الجهود المبتكرة التي تبذلها المفوضية ومنظمة يونيسيف وإنقاذ الطفولة وغيرها من المنظمات غير الحكومية لإعطاء الأطفال فرصة لاستئناف تعليمهم. ويُعد كرم المجتمعات المضيفة من المعالم الإيجابية في هذا الخصوص.

فهناك أكثر من 1.1 مليون طفل سوري لاجئ، يعيش معظمهم في بلدان مجاورة. ودعا غوتيريس وأنجيلا جولي إلى دعم الدول المجاورة لسوريا من أجل الإبقاء على حدودها مفتوحة، وتحسين خدماتها ودعم المجتمعات المضيفة. وقد قالا: quot;الوصول إلى هذا العدد المخزي من اللاجئين، الناجم من هذا الصراع، يجب أن ينتج ما هو أكثر من مجرد عناوين الصحفquot;.

وناشدا الدول المجاورة لسوريا توفير فرص إعادة التوطين وأهلية الدخول لاعتبارات إنسانية للأشخاص الذين يستمر شعورهم بعدم الأمان في المنفى، إلى جانب العائلات التي لديها أطفال تعرّضوا لإصابات خطيرة.