quot;النظام يخشى الشباب مثلما يخاف المغتربين، لكني سأكون رئيسًا للجزائر إذا تجنّد الشباب للتغييرquot;. هذا ما يقوله رشيد نقاز، رجل الأعمال الجزائري والناشط السياسي الذي يقدّم نفسه كمرشح لانتخابات الرئاسة القادمة في الجزائر.


الجزائر: في مقابلة خاصة مع quot;إيلافquot;، أبرز رجل الأعمال الجزائري رشيد نقاز ثقته بلعب دور الحصان الأسود في الاقتراع المقبل، مع مراهنته على استمالة مواطنيه الشباب الذين يمثلون ثلاثة أرباع المجتمع المحلي.

الرجل الثري الذي دفع فدية بقيمة نصف مليون يورو للإفراج عن عائلة فرنسية محتجزة من قبل جماعة بوكو حرام النيجيرية، يسابق الزمن للترشح إلى انتخابات الرئاسة المقبلة في الجزائر.

تنطوي خطوة نقاز على قدر غير قليل من الإثارة، طالما أنّه ترشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية في آيار (مايو) 2007، قبل أن يتخلى عن جنسيته الفرنسية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كي يتسنى لمن يُنعت بالفتى الذهبي الترشح قانونًا لانتخابات الرئاسة الجزائرية. وفي ما يأتي متن الحوار:

bull;كيف أتتكم فكرة التنافس على الوصول إلى قصر المرادية بعدما سعيتم لقصر الاليزيه؟

-في الحقيقة، أبديت رغبتي لخوض السباق الرئاسي في 3 حزيران (يونيو) الماضي بمنطقة مغنية، في وقت كان الجميع منشغلًا بالتساؤل حول نوايا الحاكم الحالي للبلاد. أنا جاهز الآن لرفع التحدي، وعبّرت عن ذلك عبر تنازلي عن الجنسية الفرنسية في 23 تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم، عندما سلّمت جواز سفري الفرنسي إلى سلطات بلدية كريتاي جنوبي شرق باريس.

bull;ما دوافع إعلانكم الترشح؟

-ترشحت في العام 2007 للانتخابات الفرنسية، ومنذ العام 2010 بدأت ألمس موجة رفض للعرب والمسلمين في فرنسا، مع إقرار قانون منع النقاب. وقررت إنشاء صندوق بمليون يورو لدفع غرامات المنقبات اللواتي رفضن نزع النقاب، ما جرّ عليّ المتاعب مع إدارة الضرائب والعدالة التي سجنتني لأسبوع، إثر انتقادي الشرطة الفرنسية. وهذه الأخيرة بدل أن تلاحق الرجال الذين يمنعون نساءَهم من مغادرة بيوتهم، تقوم بملاحقة النساء اللواتي اخترن الحرية والخروج لو كنَّ منقبات. بالمقابل، تلقيت حملات دعم من المسلمين عبر كل بقاع العالم وخاصة الجزائريين الذين عبروا عن إعجابهم بشجاعتي، كما تأسفوا على غيابي عن المشهد السياسي الجزائري، لذا آمنت بفكرة الترشح.

هذا برنامجي

bull;ما هو برنامجكم الانتخابي؟

-أرافع لفتح الحدود بين المغرب والجزائر ومحاربة الرشوة وتوفير وظائف للعاطلين، كما أتعهد برفع الخدمة العسكرية الاجبارية، وأعد بتقسيم موازنة وزارة المجاهدين القدامى إلى 3 أشطر خلال 5 سنوات.

bull;تسوّق جهات لكونك فرنسياً وأن جزائريتك مشكوك فيها؟

-أنا جزائري أصيل، وانتمائي لبلادي لا غبار عليه. فأنا الابن التاسع لعائلة جزائرية كثيرة العدد. والدي هو العربي ابن ضاحية عين مران بمحافظة الشلف، وأمي هي خديجة المتحدرة من حي عتيق يتوسط محافظة بجاية بأعالي منطقة القبائل الكبرى. وٌلدت بضاحية فيلينوف سانت جورج، وعشت في الأحياء الجنوبية لباريس. عملت في مجال العقارات، ومتزوج من أميركية، مع الإشارة إلى أني نجحت في إكمال دراساتي حيث أملك شهادات في التاريخ والفلسفة من جامعة السوربون العريقة.

أشدد هنا على أنني لم أعد أحمل الجنسية الفرنسية بعد تنازلي عنها كإجراء اتخذته لاستكمال شروط دخول المنافسة في انتخابات خلافة الرئيس بوتفليقة، المزمع إجراؤها في ربيع العام المقبل.

لست قلقًا

bull;لكنّ فريقًا من الشارع المحلي ينظرون إليكم كشخص مجنون؟

-بالفعل، الأشخاص الذين ألتقيهم في الشارع يقولون لي: quot;أنت شخص مجنون، لأنك زهدت في الجنسية الفرنسيةquot;، لكني لا أعبأ بكل هذا، وأنا مقتنع بأصالة انتمائي إلى الجزائر، ولست ولن أكون أبدًا مواطنًا فرنسيًا.

bull;ماذا عن جاهزيتك لتذليل عقبة 75 ألف توقيع يشترطها القانون الجزائري لكل من يودّ خوض الاقتراع الرئاسي؟

-لست قلقًا من هذا الجانب، أنا أتلقى يوميًا معدّلًا كبيرًا من رسائل الدعم، يصل إلى مائتين كل 24 ساعة، كما أن أنشطتي تحظى بمتابعة ما لا يقلّ عن 41 ألف شخص عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من دون احتساب الآلاف الذين واكبوا زياراتي في 33 محافظة وأطمح للمزيد.

bull;لكن جرى إقصاء شخصيات وازنة كالراحل محفوظ نحناح ورئيس الوزراء الأسبق سيد أحمد غزالي والناشط البارز موسى تواتي في مواعيد سابقة بسبب عدم استيفائهم هذا الشرط!

-لست منشغلًا البتة بمسألة التواقيع، خصوصًا أني تلقيت وعودًا من 32500 تعهّد بالتوقيع، وأعوّل على دعم الشباب الذين يمثلون 75 بالمئة من الوعاء الانتخابي. وأحيطكم علمًا بأني مُنعت قبل سنوات من الترشح بسبب القانون الذي يحظر ذلك على كل من يقلّ سنه عن الأربعين عامًا، مع أنّه في الثورة الجزائرية (1954 ndash; 1962) لم يكن مفروضًا على الثوار أن يكون عمرهم 40 عامًا للمشاركة في الكفاح.

أنا من خارج النظام

bull;تريدون الجزم بأنكم في منأى عن أي مفاجأة غير سارة؟

-لا... لا يمكنني قول هذا. فقد حصل لي أمر غير مفرح في ربيع العام 2007، إثر تنافسي مع نيكولا ساركوزي على قصر الاليزيه. ففي آخر لحظة، وقع ضغط شديد على 70 من رؤساء البلديات المحسوبين على حزب quot;الاتحاد من أجل الحركة الشعبيةquot; حتى لا يزكي هؤلاء حملة تأييدي.

bull;هل تحظون بدعم تيارات سياسية جزائرية؟

-أعتبر نفسي شخصًا من خارج النظام، لذا أصرّ على رفض أي اتصال مع الأحزاب الجزائرية التي أعتبرها جزءًا لا يتجزأ من هذا النظام، وعليه أقول بصوت عالٍ: quot;لست بحاجة إلى دعم أي شخص، أريد مساندة شعبيquot;. أراهن على حملة إلكترونية لجمع 75 ألف توقيع المطلوبة لدخول هذا السباق، وفي هذا الصدد نشرت على موقعي الإلكتروني استمارة التوقيعات الخاصة بالانتخابات الرئاسية، وأرفقها بنداء إلى كل جزائري يملك بطاقة ناخب بتحميل الاستمارة وتوقيعها.

bull;ألا تعتقد أن مرشحين مثل علي بن فليس وأحمد بن بيتور وربما مولود حمروشquot; يملكون هامشًا تمثيليًا أكبر؟

-أعترف أن ثمة مرشحين يتقدمون عليّ، لكني عازم على اللحاق عبر استكمال زيارة 15 محافظة قبل نهاية العام الحالي، خصوصًا مع الأصداء الكثيرة لتحركاتي عبر 33 محافظة خلال الشهرين المنقضيين. انبهر الجميع بمشاهدة مرشح مواطن، خلافًا لما حاولت بعض الأبواق تقديمي بشكل مغلوط كـquot;فرنسيquot; وquot;ابن حركيquot; (الحركي هم أولئك الذين قاتلوا مع فرنسا ضدّ بلدهم في الثورة الجزائرية).

سألعب أوراقي الرابحة

bull;لا يمنحك مراقبو الشأن السياسي حظوظًا كبيرة في السباق الرئاسي؟

-إذا تجنّد الشباب للتغيير يصبح كل شيء ممكناً. إن إحساسًا ما يغمرني بالتفاؤل. أحس أن شيئًا إيجابيًا سيحدث، حتى وإن كان الأوصياء على الجزائر يخشون الشباب، لذا سيعمل النظام كل ما بوسعه حتى لا يترشح أحد هؤلاء الشباب للرئاسيات، لكني سألعب كل أوراقي الرابحة.

bull;ترشحت لانتخابات الرئاسة الفرنسية والتشريعية هناك، وتخطط لخوض أول اقتراع لك في الجزائر، ما الفرق بين النمط الانتخابي في البلدين، وهل تخشى حدوث تزوير؟

-أجد أنّه من الصعوبة أن تكون مرشحًا في فرنسا أكثر من الجزائر، مثلما أتصور أن النسق الانتخابي الجزائري هو الأكثر ديمقراطية، وطبيعي أنّه إذا ما غابت أجهزة الرقابة، لا يمكننا استغراب وقوع تزوير.