تناقلت الصحف الليبية موضوعًا نشر في quot;إيلافquot;، فأخذت منه العنوان بلا المتن، ما ورط الناشط الأمازيغي علي أبو السعود في مواقف لم يكن مسؤولًا عنها.

طرابلس الغرب: على خلفية حوار أجراه موقع quot;إيلافquot;، على هامش ملتقى الإستحقاق الدستوري لأمازيغ ليبيا، اتُهم علي أبو السعود، عضو الكونغرس العالمي الأمازيغي بالدعوة لمقاتلة الدولة وحمل السلاح في وجه أبناء وطنه، في حالة عدم دسترة اللغة الأمازيغية في ليبيا، وذلك بحسب ما تناقلته بعض المؤسسات الإعلامية المحلية وصفحات التواصل الإجتماعي، الذين هاجموا علي والحركة الأمازيغية من دون تبين الأسباب.
أبو السعود ينفي
كذب أبو السعود لـ quot;إيلافquot; ما نسب إليه، خصوصًا بعدما نشرت ليبيا الجديدة المقال الذي نشر في quot;إيلافquot; تحت عنوان quot;عضو الكونغرس العالمي الأمازيغي يهدد الليبيين بحمل السلاح لو لم ترسم لغتهمquot;، وبعدما نقلت قناة العاصمة الخبر عن ليبيا الجديدة في شريطها الإخباري، من دون التثبت من مصدر الخبر. فهو ينفي كل ما نسب إليه من تهديدات لأبناء شعبه بحمل السلاح.
يقول: quot;أنا لست المسؤول الأول عن الأمازيغ، ولست من يحدد لهم توجهاتهم، بل الشارع هو من يقود الحراك وهو من سيختار أي طريق يسلكه في حال لو لم تتم دسترة اللغة الامازيغية quot;.
يضيف: quot;أكدت من قبل أننا كمثقفين وسياسيين لن نتحمل أخطاء الغير، في حال تنكر المؤتمر الوطني ولجنة الستين لمطالب مكون مهم من مكونات المجتمع الليبيquot;.
إلى ذلك، يقول أبو السعود إن المجلس الأعلى لشؤون الأمازيغ هو الجهة الوحيدة المخولة لطرح آليات عمل المكون الليبي الناطق بالامازيغية وليس أي شخص آخر، مضيفًا أن المقال في quot;إيلافquot; أوضح العديد من الخطوط التي لا يمكن اليوم التراجع عنها، quot;مثل عدم إعترافنا بدستور لا يتعرف باللغة الأمازيغية ولا يساوي بين المواطنينquot;.
هذا ويشير إلى أن حملة التشويه التي تعرض لها تدخل في باب الإصطياد في المياه العكرة، قائلًا: quot;هناك أطراف كثيرة تبحث عن أي شيء ليحسب ضد نشطاء الامازيغ الذين يتميزون بالتنوع في الأفكارquot;.
يضيف :quot; إن كنا نختلف في ما بيننا، إلا أننا نتفق في المبادئ وهي ترسيم اللغة الأمازيغية ورد الاعتبار للمذهب الإباضي، وتنميته ودعمه، ونحن سوف نناضل من أجل هذه المطالبquot;.
بلبلة لا أكثر
من جهة أخرى، يرد إيزم الغاوي، مدير عام قناة إيبررن الأمازيغية الأولى، بأنه يأسف لما نسب إلى quot;المناضل الأمازيغي الشاب علي أبو السعود من كلام، يعود في البداية إلى غياب ثقافة القراءة في ليبيا، التي عانت الجهل والتصحر الفكري أربعين عامًاquot;
قال لـ quot;إيلافquot;: quot;من أجل ذلك، يكتفي العديد بالنظر إلى مانشيت المقال من دون إستكمال قراءته والنظر في مضمونه، فالعنوان وضع للتشويق لقراءة الموضوع، لكن للأسف هناك من لم يقرأ متن المقالquot;.
ويذكر الغاوي تاريخ أبو السعود النضالي قبل تحرير ليبيا وبعدها. يقول: quot;لا ننسى أن أبو السعود شاب ثائر مر على عدة جبهات، وهو قائد ميداني ومقاتل فذ، أمام ترسانات الطاغية، ونحن متأكدون من أنه لم يقل مثل هذا الكلام، ونحن كنشطاء أمازيغ وككوادر في الحركة الأمازيغية نثق في عقلانيتهquot;.
يضيف الغاوي: quot;من الطبيعي أن يطرح المقال بلبلة، لأننا كأمازيغ قمنا بمؤتمر حضره قرابة أربعين منظمة حقوقية إنسانية عالمية، وأقمنا إحتفالًا حضره فنانون عالميون، فأصبحت الارضية خصبة لكل ما يقال عن الأمازيغ بحق أو بباطل، وعليه استقبل الجميع الخبر من ليبيا الجديدة المعروفة بمساندتها للحراك الامازيغيquot;.
وتابع قائلًا: quot;تفاجأنا بإستغلال ليبيا الجديدة لعنوان المقال، بمثل هذه الطريقة، وتجدر الاشارة إلى أن الجريدة غطت التحضيرات للملتقى بتقرير مفصل وطويل، وكذلك غطت الحفل بتقرير في صفحتينquot;.
للتثبت قبل النشر
يفسر الغاوي ما حدث بأنه كان رغبة من الصحافي بسبق لا أكثر، وليس من باب الاصطياد في المياه العكرة، وهذا عاد بالضرر في ما بعد على قضية إنسانية عادلة.
يقول: quot;على كل إعلامي تحكيم الجانب الوطني والمهنية في العمل الصحفي، لأن الوضع حساس جدًا، ويجب مراعاة مصلحة الوطن والسلم الإجتماعي والوحدة الوطنية، لأن المرحلة حرجة جدًا والمناخ غير جيد لكل الصراحة، هناك العديد من التجاذبات، وهناك من يريد الاصطياد في المياه العكرة، إضافة إلى أن ليبيا مليئة بالسلاح وبالكثير من التيارات السياسية والفكرية المتعارضة، من ليبرالية وقومية وإسلامية وفيدراليةquot;.
و يدعو الغاوي كل المؤسسات الإعلامية إلى التثبت والتأني قبل نشر أي موضوع، وأن ينظروا لكل مسألة بعين الآخر وليس بعين واحدة، وتحكيم حب الوطن في التعاطي مع كل المسائل.