بلغراد: يعقد رئيسا صربيا وكوسوفو الاربعاء في بروكسل اجتماعا رمزيا بفضل وساطة قام بها الاتحاد الاوروبي، في مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين مع ان بلغراد ترفض الاعتراف بالاستقلال الذي اعلنه في 2008 الاقليم الذي كان تابعا لها.

ويأتي هذا اللقاء بعد 14 عاما على النزاع بين المقاتلين الانفصاليين في كوسوفو وقوات بلغراد (1998-1999) الذي انتهى بحملة عسكرية شنها حلف شمال الاطلسي ضد النظام الصربي.

وطردت القوات الصربية حينذاك من هذه المنطقة ما سمح باعلان استقلالها بدعم من الولايات المتحدة وغالبية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.

وترى المفوضية الاوروبية ان اللقاء بين الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش ونظيرته الكوسوفية عاطفة يحيى آغا يندرج quot;في اطار تطبيع العلاقاتquot; بين بلغراد وبريشتينا.

وقالت الرئيسة يحيى آغا قبل هذا اللقاء quot;نحن متمسكون بهذه العملية ومصممون بحزم على عدم نقل عداوات الماضي الى الاجيال الشابةquot;.

وما يزيد من اهمية اجتماع بروكسل ان نيكوليتش القومي الذي اصبح محافظا مدافعا عن التكامل الاوروبي، كان قبل انتخابه في ايار/مايو 2012 من اشد منتقدي الحوار الذي بدأه سلفه مع بريشتينا.

وقال المحلل السياسي الصربي دوشان يانيتش quot;اعتقد ان نيكوليتش ليس سعيدا جدا بالتوجه الى بروكسل لكن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة قررا ان هذا الاجتماع يجب ان يعقدquot;.

واضاف ان quot;اهمية رفع الحوار الى اعلى مستوى نابعة من ان لقاءهما سيمثل اختبارا سياسيا جديا للرأي العامquot; في كل من صربيا وكوسوفو.

وينص دستور كل من البلدين على دور فخري لرئيسيهما اذ ان الجزء الاساسي من السلطة التنفيذية يتركز بايدي رئيسي الوزراء اللذين اجتمعا اربع مرات في بروكسل منذ تشرين الاول/اكتوبر برعاية وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.

وقال المحلل السياسي الكوسوفي بهلول بيكاج ان quot;المفاوضات الحقيقية يجريها رئيسا الوزراءquot;، معتبرا اللقاء بين نيكوليتش ويحيى آغا quot;ديكور لهذه المحادثات التي تقودها بروكسل بحزمquot;.

ويمارس الاتحاد ضغوطا على البلدين لتطبيع العلاقات بينهما. وهو يغري بلغراد بتحديد موعد لبدء مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي قريبا ويعد بريشتينا بتسريع عمية تقاربها مع كتلة الدول ال27.

من جهته، قال المحلل السياسي فلاديمير تودوريتش ان quot;اللقاء بين نيكوليتش ويحيى آغا يعكس رغبة الجانبين في كسب ود بروكسل والحصول على مكافأةquot;.

وابرمت عدة اتفاقات برعاية الاتحاد الاوروبي بهدف تحسين حياة حوالى 1,8 مليون نسمة في كوسوفو التي تواجه صعوبات ادارية هائلة بسبب وضعها المثير للجدل، مثل السجل المدني والجمارك..

وبموجب واحد من الاتفاقات الاخيرة، عينت بلغراد وبريشتينا quot;ضباط ارتباطquot; سيقيمون في مكاتب بعثات الاتحاد الاوروبي في العاصمتين.

والمشكلة الاعقد والاصعب هي الدعم الذي تقدمه بلغراد الى الصرب في شمال كوسوفو حيث يشكلون اغلبية. وهي تبقي في هذه المنطقة الخارجة عمليا عن سيطرة بريشتينا مؤسسات مثل مدارس ومحاكم.

وتأمل صربيا في منح حكم ذاتي واسع لاربعين الف صربي يعيشون في شمال كوسوفو وثمانين آخرين يعيشون في جيوب موزعة في دولة كوسوفو.

لكن في صربيا كما في كوسوفو انتقد قادة المعارضة اللقاء بين رئيسي الدولتين بشدة.

وفي بريشتينا ترى المعارضة ان اجتماعا من هذا النوع ليس ممكنا الا بعد اعتراف بلغراد باستقلال كوسوفو بينما ترى المعارضة في بلغراد ان الاجتماع ليس سوى خطوة اضافية على طريق quot;التخليquot; عن كوسوفو تحت ضغط دولي.