تعمل مختبرات بريطانيا على مجدار الساعة لفحص سيل كبير من عينات منتجات تحتوي لحمًا مفرومًا، للتأكد من خلوها من لحم الخيل، بعد اكتشاف هذا اللحم، ملوثًا بعقاقير بيطرية، في ماكولات متداولة في الأسواق المحلية.

لندن: تسعى الحكومة البريطانية جاهدة إلى طمأنة المستهلكين بشأن فضحية لحم الخيول، بعد أن كشفت الاختبارات تلوث هذه اللحوم بعقاقير بيطرية، وبعدما اعلنت أسواق كبيرة اكتشاف آثار أخرى للحم الخيول مع منتجات لحم البقر.
وتحذر المختبرات التي تتدفق عليها العينات المطلوب اختبارها من انها قد لا تتمكن من انجاز جميع الاختبارات في الموعد المحدد، وينتهي اليوم الجمعة. ويعني هذا أن الحكومة لن تكون قادرة على تزكية اللحوم المتداولة في السوق البريطانية إلا بعد أيام.
ثلاثة موقوفين
يُقال إن المخاطر الطبية لتناول لحم الخيول الملوث بعقاقير بيطرية قليلة جدًا، لكن وزير الأغذية البريطاني ديفيد هيث كشف الخميس أن ثمانية خيول نُحرت من أجل الغذاء في بريطانيا، تأكد وجود هذه العقاقير فيها. وصُدِّرت ستة من الخيول المذبوحة إلى فرنسا، بحسب وكالة المعايير الغذائية.
وعلمت صحيفة غارديان أن اختبارين اكتشفا وجود هذه العقاقير البيطرية في العام 2012، لم تُبلغ وكالة المعايير الغذائية بنتائجهما.
واعتقلت الشرطة يوم الخميس ثلاثة أشخاص، بموجب قانون مكافحة جرائم الاحتيال في اطار التحقيقات التي تجريها في عمليات غش، جرى خلالها تسويق لحم الخيول على أنه لحم ابقار. ويملك احد الموقوفين شركة لتصنيع اللحوم في مقاطعة ويلز، أوقف معه شخص آخر، وثالث في ملحمة بشمال انكلترا.

بانتظار الاختبارات
في مؤشر آخر إلى الضربة الموجعة التي وجهتها فضيحة لحم الخيول إلى ثقة المستهلك، وجهت 11 شركة من أكبر شركات التجهيز البريطانية رسالة مفتوحة اعلنت فيها مشاطرة المتسوقين غضبهم وسخطهم، لكنها لم تذهب إلى حد الاعتذار عن بيع هذه اللحوم المغشوشة في اسواقها.
وسحبت سلسلة اسواق آسدا بعض الأطعمة الجاهزة، مثل صلصة بولونيز بلحم البقر المفروم، بعد أن أكدت الاختبارات وجود اثر من حمض نووي لخيول فيها. وهذه اول مرة منذ اندلاع الفضيحة يُعثر فيها على حمض نووي لخيول في منتج غذائي طازج.
وعثرت شركة غرينكور لتجهيز اللحوم على آثار حمض نووي لخيول في صلصة مصدرها معمل في ايرلندا. وقالت إنها تعمل مع الشركة التي تملك المعمل لتحديد مستوى التلوث.
وأمر وزير البيئة اون باترسن جميع الشركات الغذائية بأن تختبر منتجاتها من لحم البقر المصنَّع، وتقدم نتائج الاختبارات بحلول يوم الجمعة. لكن عدد الاختبارات المطلوبة فاق قدرة المختبرات. واعرب باترسن لاحقًا عن الأمل بتوفر ما يكفي من النتائج لتكوين صورة عن حجم المشكلة في بريطانيا.

سيل من العينات
نقلت صحيفة غارديان عن مصدر في الصناعة الغذائية أن مئات النتائج ستكون متوافرة من شركات تصنيع وتسويق الأغذية، لكن وكالة المعايير الغذائية اكتفت بالقول إن أكثر من مئة نتيجة وصلت حتى الآن. وتشمل المنتجات الخاضعة للاختبار لحوم البرغر وكرات اللحمة واللازانيا وأكلة كوتج باي وبولونيز والنقانق، وغيرها من الأطعمة التي تحوي لحمًا مفرومًا.
وتعمل المختبرات على مدار الساعة، لكنها لا تستطيع التعامل مع سيل العينات الذي ينهال عليها، لا سيما وأن في الأسواق الكبرى ما بين 300 إلى 500 منتج غذائي يتعين التأكد من عدم تلوث لحومها.
واختبرت وكالة المعايير الغذائية 206 أحصنة هي كل الخيول التي نُحرت في بريطانيا من أجل الغذاء خلال الفترة الواقعة بين 30 كانون الثاني (يناير) الماضي و7 شباط (فبراير) الجاري، وبلغت تكاليف هذه الاختبارات 415 ألف جنيه استرليني.
واكتشفت الاختبارات ثمانية حالات تلوث لحوم الخيل بعقاقير بيطرية. وفي حالتين منها، لم تغادر اللحوم موقع الملحمة، لكن ستة خيول أعيدت إلى فرنسا.
ويعني معدل استخدام العقاقير البيطرية أن مئات الخيول البريطانية الملوثة تدخل السلسلة الغذائية كل عام. وقد أجري 145 اختبارًا فقط في العام 2012 ونحو 50 اختبارًا في العام 2011.