رفضت الإمارات السماح بـquot;تضليل الرأي العام الخليجيquot; بشأن ما يحدث في البحرين، ومن هذا المنطلق قالت إنها منعت إعلاميين من دخول الإمارات ومنهممنصور الجمري رئيس تحرير صحيفة الوسط وزوجته الصحافية ريم الخليفة.

دبي: في أقل من 48 ساعة اتخذت السلطات الأمنية في الإمارات قرارين يحملان مغزى مهما يتعلق بالوضع في البحرين ودرجة ذهاب الدولة الحليفة بعيدا في تأييد المنامة إزاء خلافها المتصاعد مع المعارضة الشيعية. حيث أعلنت الإمارات تضامنها بقوة مع البحرين ومنعت استقبال معارضي المملكة.
وقد كان القرار الأول منع كريستيان كوتس أولريخسن أحد كبار الأكاديميين في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والرئيس المساعد في برنامج (الكويت) التابع للكلية، من دخول الإمارات بتاريخ 22 فبراير الجاري 2013 للمشاركة في مؤتمر كان من المفترض أن تنظمه الجامعة الأميركية في الشارقة بالتعاون مع كلية لندن للاقتصاد.
أما الإجراء الثاني الذي اتخذته الامارات وهو منفصل تماما عن الاجراء السابق، هو منع الصحافي البحريني منصور الجمري رئيس تحرير صحيفة الوسط البحرينية وزوجته الصحافية ريم الخليفة مراسلة وكالة اسوشيتد برس من دخول دولة الامارات صباح اليوم الثلاثاء. حيث اعلنت السلطات الاماراتية بانها لا تسمح بدخول اشخاص يسعون إلى إجراء محاضرات امام الطلبة الاماراتيين لينتقدوا سياسة مملكة البحرين على ارض الامارات. واضافت السلطات ان الدولة غير مستعدة للسماع لأي أقطاب معارضة تقوم بانتقاد غير موضوعي وتعمل على تضليل الرأي العام الخليجي، وأمام الطلبة في جامعات الدولة.
وعن الإجراء الأول، قال الدكتور كريستيان كوتس quot;إن سلطات الهجرة الاماراتية فصلته عن رفاقه وصادرت جواز سفره قبل أن تمنعه من دخول البلاد وترسله مرة أخرى إلى لندنquot;. وأضاف quot;جاء هذا القرار ردا على القيود التي فرضت على محتوى الموضوعات التي ستجري مناقشته في المؤتمر، و هو ما يمثل تهديدا على حرية التعليم الأكاديميquot;.
وبعد منع دخول quot;كوتسquot; الى الامارات، انسحبت كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (ال اس اي)، وهي واحدة من أكبر الجامعات البريطانية، من المؤتمر سالف الذكر الذي كان من المقرر أن ينعقد الأحد الماضي في امارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأبدت (ال اس إي) بعض المخاوف تجاه القيود التي وصفتها بأنها quot;تهدد حرية التعليم الأكاديميquot;. وكان من المزمع أن يناقش المؤتمر أسباب ثورات الربيع العربي وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الكلية في بيان لها، quot;كلية لندن للاقتصاد ألغت مؤتمرا حول الشرق الأوسط والتغيرات التي يشهدها العالم العربي الذي كانت ستشترك في استضافته مع الجامعة الأميركية في الشارقةquot;.
تجدر الاشارة الى أن الكلية البريطانية رفيعة المستوى تلقت دعما ماليا بقيمة 8.5 ملايين دولار من quot;مؤسسة الإماراتquot; التي تمولها الحكومة إلا أن الكلية نفت أن يكون لتلك المؤسسة علاقة بهذا الشأن.
يأتي ذلك على الرغم من أن الكلية تواجه انتقادات حول قبولها تمويلا من بعض المصادر في الشرق الأوسط، حيث جرى الكشف عام 2011 عن روابط وثيقة كانت تربطها بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي وعائلته.
وكان اللورد وولف الرئيس السابق للمحكمة البريطانية العليا قد أصدر تقريرا في نوفمبر عام 2011 يقول فيه إن الممارسات الخاطئة وسوء التقدير كانت السبب وراء حدوث بعض الإخفاقات التي أثرت في سمعة الكلية.
رد الخارجية الإماراتية
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الاماراتية أن الدكتور كريستيان كوتس أولريخسن منع من دخول دولة الإمارات يوم 22 من شهر فبراير الحالي للمشاركة في مؤتمر نظمته جامعتا الأميركية في الشارقة ولندن للاقتصاد والعلوم السياسية، حيث كان من المقرر أن يتحدث عن الأوضاع السياسية الراهنة في مملكة البحرين.
وأضافت الخارجية quot;أن الإمارات تدعم بشدة الجهود التي تبذلها حكومة البحرين وأحزاب المعارضة لحل الأزمة عبر الحوار السلمي، وبما أن الدكتور كوتس أولريخسن قد نشر مرارا آراء ضد النظام الملكي في البحرين فقد ارتأت الإمارات أنه ليس من الحكمة أن تسمح في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الحوار الوطني في البحرين بنشر آراء غير بناءة عن الأوضاع في مملكة البحرين من داخل دولة خليجية شقيقةquot;.
وأشارت الى أن quot;هذا الموقف لا يعكس العلاقات المتينة مع كل من الجامعة الأميركية في الشارقة وجامعة لندن للاقتصاد ولا الموقف من التميز الأكاديمي لهاتين المؤسستين لكن في هذه الحالة الخاصة جدا كان من المهم أن نقطع الطريق على كل ما من شأنه التعطيل على عملية الحوار الوطني في البحرين والتي ندعمها بشكل كامل في هذه المرحلة الصعبةquot;.