حطّم الصحافي المصري احمد الحضري ونظيرته سونيا الحبال كافة الثوابت، حينما ترجما سخطهما على إدارة مؤسسة الرئاسة المصرية الى توكيلين موثقين، خوّلا فيهما وزير الدفاع بإدارة شؤون البلاد لانقاذها من عثرتها، وفي تصريحات خاصة لـ quot;إيلافquot;عبّرا عن عدم توانيهما عن بذل ما بوسعهما للاطاحة بمرسي.


القاهرة: تواردت أفكار الصحافي المصري نائب رئيس تحرير مجلة الاذاعة والتلفزيون مع زميلته سونيا الحبال رئيسة مجلس إدارة مجلة quot;جنتيquot;، وقررا التعبير عن رفضهما لسياسة الادارة المصرية، ممثلة في شخص الرئيس محمد مرسي وحكومته، حينما حررا توكيلين باسميهما وسجلاهما في الشهر العقاري، وفوضا فيهما الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري بإدارة البلاد، بدلاً من الرئيس المنتخب المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين المصرية.

فكرة تحرير التوكيلات

وفي حديث خاص لـ quot;إيلافquot; قال احمد الحضري: quot;إن فكرة تحرير التوكيلات فرضت نفسها بقوة عليّ وعلى زميلتي سونيا الحبال بعد ازدياد احوال البلاد سوءًا وتدهورًا بشكل ينذر بعواقب وخيمة ومصير مظلم ينتظر المصريين، وبات واضحاً للجميع أنه لا بديل لانقاذ مصر من هذا المصير سوى قيام الجيش بواجبه الوطني في التصدي لجماعة الاخوان المسلمين التي تعيث في البلاد فسادًا وهيمنةquot;.

وحول عدم دستورية فكرة التوكيلات كما ردد عدد من قيادات الاخوان، اوضح الحضري أن الاعلان الدستوري الذي اصدره محمد مرسي باطل، واقالة النائب العام غير دستورية، وتعيين نواب الشورى استنادًا الى دستور 1971 باطل، وتغيير شكل وهوية الدولة المصرية واخونتها باطل دستوريًا، كما أن غالبية سياسات وقرارات الاخوان تدفع البلد الى الهاوية، ومن حق كل فرد في الشعب المصري اختيار من يريد أن يحكمه، فهذه هي الحرية والديمقراطية التي ينادي بها المصريون .

وثمّن الحضري في حديثه لـ quot;إيلافquot; موقف قيادات الجيش المصري، الذين يتصدون لكل محاولات الاخوان المسلمين الرامية الى أخونة الجيش المصري العظيم، رافضًا تهديدات جون كيري وزير الخارجية الاميركي للجيش المصري بقطع المعونة العسكرية، واصفًا مثل هذه التصريحات بالتدخل السافر والمرفوض في الشأن المصري.

وأشاد الحضري اول مبادري الاسرة الصحافية المصرية بالتوكيل الذي يدور الحديث عنه بتصريحات رئيس الاركان المصري الفريق صدقي صبحي في هذا الصدد، والتي اكد فيها ترتيبات الجيش للاستغناء عن هذه المعونة تمامًا.

كما شدد على أن الجيش المصري العريق ورجاله البواسل المشهود لهم بالكفاءة والانضباط والصرامة هم افضل من يديرون شؤون البلاد بعد الخراب الذي تشهده مصر على مدى الأشهر القليلة الماضية منذ وصول مرسي للحكم في عملية انتخابية نتائجها بعيدة كل البعد عن الشفافية والحياد والنزاهة.

أما سونيا الحبال فقالت في حديثها لـ quot;إيلافquot;: quot;فكرة التوكيل تهدف الى التعبير عن رفضها لما يحدث في المجتمع المصري من مشكلات وسلبيات خطيرة، خاصة ما تتعرض له الفتاة والمرأة المصرية من ظلم وانتهاكات ومحاولات مستمرة للتقليل من شأنها.

مكاتب الشهر العقاري

وتضيف سونيا الحبال أن الاحوال المعيشية وصلت الى مرحلة لا يمكن السكوت عليها، منوهة الى أنه على كل المصريين الخروج الى مكاتب الشهر العقاري، وتحرير اكبر كم من هذه التوكيلات حتى يمكن احداث التغيير الحقيقي الذي ينشده المصريون، الذين عانوا لسنوات طوال وعقود ممتدة، ذاقوا فيها مرارة الظلم والفقر والمرض.

وتساءلت سونيا الحبال: ما المانع أن نحتكم الى الصندوق، ولماذا يرفض محمد مرسي إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة ولماذا اصيب الإخوان بالرعب من هذه التوكيلات للفريق السيسي؟!

واضافت أن اصدقاء كثيرين لها حذروها من بطش وانتقام الاخوان منها بسبب تبنيها هذه الحملة كأول سيدة تدعو الى جمع توكيلات ضد محمد مرسي في العاصمة المصرية، الا أنها لم تعر مثل هذا الكلام أي اهتمام، واصفة موقفها بأنه موقف غالبية الفتيات والسيدات المصريات.

وتشدد الحبال على أنها تريد حاكماً لكل فئات الشعب وليس فئة واحدة، وترى أن ما يحدث الآن هو تكرار لما قبل الثورة مع اختلاف الشخصيات، واضافت: quot;كلما مر الوقت سيتساقط عدد آخر من الشهداء من أبناء هذا الوطن، فالامن والامان باتا مفقودين، واصبحنا على شفا الهاوية، وامام ذلك يجب نقل السلطة وبسرعة الى المجلس العسكري لانقاذ ما يمكن انقاذه والتحرك سريعًاquot;.

واختتمت سونيا الحبال حديثها لـ quot;إيلافquot; بالقول: quot;إن هذه الحملة لا تتبع أي فصيل سياسي أو حزبي في مصر، وانها جاءت بواعز من الحرص على مصر والخوف على مستقبلهاquot;.