رغم إطلاق جون كيري صفة quot;جولة استماعquot; على أول جولة خارجية له بصفته وزيرا للخارجية الأميركية، إلا أنه تحدث كثيرا أيضا ولم تكن جولته فقط للاستماع، حتى أنه رفض مقاطعة نظيره القطري له وطلب منه إمهاله لإكمال حديثه.


وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري اول جولة خارجية بصفته الديبلوماسي الأعلى في البلاد بأنها quot;جولة استماعquot;، لكن أي شخص مطلع على فترة 28 عاماً التي قضاها في مجلس الشيوخ أو على حملته الانتخابية الرئاسية في العام 2004 سيعلم أن كيري لم يصغ فحسب بل تحدث كثيراً أيضاً.
تنقل كيري بين تسع دول خلال 11 يوماً، وتحدث إلى أكثر من 30 رئيس وزراء ووزير خارجية، بالفرنسية والألمانية والإنكليزية.
وتحدث كيري لمدة 10 دقائق في لندن ليعطي لمحة عما ستدور حوله المحادثات في محطته الأولى لندن، فقال: quot;خلال التاريخ الطويل من شراكتنا وتعاوننا، أصبحت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى أقوى، وجعلت العالم أكثر استقراراً وأمناً. وأعتقد أننا يمكن أن نكون فخورين بذلكquot;.
وأضاف: quot;لكننا نفهم أيضاً أننا أتينا اليوم مع التزام خاص لجعل جهودنا أكثر أماناً واستقراراً لنضمن فرصة أكبر في السلام لجميع الشعوب. لذلك نحن نتطلع إلى تعزيز هذه العلاقة في السنوات القادمة، وأشكر لكم صداقتكم، ونتطلع إلى زيارتكم لنا في الولايات المتحدةquot;.
من لندن، انتقل كيري إلى برلين وباريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبو ظبي والدوحة للحديث عن اهتمام إدارة أوباما بـquot;محور آسياquot;، والعلاقات التاريخية مع الحلفاء الأوروبيين والأزمات في الشرق الأوسط.
كعضو بارز بمجلس الشيوخ وثم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، كان كيري قد التقى بالفعل ما يقرب من كل مسؤول أجنبي صادفه في هذه الرحلة. لكن السفر كوزيرة للخارجية مختلف كثيراً عن التنقل كعضو في مجلس الشيوخ، إذ عليه أن يكون أكثر تنظيماً ورسمياً.
في الواقع، تكلم كيري بصفته ممثل الرئيس أوباما مباشرة، وقال في مقابلة له في قطر: quot;اسمحوا لي أن أؤكد أن هذا ليس نهج السياسة الخارجية لكيري، انه نهج أوباما وإدارته. بالتأكيد سأقدم أفكاري ووجهات نظري، فهذا ما طلب مني القيام به عند استلام وظيفتيquot;.
هذا هو النهج الذي اعتمده كيري في حديثه عن خطة إدارته بشأن تسليح الثوار السوريين، وهو موضوع سئل عنه في كل محطة. كعضو في مجلس الشيوخ، كان كيري قد أبدى بعض الدعم لتقديم المزيد من المساعدة العسكرية للمعارضة، لكن البيت الأبيض يقول إن الأسلحة يمكن أن تقع في الأيدي الخطأ.
وزيرة الخارجية السابقة هيلاري رودهام كلينتون كانت تتحدث أحياناً عن مخالفتها الرأي مع سياسة أوباما في بعض الأحيان، وكان لديها مساحة لا بأس بها للتحدث بصفة شخصية، لكن من المبكر جداً معرفة مدى الحرية التي سيحظى بها كيري في هذا المجال.
لكن ما يبدو واضحاً بالقعل هو قدرة كيري على التعامل مع الصحافة والسياسيين، فبعد أن نسي الوقوف أمام الكاميرات وهو يصعد طائرته لمغادرة واشنطن يوم 24 شباط/ فبراير، عاد واستدرك الأمر فلوّح في كل الاتجاهات كما أنه يصافح كل من يلتقيه ويرمي ذراعه حوله الأصدقاء الجدد والقدامى على حد سواء.
وفي خطابه في مصر، امتحن كيري صبر وزير الخارجية المصري محمد عمر الذي تحدث 6 دقائق مقارنة بنحو 16 دقيقة لكيري الذي كان يتوقف بعد كل جملة ليفسح المجال للمترجمين الفوريين للقيام بمهمتهم.
في قطر، التقى كيري بنظيره حمد بن جاسم آل ثاني، فقاطعه طالباً منه الإذن لإكمال حديثه بعد أن اعتقد وزير الخارجية القطري ان كيري أنهى بيانه الافتتاحي، واتضح انها كان وقفة خطابية صغيرة!
لتلخيص الرحلة، قال كيري انه سعيد لتأكيد العلاقات القائمة ولمس رغبة بين الحلفاء للعمل مع الإدارة. وأضاف: quot;هناك إحساس عالمي بأن هذه الرحلة تهدف لتنفيذ الأمور التي تحتاج للتنفيذquot;.