قالالمفكر العراقي أحمد القبانجي المطلق سراحه من إيران إن أحزابًا عراقية إسلامية عدة عميلة لإيران، مؤكدًا أنه سيواصل مهاجمة ولاية الفقيه، وهي التهمة التي لاحقته في السجون الإيرانية.


بغداد: هاجم المفكر العراقي الإسلامي أحمد القبانجي، الاحزاب الاسلامية quot;التي تزرع الخوف في قلوب الناسquot;، مشدداً على رفضه لولاية الفقيه بعد أن وجهت له السلطات الايرانية تهمتي انكار ثوابت الدين، والتعرض والطعن بولاية الفقيه، واكد أن وراء اعتقاله من قبل السلطات الايرانية شكوى من احد رجال الدين العراقيين في الحوزة العلمية في النجف، لكنه أكد للسلطات الإيرانية أنه ضد ولاية الفقيه مثلما هو ضد كبت حرية الرأي والتعبير.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده القبانجي في بغداد اليوم بعد ساعات من اطلاق السلطات الايرانية لسراحه وتركه على الحدود العراقية بأمر قضائي ليعود الى بلده بعد اعتقال استمر حوالي الشهر في مدينة قم سجن خلاله في زنزانة انفرادية لبعض الوقت، وتم التحقيق معه من قبل جهاز المخابرات الايرانية حول مناهضته لولاية الفقيه.
واكد القبانجي خلال مؤتمر صحافي أنه لا يحمل الجنسية ولا الجواز الايرانيين، كما ادّعى احد رجال الدين العراقيين، الذي وصفه القبانجي بـquot;الكذّابquot;، موضحًا أن زوجته ايرانية لكنّ ابناءه لا يحملون الجنسية الايرانية على الرغم من أنهم يعيشون في ايران، معربًا عن استغرابه مما سمعه عن الحكومة العراقية التي لن تتدخل في قضيته بقدر ما كان مكتب رئيس الوزراء يناقش هل انا عراقي أم ايراني .
وثمّن القبانجي ما أسماه quot;الجهود المخلصة والخيرة لجميع الاحرار داخل العراق وخارجه الذين ساهموا في هذه الحملة المباركة لاطلاقي ليس لأجلي شخصيًا وانما لأجل المبادىء ولأجل حرية الانسان والكلمة ولأجل حقوق الانسان، هذه التظاهرات والاعلام الضخم الذي رافق عملية اعتقالي كان لهما الاثر الكبير واعتقد أنهما السبب الوحيد الذي دعا الحكومة الايرانية الى اطلاق سراحيquot; .
شكوى من داخل العراق
وقال: quot;في مدينة (قم) هناك المحكمة الخاصة برجال الدين التي تمت فيها الشكوى ضدي ولكن بسعي من العراق، هم قالوا إن المشتكي عليك من العراق، من الاحزاب الاسلامية أو من الحوزة، وقال المشتكيquot;إنني أخرب افكار الشباب في العراق وأجعلهم ضد ولاية الفقيه، والذي حرض الحكومة العراقية في بيان قبل اشهر على اعتقالي، هو ايراني في الحوزة، فهم يرون أن الافكار التي يحملها احمد القبانجي هدامة، تهدم دينهم على رؤوسهم، وقبل اسبوع واحد من اعتقالي، جاءني سيد جليل من الحوزة تربطني به علاقة قديمة، وقال لي : محبة فقط انا احذرك، أن القوم يأتمرون بك وانك في خطر، فقد وصلت القضية الى حد انهم لا يطيقونك، وبصريح العبارة قال : (انت تهدد مصالحهم)، وهو يعرف أن خلف الكواليس يجري شيء لتصفيتي أو اعتقالي quot;.
quot;المسلم صار جباناًquot;
واضاف : منذ بداية اعتقالي الى حين اطلاق سراحي، وأنا اشير الى قوى الظلام والاسلام الاصولي والقوى التي تنادي بضرورة العودة الى الوراء وتطبيق الشريعة وتكريس المفاهيم القديمة في العراق الحديث ورفض كل منهج جديد ينادي بحقوق وحرية الانسان والمساواة، مؤكدًا أن المنهج اثبت بطلانه، وقال:quot; لقد عجزوا عن مواجهة الكلمة بالكلمة، والمنطق بالمنطق، فهم يستخدمون دائمًا سلاح التهديد سواء تهديد المؤمنين من أن أي سؤال في العقائد والثوابت يؤدي الى جهنم، وهذا الخوف الذي زرعوه في قلوب الناس يقف حجر عثرة امام تطور الانسان والمجتمع سواء في العراق أو جميع المجتمعات الاسلامية، والخوف الذي زرعوه في قلب الانسان المسلم سواء الخوف من جهنم أو من الله أو من الحكومة أو من القوى الارهابية، ولهذا صار الانسان المسلم انسانًا جبانًا وممسوخًا.
مؤكدًا أن البعض يخافون من وعي الناس، وليس من الله أو أي شيء آخر، وقال:quot;ولهذا يخافون مني لأن جرمي هو توعية الناس، .. جرمي هو جرم الانبياء الذي يقول عنه الامام علي في نهج البلاغة إن الهدف من ارسال الانبياء هو تنوير عقول الناس، وهذا هو الخطر على هؤلاء، ولهذا فبمجرد أن سمعوا عن التظاهرات والنهضة في الاعلام، اطلقوا سراحي، لأن هذا افزعهم وكانوا قد اخبروني أنه بعد اشهر من الاعتقال في السجن الانفرادي سوف تتم محاكمتك، والمحاكمة قد تطول، ومن ثم ترمى في السجن ومن ثم ربما .. الى الاعدام، لأن التهمتين اللتين وجهتا اليّ هما انكار ثوابت الدين، وهذه عقوبتها الاعدام، والتعرض والطعن ورفض ولاية الفقيه، وهذا عندهم في القانون الايراني جريمة لا تغتفر، لانها محاربة لله ورسولهquot;.

ارتباك في المعاملة
وأوضح أنه تم إطلاق سراحه على عجالة، وأضاف:quot;قد لاحظت الكثير من الارتباك واللين في معاملتهم لي في الايام الاخيرة، بحيث أنهم سمحوا لأولادي بزيارتي في المعتقل، لأنهم واجهوا التظاهرات التي لم يكونوا يتوقعونها.

quot;لا مرونة في الإسلام الأصوليquot;
واضاف أن اعتقال السلطات الايرانية له قد اثبت أن الاسلام الاصولي ليس عنده اية مرونة، وأضاف:quot;أحد رجال المخابرات الايرانيين قال لي بالنص : اشكر الله، أننا لدينا مشكلة الملف النووي مع اميركا !!، وإلا كان لدينا معك حساب آخر، ونحن نأسف لأخوتنا الاسلاميين في العراق، فإلى متى يبيعون ضمائرهم وشرفهم وانسانيتهم ووطنيتهم للاجانب ؟quot;.
وتابع قائلا:quot;احد العراقيين يظهر على شاشة قناة الحرة، وهو اسلامي، ويكذب ويدعي ويتهمني أن لدي جنسية وجواز سفر ايرانيين، فهذا يؤكد أن الاسلاميين كذابون ودجالون، حالهم حال أي دجال، لكنهم يكذبون لنصرة الاجانب وليس حرقة على العراق والعراقيين، فهو يكذب لأنه عميل مجانًا، وهناك الكثيرون من الاحزاب الاسلامية هم عملاء لايران، وانا لدي ارقام ولكن لا احب أن ادخل بالسياسة، ولكن يجب ان يبدأ التغيير من الثقافة والفكر، فالتغيير الذي حصل في الغرب حصل من الثقافة، ثم تدرج الى الحكومة والسياسة، ولكن ما جرى في العراق كان العكس، التغيير بدأ من السياسة فرأينا النتائج الوخيمة، الارهاب والطائفية والمحاصصة والاختلاس كله، لان الثقافة ضحلةquot;.
وأضاف:quot;اعتقالي او اغتيالي او اعدامي لا يؤثر شيئاً في وقف التيار الجارف، تيار الانسانية وحقوق الانسان والمطالبة بالاصلاح والعقلانية، وقلت للذين اعتقلوني : عندما اعود الى العراق سأرجع اشد من الاول لأن عملكم باعتقالي اثبت لي بطلان ولاية الفقيه، مجرد شعارات، يقتنع بها السذج من الناس، اما عملاً فقد اثبتم انكم بلا منطقquot;.
وتابع : عندما قرروا طردي من ايران ووصلت الى الحدود، بالتحديد في الساعة الواحدة والنصف ليلة امس، قال لي رجال المخابرات الذين كانوا يرافقونني من السجن فورًا الى الحدود بدون لقاء الاهل أو أخذ ملابس، أنه صدر أمر من القاضي الاعلى باخراجي من ايران ولا ينبغي أن أعود إليها مجددًا. وتابع:quot;قلت لهم : انا استحق السجن لعشرين سنة على الاقل لانني كنت لمدة عشرين سنة مؤيدًا لولاية الفقيه، فكفارة لهذه الجريمة العظمى استحق 20 سنة سجناً، لكنهم استعجلوا في اخراجي من ايران، هم من حقهم الخوف على بلدهم ونظامهم وافكارهم، فالفكر الحر خطر عليهم، ولكن لا اعطيهم الحق أن يتدخلوا في العراق فيكبتوا الكلمة الحرة الصادرة في العراقquot;.
لا جنسية إيرانية
وأوضح : من الاكاذيب القول إنني احمل الجنسية الايرانية وبشهادة ابنائي المحرومين من العمل في ايران لأنه ليست لديهم جنسية، وقال:quot; انا سعيت لاستخراج الجنسية لاولادي لأنهم مولودون في ايران وأمهم ايرانية، الا ان السلطات رفضت، ولو كنت ايرانيًا أو لدي جواز سفر ايراني لما اطلقوا سراحي بهذه السرعة، ولكان اكبر حجة عندهم، (هذا ايراني وتخطى القانون الايراني)، لكنهم لم يجدوا لهذا سبيلاً quot;.
وحول موقف الحكومة العراقية من اعتقاله قال : ابلغني ابني عندما زارني في السجن أن في مكتب نوري المالكي يريدون أن يبحثوا هل هذا ايراني ام عراقي ؟ هذا فقط ما سمعته، ولا اتوقع من الحكومة العراقية أن تتدخل ولا احب أن تدخل قضيتي عالم السياسة، بل لتكن في عالم الجماهير والفكر والثقافة .