الفاتيكان: شارك الكرادلة الـ112 الناخبون صباح الثلاثاء في قداس احتفالي في كاتدرائية القديس بطرس قبل الدخول الى مجمعهم التاريخي، الحدث الذي يتابعه ملايين المؤمنين في العالم لمعرفة من سيخلف بنديكتوس السادس عشر اول بابا يقدم استقالته منذ سبعة قرون.
وفي بداية هذا القداس الذي يرفع عادة quot;من اجل انتخاب الحبر الاعظمquot;، دخل الكرادلة وسط انشاد التراتيل بلباسهم الرسمي اكبر كنيسة للمسيحية. وجلس بعد ذلك الناخبون ال115 وحوالى مئة كاردينال تجاوزوا سن الثمانين عاما ولا يشاركون بالتالي في المجمع، في الكنيسة.
وحين لفظ الكاردينال انجيلو سودانو عميدهم في عظته اسم البابا السابق، سمع تصفيق حار لمدة دقيقة داخل الكاتدرائية في والساحة. وتدفق الاف المؤمنين اعتبارا من الساعة 7,00 بتوقيت غرينتش الى ساحة القديس بطريس للتمكن من حضور هذا القداس الذي بث على اربع شاشات عملاقة.
وحث الكاردينال سودانو الكرادلة على quot;العمل جميعا من اجل بناء وحدة الكنيسة والتعاون مع خليفة القديس بطرسquot;. وقبل ذلك وفي الصباح الباكر بدأ الكرادلة بدخول مباني الفاتيكان للوصول الى بيت القديسة مرتا الواقع خلف الكاتدرائية وحيث سيقيمون حتى انتخاب رئيس جديد للكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1,2 مليار مؤمن.
وكتب بيار دوريو الناطق باسم الكاردينال الفرنسي فيليب باربارن على تويتر معلنا دخول الكرادلة الفرنسيين الثلاثة الى الفاتيكان quot;والان الصمت التامquot;. وعند الساعة 16,30 (15,30 تغ) يدخل الكرادلة الى كنيسة سيستينا الشهير بلوحاتها الجدارية لمايكل انجيلو.
وبعد ذلك يؤدي كل منهم اليمين على الانجيل quot;ويقسمون على ابقاء كل ما يتعلق مباشرة او غير مباشرة بالاصوات وعمليات الاقتراع لانتخاب الحبر الاعظم، ضمن السرية المطلقةquot;. وبحسب تقليد متوارث عن القرون الوسطى توصد الابواب بالمفتاح.
ويمكن ان يقوم الكرادلة المنقطعون تماما عن العالم بعملية تصويت اولى. ويرتقب حصول اربع عمليات اقتراع يوميا، اثنتان صباحا واثنتان مساء. وتحرق كل بطاقات الاقتراع في نهاية النهار لمحو اي اثر للتصويت السري الذي لا يمكن للكرادلة الحديث عنه حتى بعد فترة طويلة من انعقاد المجمع.
واذا تصاعد الدخان الاسود هذا يعني انه لم يتم انتخاب بابا جديد، اما في حال تصاعد الدخان الابيض فهذا يشير الى انه بات للكنيسة الكاثوليكية حبر اعظم جديد. وبحسب الخبراء في شؤون الفاتيكان وفي حال عدم حصول مفاجآت فانه يرتقب ان تكون مدة المجمع قصيرة، يومان الى اربعة ايام كحد اقصى.
ومن بين الكرادلة الناخبين البالغ عددهم 115 كاردينالا وكلهم عينوا خلال حبرية البابا الراحل يوحنا بولس الثاني او المستقيل بنديكتوس السادس عشر، هناك حوالى عشرة اسماء تم التداول بها في الايام الماضية كمرشحين لترؤس الكنيسة الكاثوليكية.
وتناقلت وسائل الاعلام اسماء الايطالي انجيلو سكولا او الكندي مارك ويليه والبرازيلي اوديلو شيرر او النمساوي يوزف شونبورين او المجري بيتر اردو او الاميركيين تيموثي دولان وشون اومالي وجميعهم لديهم نقاط مشتركة كثيرة مع يوحنا بولس الثاني او بنديكتوس السادس عشر.
وهم محافظون جميعا وحريصون على منع ذوبان الدين اكثر من الاصلاحات التي ينتظرها كثيرون لا سيما في الغرب. وسيكون على الكرادلة اختيار من سيواجه الازمة العميقة التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية والتي شهدت في الاونة الاخيرة فضيحة فاتيليكس وفضائح التحرش الجنسي.
وهناك تحديات ثقيلة تنتظر خليفة بنديكتوس السادس عشر من احتجاجات داخلية الى اضطهاد للمسيحيين حول العالم الى قضايا اخلاقية وتجاوزات اخرى تشهدها الكنيسة. ومع انتخاب البابا الجديد ينتهي شهر صعب بدأ في 11 شباط/فبراير مع اعلان بنديكتوس السادس عشر استقالته بشكل مفاجىء وهو في سن الخامسة والثمانين. وسيكون اول بابا على قيد الحياة يشهد انتخاب خلف له.
وسيراقب يوزف راتسينغر هذه العملية عن بعد من مقر كاستيل غاندوفلو على بعد 30 كلم من الفاتيكان حيث اصبح مقر اقامته. وقال بعد اعلان استقالته انه اتخذ هذا القرار quot;من اجل خير الكنيسةquot; التي انتقد الانقسامات فيها. والبابا ينتخب باكثرية الثلثين من اصوات الكرادلة.
وحتى قبل خروج الدخان الابيض من مدخنة كنيسة سيستين وانطلاق العنان لأجراس كاتدرائية القديس بطرس، سيكون الكاردينال الايطالي جيوفاني باتيستا ري، اول الكرادلة الاساقفة، قد طرح على البابا المنتخب السؤال الآتي :quot;هل تقبل بانتخابك القانوني حبرا اعظم؟quot; وسيجيب بنعم ويختار اسمه الجديد الذي قد يكون بولس او يوحنا او يوحنا بولس او بيوس او بنديكتوس ...
وبعد ثمان واربعين دقيقة، وهي الفترة التي يقسم خلالها الكرادلة يمين الولاء ويرتدي الحبر الجديد ثيابه الجديدة، سيحصل الكاردينال الفرنسي جان لوي توران على شرف الاعلان باللغة اللاتينية امام الجموع المحتشدة في ساحة القديس بطرس quot;هابيموس بابامquot; (لدينا بابا) ويكشف عن اسمه. ثم يكشف البابا الجديد الذي يضع نجمة حمراء على كتفيه، وجهه للعالم اجمع. عندئذ تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المسيحية الذي بدأ قبل الفي سنة.
التعليقات