جاءت خطوة محمد بن راشد إعلانه عبر تويتر عن التعديلات الوزارية الجديدة لتؤكد حرصه على التواصل مع المواطنين والمقيمين في الإمارات. وهي خطوة رائدة عربيًا، خصوصًا أن التعديلات الوزارية لم تنشر في الصحف الرسمية إلا في صباح اليوم التالي.
محمود العوضي من دبي: قبل نحو شهر بادر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بالتغريد عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي quot;تويترquot;، والذي يضم مليونا ونصف مليون متابعًا quot;فولورزquot;، وفتح بتغريداته الباب أمام الاستفسارات والتساؤلات والمحاور التي يمكن طرحها ومناقشتها في القمة الحكومية التي اتسمت جلساتها بالشفافية والصراحة المطلقة، ما جعلها أقرب إلى جلسات محاسبة للوزراء على الهواء.
وكان لمحمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ورئيس اللجنة المنظمة لـquot;القمة الحكوميةquot;، دور كبير في خروج هذه القمة بصورة جيدة، انطلاقاً من الحرص على تحقيق الفائدة القصوى في مجال تطوير الخدمات الحكومية وتشكيل منصة إقليمية لتبادل المعارف والخبرات في مجال العمل الحكومي.
المواطنون أولًا
وأمس عاد الشيخ محمد بن راشد ليعلن عبر تويتر عن التعديلات الوزارية الجديدة، في مؤشر آخر يؤكد حرصه على التواصل مع المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات في ما يخص كل شؤون الدولة، وهي خطوة غير مسبوقة على المستوى العربي بالنظر إلى رغبة القيادات في التواصل مباشرة مع الجماهير قبل الإعلام الرسمي، حيث لم يتم نشر التعديلات الوزارية في الصحف الرسمية إلا في صباح اليوم التالي.
وحرص نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس الوزراء، حاكم دبي على التوجه بالشكر للوزراء القدامى، الذين لم يشمهلم التشكيل الوزاري الجديد، وفي الوقت عينه بادر بسرد مؤهلات الوزراء الجدد، ومبررات اختيارهم لحمل الحقائب الوزارية، كما بادر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بالتهنئة بالتشكيل الجديد لمجلس الوزراء، وتمنى التوفيق والنجاح للوزراء الجدد، وأعرب عن شكره وتقديره للوزراء، على ما بذلوه من جهود في خدمة وطنهم.
عاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى الحديث عن التشكيل الحكومي الجديد، مشيراً إلى أنه جاء ليواكب استعدادات الإمارات لمرحلة جديدة من العمل الحكومي، تتطلع فيها إلى تسريع وتيرة التنمية، وتحقيق تطلعات الشعب الإماراتي وتوسيع آفاق علاقاته مع العالم الخارجي.
وجوه جديدة
وشدد على أن التغيير الجديد يأتي أيضاً بوجوه جديدة لفريق العمل الحكومي لتجديد الأفكار ومواكبة التغيرات والتعامل مع ملفات وطنية مهمة، تمثل أولوية لجميع أبناء الإمارات. ويتضمن التشكيل الجديد لمجلس الوزراء، الذي أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ضم مهام وزارة التجارة الخارجية إلى وزارة الاقتصاد، وإنشاء وزارة باسم quot;وزارة التنمية والتعاون الدوليquot;، و تعيين الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة لهذه الوزارة.
كما يضم التشكيل الجديد، تعيين الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزيراً للثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وتعيين الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزيرًا للتعليم العالي والبحث العلمي، وعبدالرحمن محمد العويس وزيرًا للصحة، والدكتور عبدالله بالحيف النعيمي وزيرًا للأشغال العامة، وسهيل محمد فرج فارس المزروعي وزيرًا للطاقة.
كذلك ضم وزيري دولة جديدين، هما الدكتور سلطان أحمد سلطان الجابر، وعبدالله محمد سعيد غباش، بينما يأتي ضم الوجوه الجديدة للتعديل الوزاري في خطوة تهدف إلى ضخ دماء جديدة في الحكومة، وخاصة ممن أثبتوا كفاءة واقتدارًا في القطاع الخاص أو في القطاع الحكومي.
صبغة تكنوقراطية
وكان من اللافت حضور الصبغة quot;التكنوقراطيةquot; في التغييرات الجديدة، حيث يملك الوزراء الجدد خبرات عملية، ومؤهلات علمية تتناسب إلى حد كبير مع مهامهم الوزارية، حيث يملك الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خبرات إدارية كبيرة، وقدرة على التواصل مع الأوساط الشابة، ما جعله الأنسب لحمل حقيبة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهو ما ينطبق على الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كما تتطابق الخبرات العملية والمؤهلات العلمية لسهيل المزروعي مع منصبه وزيراً للطاقة.
بدوره يملك عبدالله النعيمي خبرات واسعة في وزارة الأشغال، ما يؤهله لحمل حقيبتها الوزارية. وقد أوردت الصحف ووسائل الإعلام الإماراتية السيرة الذاتية للوزراء، الذين يشكلون حجر الزاوية في التغييرات الجديدة.
نهيان بن مبارك آل نهيان (وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع)
تلقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان تعليمه في مدرسة ميلفيلد البريطانية حتى المرحلة الثانوية، والتحق بعد ذلك بكلية ماجدالين في جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة. وشغل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كما شغل أيضاً منصب وزير التربية والتعليم منذ عام 2004 وحتى فبراير/شباط 2006، وكذلك منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي منذ عام 1990 وحتى عام 2004.
شغل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان منصب الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1983 وحتى الآن. ورئيس مجمع كليات التقنية العليا منذ عام 1988، وجامعة زايد منذ عام 1998.
حمدان بن مبارك آل نهيان (وزير التعليم العالي والبحث العلمي)
يحمل الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان درجة البكالوريوس في الاقتصاد والإدارة من جامعة الإمارات العربية المتحدة في مدينة العين عام 1982. ويمتلك خبرات إدارية متميزة في مجال الإدارة والطيران، اكتسبها من خلال الدراسة الأكاديمية المتخصصة في الاقتصاد والإدارة والدورات التدريبية المتخصصة في قطاع الطيران في المملكة المتحدة والأعمال، والمناصب التي شغلها على مدى السنوات الماضية، وشغل منصب وزير الأشغال العامة منذ فبراير/شباط 2004 وحتى مارس/آذار 2013.
سهيل محمد فرج فارس المزروعي (وزير الطاقة)
شغل سهيل محمد فرج فارس المزروعي منصب نائب الرئيس التنفيذي، ونائب الرئيس لتطوير الأعمال في شركة مبادلة للبترول، حيث كان يقود فريق تطوير الأعمال المسؤول عن تطوير المشاريع الجديدة والاستثمارات في مجال الاستكشاف والإنتاج في دول الشرق والشرق الأوسط وأفريقيا. كما عمل في شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك لمدة 10 سنوات، وتدرج فيها حتى شغل منصب مدير إدارة الإنتاج والمنشآت لكل الشركات العاملة في القطاع البحري في أبوظبي.
يحمل سهيل المزروعي شهادة بكالوريوس العلوم في الهندسة البترولية من جامعة تولسا في الولايات المتحدة الأميركية. وشغل مناصب عدة في مجالس إدارة شركات ولجان مختلفة، مثل شركة الإمارات للغاز المسال، وشركة دولفين للطاقة واللجنة الاستشارية العليا للمجلس الأعلى للبترول وشركة quot;أدنوكquot;.
عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي (وزير الأشغال العامة)
شغل الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي منصب وكيل وزارة الأشغال العامة، حيث اضطلع بدور رئيس في تطوير العديد من مشاريع البنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية في الدولة، والمساهمة في تطوير آليات التواصل مع الجمهور والمنتفعين من مشاريع وزارة الأشغال العامة، وكذلك الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة المستفيدة من هذه المشاريع.
عمل الدكتور عبدالله النعيمي أيضاً في دائرة الطيران المدني مديراً للهندسة، وكان له دور أساسي في تطوير كل مرافق مطار أبوظبي الدولي والتوسعة الشاملة لها. كما عمل مديراً لإدارة توزيع المياه في وزارة الكهرباء والماء، وأستاذاً زائراً في كليات التقنية العليا في دبي.
الدكتور عبدالله النعيمي حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة وسكنسن في الولايات المتحدة الأميركية، ثم أكمل دراساته العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في إدارة المشاريع الهندسية من جامعة ريدنج ببريطانيا، كما إنه عضو في مجلس إدارة كل من شركة الاتحاد للقطارات، والهيئة الاتحادية للكهرباء والماء.
التعليقات