في أغنية جديدة عنوانها البطريق، تهزأ سيدة فرنسا السابقة كارلا بروني من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وتنعته بالصلف، على خلفية الطريقة غير اللائقة التي عاملها بها وزوجها أثناء تسلمه قصر الإليزيه.


لوانا خوري من بيروت: كارلا بروني، سيدة فرنسا الأولى سابقًا، مغنية منذ زمن، من قبل أن تكون زوجة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي. أطلقت ألبومها الأخير في العام 2008، العام الذي تزوجت فيه بساركوزي. وهي اليوم على شفير إطلاق ألبوم جديد، في بداية نيسان (أبريل) المقبل، يحمل عنوان quot;أغنيات فرنسية صغيرةquot;.

إلى الآن الخبر عادي. ما هو غير عادي في هذا الألبوم أن يتضمن أغنية عنوانها quot;البطريقquot;، أجمع كل من سمعوها على أن بروني تتوسل هذه الأغنية لتوجه نقدًا لاذعًا وساخرًا إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في ما يبدو انتقامًا ساركوزيًا شخصيًا من آل هولاند، والسبيل الذي اتبعوه للوصول إلى سدة رئاسة فرنسا.

لا عذر للصلافة
في هذه الأغنية، هولاند هو البطريق، الذي لا يكن له رايمون وزوجته أي احترام. ورايمون اسم استعارته بروني لزوجها ساركوزي في بعض أغنيات الألبوم نفسه.

حين الاستماع إلى هذه الأغنية، التي تتحدث عن رجل اللا موقف، أو رجل الـquot;نعمquot; والـquot;كلاquot; معًا، لا يمكن إلا أن تتجلى صورة هولاند، كما تقول صحيفة لو فيغارو الفرنسية.

غير أن بروني قالت، في مقابلة أجرتها معها لو نوفيل أوبسيرفاتور، إن أغنيتها تتناول من يجهل فن المجاملة، وهو الرجل الذي لا يمكنها أن تلتمس لصلافته عذرًا، من دون أن تذكر هولاند، لا تصريحًا ولا تلميحًا.

لكن لو فيغارو تشير عرضًا إلى أن الفرنسيين جميعًا يعلمون الصدمة، التي سيطرت على بروني، إذ خبرت وزوجها الطريقة غير اللائقة التي عاملهما بها هولاند ورفيقته فاليري تيريوايلر، أثناء تسلمهما قصر الإليزيه في 15 أيار (مايو) 2012.

لكلٍّ رأيه
في غياب أي اعترافٍ برونيٍّ باستهداف هولاند في أغنية البطريق، تقول فيرونيك رامبازو، وكيلة أعمال بروني، للو فيغارو إن الغرابة هنا تكمن في أن الصحافيين السياسيين رأوا في الأغنية إشارة إلى هولاند، بينما رأى فيها صحافيون آخرون إشارات إلى شخصية أخرى، quot;ولكل محلل حريته في التحليل وحقه في الإدلاء بدلوه في هذا الشأنquot;.

لكن رامبازو تجزم، بما لا يترك مجالًا للشك، أن بروني والشركة المنتجة للألبوم لا تسعيان في أي شكل من الأشكال إلى التسويق للألبوم من خلال إطلاق شائعات من قبيل تسوية حسابات سياسية أو غيرها.

كيد نساء
بالرغم من هذا النفي، يُشتمّ من كلمات الأغنية رائحة الانتقام النسوي، كما تقول لو فيغارو، التي تنقل عن صديقة مقربة من الثنائي الرئاسي السابق تلميحها إلى أن بروني تضمر عكس ما تعلن، حين تقول إنها لم تعد تهتم بالسياسة. تضيف: quot;السياسة هوسها، وهي تسعى إلى العودة بقوة إلى ساحتها، ولو فرض ذلك عليها تقديم بعض التنازلاتquot;.

في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، استبعدت بروني عودة ساركوزي إلى السياسة العامة. وفي شباط (فبراير) المنصرم، إذ سألها إعلامي عمّا تتوقعه من المواجهة بين هولاند وزعيم اليمين المتطرف جان ماري لوبان في انتخابات العام 2017، وجمت أولًا ثم قالت بكل ثقة: quot;وحده ساركوزي قادر على تجنيب فرنسا هذا الصراع المخيف، لكنني لا أرغب أبدًا في أن يعود إلى الغرق في رمال السياسة المتحركة من جديدquot;.

بانتظار الإياب
صحيح أنبروني أدلت برغبتها هذه بنبرة تقريرية، لكن أغنية البطريق تشي بعكس ذلك. ما يزيد الأمر تأكيدًا همس أحد المقربين جدًا من ساركوزي في أذن لو فيغارو: quot;متى تكون مباراة الإياب بين رايمون والبطريق يا ترى؟، وماذا لو عاد رايمون حاكمًا لفرنسا؟quot;، غامزًا من قناة هولاند، الذي أجاب طفلًا في دار الزراعة أراد رؤية ساركوزي، قائلًا: quot;لن تراه ثانيةً يا بنيquot;.

لم ترد الغالبية الاشتراكية البرلمانية بعد على تسريبات أغنية البطريق. وحين سألت لو فيغارو جان النائب الباريسي كريستوف كامباديليس عن رأيه في هذه المسألة، أتى رده في غاية الاقتضاب: quot;لم أسمع بالأمر، لم أرَ الأمر، ولا يهمني الأمرquot;.

أما النائب كريستيان جاكوب، فامتدح الأغنية، قائلًا إنها مشغولة جيدًا، بقوافٍ جميلة. أضاف: quot;لكنني أعتقد أنها تسرّعت في نقدها هولاند، واختصرت، فأنا يمكنني الاستزادة كثيرًاquot;.