تستقي سيدة فرنسا السابقة كارلا بروني الحكمة من حياتها في قصر الإليزيه لتوجيه النصح إلى خليفتها فاليري تريرويلر من أجل مساعدتها على فعل شيء إزاء شعبيتها المتدنية أبدًا. وتقول لها في عبارة واحدة: laquo;تزوجي الرئيسraquo;!.



صلاح أحمد: وفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن ثلثي الفرنسيين غير سعداء بوجود فاليري تريرويلر، شريكة الرئيس فرانسوا هولاند، في قصر الإليزيه.

ويتضح أن أقوى الأسباب وراء هذا الشعور اثنان: الأول، العلاقة laquo;الضبابية نوعًا ماraquo; التي تربطها بالرئيس من جهة، والثاني، عداوتها السافرة لشريكته السابقة وأم أبنائه الأربعة سيغولين رويال، التي خسرت، بداية، معركتها ضد نيكولا ساركوزي في انتخابات 2007 الرئاسية. لكنها خسرت أيضًا مقعدها النيابي في مايو/أيار الماضي بسبب حملة شخصية عنيفة شنتها عليها تريرويلر على مواقع الإنترنت الاجتماعية، وخاصة laquo;تويترraquo;.

لكل هذا هرعت السيدة الأولى السابقة، كارلا بروني عقيلة الرئيس ساركوزي، لإسداء النصح لهذه الصحافية (47 عامًا) غير المحبوبة. فقالت لها إن المخرج الوحيد من هذا الركن المظلم هو عقد قرانها على شريكها هولاند. وقالت إن السبب في هذا هو أن laquo;وضع الزوجة الشرعية يخفف القلق المتولد من وقوف الإنسان تحت الضوء العام 24 ساعة في اليوم، كل يومraquo;.

هكذا تقدمت بروني في حوار مع مجلة laquo;إلraquo;، هو الأول من نوعه منذ مغادرتها الإليزيه قبل ستة أشهر، ونقلت فحواه laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية، بالنصح إلى تريرويلر المطلقة مرتين سابقًا. ولخصت حديثًا طويلاً في أن الأفضل لها هو عقد قرانها على هولاند الذي لم يتزوج البتة من قبل.

وقالت بروني: laquo;أعتقد أن الوضع الأبسط والأكثر قبولاً شعبيًا هو أن تكون المرأة زوجة الرئيس، وليست شريكته. ربما كنت مخطئة وكانت تريرويلر وهولاند على حق في اختيار هذا النوع من الرباط باعتباره مناسبًا لهذا العصر الحديث. لكن تجربتي الشخصية في زواجي بنيكولا علمتني أن الزواج هو الوضع الأمثل إذا سعت المرأة إلى راحة البال في ما يتعلق بوجودها المتصل تحت دائرة الضوء. وهذا هو ما حوّل الواجب إلى شيء طوعي أسعى إليه بنفسي في الكثير من الأحيان عندما كنت في الإليزيهraquo;.

مضت بروني الى ما هو أبعد من ذلك، فقالت إنها تنصح تريرويلر أيضًا بالتخلي عن مهنتها كصحافية طوال الفترة التي يظل فيها شريكها هولاند رئيسًا للجمهورية. وهذا، كما تقول، لأن المفترض في الصحافة - بما فيها الثقافية - أن تكون laquo;قوة مضادةraquo;.

يذكر أن تريرويلر صاحبة عمود في مجلة laquo;باري ماتشraquo;، وإن تخلت فيه على المواد السياسية مركزة فقط على الثقافية. ويذكر أيضًا أنها تنظر الآن في استضافتها برنامجًا ثقافيًا تلفزيونيًا. بعبارة أخرى، فهي تصرّ على تمسكها بمهنتها الصحافية، لكن بروني تنصحها عكس ذلك تمامًا.

من جهتها، فإن بروني نفسها (الإيطالية بمولدها والفرنسية بنشأتها وثقافتها) موديل سابقة ومغنية روك آند رول وبوب صارت الزوجة الثالثة لنيكولا ساركوزي بعد ثلاثة أشهر من غرام عاصف تلا طلاقه من زوجته الثانية سيسيليا.

وقبيل زواجها من ساركوزي بوقت قصير، ارتبط اسم بروني بسلسلة طويلة من نجوم الفن والرياضة، أبرزهم المغنيان البريطانيان الشهيران ميك جاغر وإريك كلابتون. وقالت وقتها في حوار مع صحيفة laquo;لوفيغاروraquo; الفرنسية: laquo;الزواج يعني الارتباط للأبد بشخص واحد، ولا أستطيع تصور شيء مضجر أكثر من هذاraquo;.