بعد الضجة التي أحدثتها تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال مقابلة مع مجلة ذي اتلانتك، قال الديوان الملكي الأردني اليوم الثلاثاء إن التصريحات خرجت عن سياقها الصحيح، وان المقال احتوى تحليلات عكست وجهة نظر الكاتب ومعلومات نسبها إلى الملك بشكل غير دقيق وغير أمين.


عمان: صرّح مصدر مطلع في الديوان الملكي الأردني أن المقال الذي نشرته مجلة (ذي أتلانتك) الأميركية، حول الملك عبدالله الثاني، وقامت بعض وسائل الإعلام الدولية والعربية والمحليّة بتداوله اليوم الثلاثاء، قد احتوى العديد من المغالطات، حيث تم إخراج الأمور من سياقها الصحيح.
وقال المصدر إن المقال قد احتوى تحليلات عكست وجهة نظر الكاتب، ومعلومات نسبها إلى الملك عبدالله بشكل غير دقيق وغير أمين.
وأوضح المصدر في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الأردنية، اليوم الثلاثاء أن لقاء الملك مع كاتب المقال جاء في سياق عرضه لرؤيته الإصلاحية الشاملة، وحرص العاهل الأردني على عدم إضاعة الفرص المتاحة لتحقيق نتائج ملموسة للمضي قدما في الأردن على طريق التطور والتحديث، ومن أجل الاستجابة إلى تطلعات الأردنيين في مستقبل أفضل تسود فيه قيم العدالة والتسامح وتكافؤ الفرص والمحاسبة والمسؤولية.
وأكد المصدر اعتزاز الملك بالأردنيين جميعا، وبجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها، وبصدق انتمائهم، ووعيهم بالتحديات التي تواجه الوطن في الداخل والخارج.
واعتبر المصدر أن التوصيفات التي لجأ إليها الكاتب في مقاله قد تم إسقاطها بطريقة منافية للحقيقة والواقع، مؤكدا إيمان الملك عبدالله بأن متانة وتماسك الجبهة الداخلية هو الأساس في المضي قدما في مسيرة البناء والتطوير، ومشيرا إلى أن الملك يقدر عاليا دور شيوخ ووجهاء وشباب عشائر الوطن في مدنه وقراه وبواديه ومخيماته في بناء الأردن والذود عن مكتسباته ومنجزاته.
وفي ما يتعلق بما ورد في المقال حول العلاقات الأردنية مع قادة بعض الدول الشقيقة والصديقة، بين المصدر أن العلاقات الأردنية مع هذه الدول هي علاقات مميزة يسودها الاحترام والثقة المتبادلة، مؤكدا الحرص على تطويرها في جميع المجالات، من خلال التنسيق الدائم مع قادتها ورؤسائها، الذين يكن لهم العاهل الأردني كل الاحترام والتقدير.
وأشار المصدر، في هذا الصدد، إلى زيارة الملك الناجحة مؤخرا إلى تركيا، والتنسيق والتشاور المستمر بين جلالته والقيادة المصرية حول مختلف القضايا العربية والإقليمية.
وقال المصدر إن الأردن، بوعي شعبه وحكمة قيادته، سيمضي قدما في حماية وحدته الوطنية، وترسيخ إصلاحاته الشاملة نحو غد واعد لجميع أبنائه وبناته.
وأشار المصدر إلى أهمية توخي الدقة في التمييز بين ما هو حديث للملك، وما هو تحليل وآراء خاصة بالكاتب.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إن العاهل الأردني انتقد خلال مقابلة مع مجلة اتلانتيك رؤساء سوريا ومصر وتركيا، بينما اكد ان علاقته برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو توثقت في الاونة الاخيرة.
وبحسب المقتطفات، فقد وصف الملك الرئيس السوري في المقابلة بانه quot;قروي ساذج لا يعرف ما معنى اضطراب طيران الرحلات الطويلةquot;، مشيراً إلى أن اﻷسد سأله في إحدى المناسبات هو وملك المغرب عن معنى اضطراب الطيران (jetlag).
وقال الملك إن الرئيس المصري محمد مرسي quot;ليس لديه اي عمقquot;، فيما قال عن الرئيس التركي رجب اردوغان إنه quot;متسلط ينظر للديمقراطية على أنها رحلة باص تنتهي بمجرد وصوله الى المحطة التاليةquot;.
ونقلت الصحيفة عن الملك قوله للمجلة إن علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توثقت إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، حيث عرفها بالقوية.
بالمقابل بدا الملك متشائماً حول فرص إنجاح حل الدولتيْن بين إسرائيل والفلسطينيين، قائلاً إنه يخشى أنه لم يعُد حلاً عملياً، معتبراً أن البديل الوحيد عنه يتمثل بدولة ثنائية القومية تفادياً للانزلاق إلى حالة نظام التمييز العنصري .
ورأى الملك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يكون مستعداً لبذل جهود أكبر لدفع عملية السلام مع انطلاق ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة، مؤكداً قناعته بأن وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري يهتمّ حقاً بالأمر .
وتحدث الملك عبدالله عن نفسه حيث قال إنه قبل التتويج كان مثل quot;فورست غامبquot; في الخلفية بينما كان والده يحكم (فوريست غامب فيلم مشهور لتوم هانكس).
وقال الملك كذلك إن الملكية ستنتهي خلال خمسين عاما.
وتطرق الملك إلى إخوته، حيث قال إنهمquot; ﻻ يدركون التغييرات التي تجري، فهم يتصرفون كأمراء، ولكن أبناء عمومتي أمراء أكثر من إخوتي. قلت لهم : الشعب لن يتحمل الانغماس في الاسراف او الفسادquot;. كما تقول الصحيفة الأميركية.
وتطرق الملك إلى المخابرات وقال: يتقدمون خطوتين و يتراجعون خطوة ، هم سبب عدم قيامي بالاصلاح ، وقد تآمروا مع المحافظين لتعطيل جهودي في زيادة تمثيل اﻷردنيين من أصل فلسطيني.
وحول الاخوان المسلمين قال: هؤلاء ذئاب على شكل حملان منعهم من الوصول الى السلطة هو معركتنا الحقيقية
وهاجم الملك اﻷميركيين قائلاً: هم ساذجون في تحقيق نواياهم
وتطرق الملك إلى الزعامات التقليدية للعشائر اﻷردنية، واصفاً زعماءها بأنهم ديناصوريات قديمة لا ينتخبون الا ابن قبيلتهم، مشيراً خصوصاً في انتقاداته إلى رئيس وزراء سابق التقاه في لقاء عشائري في الكرك ، واصفاً إياه بأنه ديناصور.
وقال الملك: الملكية ستندثر ، ابني سيقود ديمقراطية على النمط البريطاني و ليس على طريقة بشار الأسد. كما جاء في المقتطفات التي نشرها صحيفة نيويورك تايمز.