يحل عيد النيروز على الإيرانيين وأوضاعهم تزداد سوء، بينما أثرت العقوبات الدولية بشكل كبير على العملة الإيرانية وانخفضت قدرة السكان الشرائية.

مع حلول السنة الفارسية الجديدة، يقول الكثير من الايرانيين انهم سعداء لإغلاق الصفحة الماضية التي تحمل كل المصاعب التي واجهتهم السنة الماضية.
العام الفائت كان الأصعب على الايرانيين من الناحية المادية منذ بدايات الجمهورية الإسلامية عام 1979، فالعقوبات الغربية بقيادة الولايات المتحدة على خلفية برنامج ايران النووي أدت إلى أضرار بالغة في اقتصاد البلاد وساهم في انهيار العملة مما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للناس العاديين.
عشية بداية العام جديدة، قال الكثير من الايرانيين ان مزيجاً من الخوف والأمل يلخص شعورهم تجاه السنة المقبلة، حيث من المتوقع أن تواجه البلاد قرارات حاسمة بشأن برنامجها النووي، إلى جانب إجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد تصويت العام 2009 الذي أدى إلى احتجاجات شعبية وحملة قمع عنيفة من قبل الدولة.
ويأمل الايرانيون في ألا يحمل العام المقبل المزيد من العقوبات وألا ترتفع الأسعار أكثر، لأن الوضع المعيشي سيء للغاية.
حتى الآن، ينصب التركيز في طهران على الاستعدادات للاحتفال المقبلة، من الشاحنات الصغيرة المحملة بالسجاد الفارسي المصنوع يدوياً الذي يتم إرساله للغسل السنوي، وهي إحدى تقاليد عيد النيروز، إلى الألعاب النارية والباعة الذين يتجولون في الشوارع.
ويتحضر الإيرانيون للتسوق، على الرغم من أن العديد منهم يقولون انهم قلصوا لائحة المشتريات هذا العام بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، فالعديد منهم لن يشتري المكسرات التي ارتفع سعرها أكثر من ثلاث مرات.
عندما تنتهي الاحتفالات وتعود الحياة الطبيعية في أوائل نيسان/ أبريل، ستواجه ايران وضعاً غير مستقر على الصعيدين المحلي والدولي، فأقل من ثلاثة أشهر تفصل الايرانيين عن الانتخابات الرئاسية التي يمكن أن تغير من التركيبة السياسية الداخلية في البلاد بعد ثماني سنوات من القيادة المثيرة للجدل للرئيس محمود أحمدي نجاد.
لسان حال الشعب الايراني يقول انه من غير المهم من الذي سيفوز في الانتخابات، وكل ما يأملون به هو ان يأتي إلى السلطة شخص يمكنه تغيير الوضع الرهيب الذي يعانون منه.
لكن هناك بصيص خافت من الأمل أيضاً، خاصة حول امكانية كسر الجمود في المحادثات بين ايران والغرب بشأن الازمة النووية الطويلة الأمد.
على الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الإيرانيين يؤيدون بقوة الحفاظ على البرنامج النووي للبلاد على الرغم من الخسائر الفادحة بسبب العقوبات، غلا أن البعض الآخر يعتقد ببساطة ان هذا البرنامج يستحق الثمن الذي تدفعه البلاد.