القدس: على الرغم من أن الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي باراك أوباما لن تحسن العلاقة الفاترة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، سيجبر الخوف من حيازة إيران لسلاح نووي الرجلين على تجاوز خلافاتهما، كما رأى مسؤولون.

وتبدأ زيارة أوباما المرتقبة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية -- الاولى منذ ان اصبح رئيسا قبل اكثر من اربع سنوات -- الاربعاء بعد ايام من انهاء تشكيل الحكومة الجديدة. ومع ان العلاقات بين واشنطن واسرائيل تبقى وثيقة الا ان علاقة الرجلين ازدادت فتورا بشكل ملحوظ في السنوات الاربع الاخيرة مع الاختلاف الواضح جدا بينهما على عملية السلام مع الفلسطينيين وحول كيفية منع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية.

وطالب نتانياهو البيت الابيض بتحديد quot;خط احمرquot; واضح امام إيران. وقد حذر في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي من حيازة طهران لوقود كاف لصنع قنبلة في الصيف. الا ان أوباما تجاهل هذا الطلب. لكنه بدا اكثر ليونة اذ قال في مقابلة مع القناة الاسرائيلية الثانية انه يعتقد بان إيران تحتاج quot;عاما ونيفا قبل ان تطور إيران سلاحا نووياquot;.

واكد الرئيس الاميركي ان لديه علاقة عمل جيدة جدا مع quot;بيبيquot; نتانياهو. واضاف quot;التقيت مع بيبي اكثر من اي قائد في العالم (...) كانت هناك مرات اختلفنا فيها انا وبيبي لكن كما قلت العلاقة بين البلدين قوية جدا وبين الشعبين ايضا واعتقد ان اي اختلافات في السياسة -- وليست شخصية -- يتم حلها في نهاية الامرquot;.

وستفرض مسألة التعامل مع طموحات إيران النووية على الرجلين العمل معا. ويرى مسؤولون اسرائيليون ان الزيارة ستشكل فرصة هامة لنتانياهو وأوباما لتحديد تفاصيل موقفهما تجاه إيران. وقال مسؤول اسرائيلي طالبا عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس quot;ستكون المسألة الإيرانية على راس الاجندة عند لقاء الرئيس برئيس الوزراءquot;.

واضاف انه quot;من الواضح انه على الرغم من الضغوطات الدولية وعلى الرغم من العقوبات والدبلوماسية فان الإيرانيين ما زالوا يواصلون بسرعة التوجه لصنع وقود كاف لقنبلة ويجب ايقافهمquot;. ورفض المسؤول فكرة ان يمنع التوتر بين الرجلين، ذلك مشيرا الى انه quot;فيما يتعلق بالعلاقات الشخصية، لا يوجد ما يمنعهما من فعل ذلك (...) وكلاهما يدرك الاهمية التاريخية لذلكquot;.

ورأى داني ايالون مبعوث اسرائيل السابق في واشنطن والذي شغل منصب نائب وزير الخارجية في السابق ان الرجلين لن يسمحا للمسائل الشخصية بالتأثير على الامر. وقال ايالون لفرانس برس quot;الخلافات الماضية لا علاقة لها وبالطريقة نفسها التي لم تتأثر فيها العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل والتي تعمقت وازدهرت في السنوات الاخيرةquot; مشيرا خصوصا الى التمويل الاميركي لنظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ.

واضاف ان القادم افضل. وتابع ان quot;قادة الدول اشخاص براغماتيون. السياسة والدبلوماسية هي فن ما هو ممكن. خارطة المصالح لا تتغير وروح الشعب لا تتغيرquot;. واوضح ايالون الاهمية الكبيرة لاختيار أوباما للدولة العبرية لتكون اول دولة يزورها في ولايته الثانية.

واضاف ان quot;خلافات الماضي لا تهم، ان كان هنالك شيء كذلك اصلا (...) هذه فرصة لتوثيق الروابط وحتى تطوير العلاقات الشخصيةquot;. وبينما تتفق الولايات المتحدة واسرائيل على سعي إيران للحصول على قدرة عسكرية نووية ولكنهما تختلفان حول فورية التهديد بحسب وزير الدفاع الاسرائيلي المنتهية ولايته ايهود باراك.

وقال باراك الاسبوع الماضي ان quot;الخلافات بيننا وبين الولايات المتحدة هي في الغالب حول الوتيرة (التحرك) والوتيرة مختلفة بسبب اختلاف القدرة على التصرفquot;. ورفضت كل من واشنطن واسرائيل استبعاد خيار اللجوء الى القوة العسكرية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.

وقد تتحسن العلاقات حتى بين أوباما ونتانياهو في حال تقدم الحكومة الاسرائيلية في محادثات السلام مع الفلسطينيين بحسب ايالون، مشيرا الى ان كافة احزاب الائتلاف تدعم فكرة حل الدولتين باستثناء البيت اليهودي الذي يمكن استبداله في حال الضرورة.

واكد ايالون ان quot;هذه الحكومة قد تبدأ بالفعل عملية كبيرةquot;، مشيرا الى ان أوباما -- الذي تعمد خفض سقف التوقعات في هذه الرحلة -- قد يقوم بمبادرة عقد قمة ثلاثية مع نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وحتى مع ملك الاردن عبد الله الثاني.