تعيش بريطانيا فوق قنبلة موقوتة تتمثل في جيل جديد يعتبر الإباحية laquo;جزءا من الحياة اليومية العاديةraquo;. وتتكاتف مع هذا الوضع حقيقة أن الصبيان بين سني 11 و17 عاما يستهلكون مشروبات كحولية تعادل 5 ملايين لتر من الجعة كل أسبوع.

لندن: يحذر المعنيون بالتربية في بريطانيا من أن الصبايا ndash; ابتداء من عمر 13 سنة ndash; يتعرضن لضغوط هائلة تجرفهن بسهولة نحو laquo;صناعة منزلية جديدةraquo; هي تصوير الأفلام الإباحية. كما انهن لا يجدن بدا من الاستجابة لرفقائهن من الأولاد فيلتقطون صورا فوتوغرافية إباحية أيضا يتداولها الأصدقاء أولا ثم ينتهي بها المطاف سريعا الى أعين الملايين من الناس حول العالم عبر مختلف مواقع الإنترنت.
جاء هذا في مؤتمر laquo;رابطة المعلمين والمحاضرينraquo; السنوي الذي انعقد في ليفربول، واتفق فيه المندوبون على أن هذا التيار صار ثقافة قد تصبح laquo;عاديةraquo;. وقال المؤتمرون إنه laquo;يدمّر براءة الطفولة ويغيّر من نظرة الصغار الى أنفسهم في عالم جديد مختلف ومخيفraquo;.
وقال هؤلاء المربّون إن عدة عوامل تتضافر لتخلق هذا الوضع، منها مجلات الصبيان وروايات المراهقين laquo;الجريئةraquo;، ومشاهدة الأفلام ذات المشاهد الجنسية الساخنة، وسهولة الوصول الى مواقع الإنترنت الإباحية، والصورة العامة التي تظهر بها الأنثى في ألعاب الفيديو... وأشياء أخرى على هذه الشاكلة.
ونادى المؤتمرون في ليفربول بوجود مواد في المناهج الدراسية تتخصص في التوعية الجنسية وإيصال رسالة الى الصغار مفادها أن ما يشاهدونه على الشاشة وعلى مواقع الإنترنت الإباحية laquo;ليس هو الواقع العاديraquo;، وأن laquo;الأجساد التي توحي بالكمال الإنسانيraquo; إنما هي خدع من ابتداع الكمبيوتر وليست في المتناول إذ لا علاقة لها بالحقيقة.
ونقلت صحف بريطانية عن معلمة من نيوبري بمقاطعة باركشاير تدعى هيلين بورتر قولها أمام المؤتمر: laquo;أعرف صبيّة ذات 13 ربيعا فقط أقنعوها بدور شبه رئيسي في فيلم إباحي أُنتج منزلياً. ولكن، هل يصح لنا إلقاء اللائمة عليها؟ الإجابة هي النفي لأن المُلام هو هذه الثقافة الجديدة التي تعتبر الإباحية شيئا من معطيات الحياة اليومية العاديةraquo;.
على صعيد ذي صلة أظهر مسح في مجال تعاطي المشروبات الكحولية أن نصف المليون صبي بين سني 11 و15 عاما تناولوا الكحول الشهر الماضي. وأظهر المسح نفسه أن الصبيان بين سني 11 و17 عاما يستهلكون 20 مليون وحدة (تعادل 5 ملايين ليتر من الجعة) كل أسبوع.
ويقول الخبراء إن هذا ايضا جزء من laquo;الثقافة الجديدةraquo; وإنه يفسر الأسباب وراء ارتفاع معدلات الوفاة من أمراض الكبد خصوصا بنسبة 25 في المئة خلال فترة تقل عن عشر سنوات. ويضيفون أن مئات الآلاف من البريطانيين يواجهون فترات عصيبة من المرض في أواسط أعمارهم والوفاة المبكرة نتيجة أمراض الكبد المرتبطة بالإفراط في تعاطي المشروبات الكحولية.