اضطر الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الاعتذار لرئيسة الإدعاء العام في ولاية كاليفورنيا، بعد البلبلة التي نتجت من وصفه إياها علانية بأنها أجمل نائب عام في البلد.
أثار الرئيس الأميركي باراك أوباما ضجّة عرّضته لتهمة الجنسوية بعدما تغزّل علنًا بجمال كمالا هاريس، رئيسة الإدعاء العام في ولاية كاليفورنيا.
واتُهم الرئيس أوباما، الذي يدين بقسط كبير من فوزه بولاية ثانية للناخبات، بنزعة جنسوية عفا عليها الزمن، بعدما وصف هاريس بأنها أجمل نائب عام في البلد، خلال حفل لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي. وقال البيت الأبيض إن أوباما اتصل بهاريس، العازبة، البالغة من العمر 48 عامًا، ليعتذر إليها عمّا سببته تعليقاته من ضجّة.
اعتذر أوباما
أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس تحدث إلى النائبة العامة هاريس بعد عودته من زيارة كاليفورنيا، واتصل بها للاعتذار عمّا أثارته تعليقاته من بلبلة صاخبة.
ونقلت صحيفة دايلي تلغراف عن كارني قوله إن أوباما وهاريس صديقان قديمان وحميمان، ولم يكن يريد بأية حال من الأحوال أن ينتقص من منجزات النائبة العامة وقدراتها المهنية.
وأضاف: quot;أوباما يُدرك تمامًا التحديات التي ما زالت تواجه المرأة في موقع العمل، وواجب ألا يُحكم عليها بحسب مظهرهاquot;.
وجاء اعتذار أوباما بعد الضجّة التي أثارها تعليق الرئيس خلال كلمة ألقاها في حفل لجمع التبرّعات في سان فرانسيسكو يوم الجمعة، إذ قال أوباما عن النائبة العامة إنها متألقة ومتفانية وقوية، ثم استدرك قائلًا: quot;وهي بالمناسبة أجمل نائب عام على الإطلاقquot;.
عادات سيئة
لاحظ صحافي من الذين رافقوا أوباما في زيارته لكاليفورنيا أن النائبة العامة تلفت الانتباه حقًا إذا أراد المرء أن يكون موضوعيًا.
وأثار تعليق أوباما على جمال النائبة العامة ردود أفعال اتهمته بعدم الاحترام وبالنفاق. وعلقت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري قائلة إن هذا أقل ما يُنتظر من أوباما.
وقالت الكاتبة والمذيعة المحافظة سارة إليزابيث كاب إن تعليق أوباما مثير للقلق، فيما كتبت المعلقة الليبرالية آرين كارمون في مجلة صالون إنه كان على الرئيس أن يصون لسانه، مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها أوباما جنسويًا على نحو متزلف.
وكانت تقارير أفادت في شباط (فبراير) الماضي أن أوباما خاطب النائبة الجمهورية في مجلس ولاية نيويورك نيكول ماليوتاكيس، البالغة من العمر 32 عامًا، بالقول: quot;أنتِ لا تبدين وكأنك تجاوزت الثالثة والعشرين بيوم واحد!quot;.
وفي العام 2008، حين كان أوباما يخوض حملته الانتخابية للفوز بالرئاسة، اعتذر بعدما نادى صحافية تلفزيونية بعبارة quot;يا حلوتي!quot;، معترفًا بالقول إنها عادة سيئة.
... وزلات لسان
يؤكد مراقبون أن أوباما يدين في فوزه بولاية ثانية للناخبات الأميركيات بحصوله على 55 بالمئة من أصواتهن مقابل 44 بالمئة من الأصوات النسائية التي ذهبت إلى منافسه الجمهوري ميت رومني. لكن رومني فاز على أوباما في أصوات الرجال بنسبة 52 بالمئة مقابل 45 بالمئة.
وأكد أوباما مرارًا خلال حملته الانتخابية أن أول قانون وقعه في البيت الأبيض كان قانونًا يمنع الشركات من دفع أجر للمرأة يقلّ عن أجر الرجل، مقابل العمل نفسه.
واتهم قادة ديمقراطيون رومني والجمهوريين عمومًا بإعلان الحرب على المرأة بعد تعهدهم بتقييد إمكانية استخدام موانع الحمل وحق الإجهاض. وما زاد الطين بلة أنه أطلق تعليقه هذا بعدما زلّ لسان زوجته ميشيل، حين قالت عن نفسها خطأ إنها أم عازبة، خلال مقابلة تلفزيونية تتناول جهودها لتشجيع التغذية الصحية.
وكانت ميشيل أوباما تعترف بالصعوبة التي تواجه الأم في إيجاد الوقت لتحضير الأكل حين قالت: quot;صدقوني، فأنا كأم عازبة...quot;، قبل أن تصحح نفسها بالقول quot;ما كان عليّ أن أقول عازبة، بل أم مشغولةquot;.
وأضافت ميشيل في محاولة للتقليل من شأن زلة لسانها: quot;أحيانًا حين يكون زوج المرأة رئيسًا، فإنها تشعر كأنها عازبة بعض الشيء... لكنه موجودquot;.
التعليقات