تبدو الدبلوماسية التي تعتمدها إدارة أوباما فاشلة في تعاملها مع الملفين النووي لإيران وكوريا الشمالية، فطهران مستمرة في سحب التنازلات من الغرب، وبيونغ يانغ لا تأبه لتحذيرات واشنطن وتستمر في تجاربها النووية.
لندن: بعد ما يربو على أربع سنوات من الجهود الدبلوماسية، فشلت إدارة أوباما في احتواء التهديدات النووية من كوريا الشمالية وإيران، على الرغم من أنهما معزولتان دوليًا، وفُرضت عليهما مروحة واسعة من العقوبات، لكنهما رفضتا كل الحوافز الاقتصادية التي قُدمت لهما مقابل إنهاء برنامجهما النووي.
ويعود تاريخ المشاريع النووية لهاتين الدولتين إلى ما قبل إدارة أوباما، التي ركزت جهودها على الدبلوماسية الدولية لمنع إيران من انتاج سلاح نووي، ومنع كوريا الشمالية من إحياء برنامجها النووي المجمد.
فشل أميركي مزدوج
في غمرة التهديدات التي تطلقها كوريا الشمالية، وعشية الجولة الجديدة من المحادثات مع إيران، لا تبدو الادارة الأميركية قريبة من حل أي من الملفين. فقد كشفت كوريا الشمالية عن فشل إدارة أوباما يوم الثلاثاء بإعلانها عن إعادة تشغيل مفاعل نووي في مجمع يونغبيون، كان متوقفًا عن العمل، وزيادة انتاج المادة التي تُستخدم في تصنيع أسلحة نووية.
وقللت الادارة الأميركية من شأن الانذارات الكورية الشمالية، وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن بيونغ يانغ قد لا تعني ما تقول بشأن إعادة تشغيل المفاعل. لكن الادارة أوضحت على الرغم من ذلك أنها تنظر بقلق إلى تصريحات كوريا الشمالية وزعيمها الشاب كيم جونغ أون. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن ما يفعله كيم quot;استفزازي وخطير وأهوجquot;.
لا تنازلات ولا اختراقات
في الحالة الإيرانية، تبحث إدارة أوباما عن اتفاق يؤدي إلى وقف التقدم الذي تحققه طهران في أنشطتها النووية. وسيجتمع دبلوماسيون من الولايات المتحدة وخمس دول كبرى أخرى مع مسؤولين إيرانيين يوم الجمعة المقبل في كازاخستان، في جولة جديدة من المفاوضات تهدف إلى إقناع طهران بالموافقة على وقف برنامجها النووي. وكان المسؤولون الإيرانيون وصفوا جولة المحادثات التي جرت في شباط (فبراير) الماضي بـquot;الايجابية لكنها لم تسفر عن أي تنازلات إيرانيةquot;.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن دبلوماسيين غربيين يشاركون في التحضير لمحادثات يوم الجمعة توقعهم بأن تقوم إيران بمحاولة جديدة تتضمن الموافقة على تحديد أو تعليق قدر من إنتاج اليورانيوم المخصب، لكنها على الأرجح ستصر على التخفيف الفوري للعقوبات الاقتصادية، ويستبعد أن توافق الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون على ذلك، بحسب هؤلاء الدبلوماسيين.
وقال غاري سامور، المستشار السابق في الادارة الأميركية، إن فرص التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب ما زالت ضئيلة. وأكد سامور خلال ندوة أقامها معهد بروكنز في واشنطن أنه من غير الواقعي quot;أن نتوقع حدوث أي اختراق في هذه المحادثاتquot;.
وماذا بيدنا؟
في غضون ذلك، ردّت الولايات المتحدة على تهديدات كوريا الشمالية بإرسال أكبر قاذفاتها وأقواها للتحليق فوق شبه الجزيرة الكورية، وطائرتين من طراز أف 22 إلى كوريا الجنوبية، في إطار تمارين عسكرية مشتركة.
وقال مسؤولون في البنتاغون الثلاثاء إن وزارة الدفاع أرسلت مدمرة ثانية مسلحة بصواريخ موجهة إلى المياه القريبة من شبه الجزيرة الكورية. كما قال مسؤول أميركي سابق زار مجمع يونغبيون إن قرار كوريا الشمالية إعادة تشغيل المفاعل ومنشآت أخرى في المجمع قرار خطير جدًا، لأن هذه المواقع لا تخضع لمراقبة خارجية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عنه تساؤله: quot;وماذا بيدنا لمنعهم؟ إنهم يستطيعون أن يفعلوا أي شيء، ونبقى خارجًا نستشيط غضبًاquot;.
وما زال الخبراء غير متأكدين بشأن المادة التي استخدمتها كوريا الشمالية في تجربتها النووية الأخيرة في شباط (فبراير) الماضي. ويعتقد مسؤولون أميركيون أنها استخدمت يورانيوم بنسبة تخصيب عالية جدًا، وهذا يشير إلى أن لدى بيونغ يانغ مسارًا ثانيًا لانتاج قنابل نووية.
ويقول مسؤولون أميركيون إن كوريا الشمالية اتخذت خطوات كبيرة لمنع تسرب أي آثار مشعة من التفجير يمكن أن ترصدها محطات المراقبة. ويخشى الخبراء أن تكون لدى كوريا الشمالية كمية كافية من البلوتونيوم المتبقي من أنشطتها السابقة لانتاج ثماني قنابل بقوة القنبلتين اللتين أُلقيتا على هيروشيما وناغاساكي، خلال الحرب العالمية الثانية.
التعليقات