تقوم بريطانيا بدراسة إمكانية تعزيز وجودها العسكري في الخليج سعيا منها الى مواجهة الخطر الذي تشكله إيران من خلال تطوير أسلحتها النووية، إلى جانب تحقيق هدف آخر وهو كسب حليف جديد من خارج الناتو.


بيروت: يبدو أن بريطانيا قد تبدأ بتقوية وتعزيز وجودها العسكري في الخليج لمواجهة التهديد المتزايد من ايران، وذلك بعد خفض عدد القوات في أفغانستان.
شاع هذا الخبر في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في زيارة تستغرق ثلاثة أيام الى منطقة الخليج حيث قال إن بلاده ستفعل quot;كل شيء لوقف تطوير إيران للأسلحة النوويةquot;.

وقالت مصادر حكومية لصحيفة الـ quot;تليغرافquot; إن الخطط التي تهدف إلى تعزيز وجود بريطانيا في الإمارات العربية المتحدة، هي جزء من استراتيجية تم وضعها خلال مراجعة الدفاع الاستراتيجي من أجل الحفاظ على quot;شبكة مرنة من الحلفاء للتعامل مع مختلف التهديداتquot;.
وقال المصدر: quot;بالطبع بريطانيا تعمل على التخطيط لحالات الطوارئ في حال أصبح الوضع في إيران أكثر سوءاً. ولهذا السبب فمن الطبيعي أن ننظر إلى حلفائنا في منطقة الخليجquot;.

تعمل بريطانيا اليوم على تقييم ما إذا كانت ستعزز قواتها في دولة الإمارات العربية التي تتضمن اليوم 70 جندياً من الرجال والنساء لخدمة الطائرات التي تحلق بين المملكة المتحدة وأفغانستان.
ويجري سلاح الجو الملكي دورات تدريبية على القيادة مرتين سنوياً في قاعدتها المتمركزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تضم أربعة طائرات quot;تايفونquot; أو طائرات quot;التورنادوquot; وطاقم إضافي يتألف من 100 جندي.

وقال المصدر: quot;فيما خططنا للانسحاب التشغيلي، علينا أن ننظر إلى الطرق التي نستخدمها. لم يتم اتخاذ أية قرارات ولكن من المنطقي أن يكون لدينا حليفاً استراتيجياًquot;.
واضاف المصدر أن بريطانيا تتطلع الى quot;تعاون كبيرquot; مع الإماراتيين، لأنها تبحث في تطوير العلاقات مع حلفاء لها من خارج الناتو.

وحتى اللحظة، لم يتم اتخاذ اي قرار بشأن ما إذا كان سيتم نشر الجنود البريطانيين، الذين سينسحبون من أفغانستان بحلول عام 2014، في الإمارات إذا ساء الوضع في ايران.
ووجه كاميرون يوم الاثنين تحذيرا شديد اللهجة بشأن برنامج ايران النووي. وقال لمجموعة من نحو 200 طالب في إحدى الجامعات في أبو ظبي إن الأسلحة النووية الإيرانية النامية لن تكون quot;سيئة ويائسة لعالمناquot; فقط، بل quot;يمكن ان تؤدي الى سباق تسلح نووي في كل أنحاء المنطقةquot;.
وقال إن طهران تحاول تطوير أسلحة نووية، الأمر الذي يجعل منطقة الشرق الأوسط quot;مكاناً غير مستقر وأكثر خطورة. ولذلك علينا ان نفعل كل ما في وسعنا لمنع وقوع ذلكquot;.

خلال 30 دقيقة من النقاش، قال كاميرون إن quot;إيران تشكل تهديداً بطريقتين، الأولى هي في شروع إيران في محاولة الحصول على سلاح نووي، وأعتقد أن هذا هو التهديد في حد ذاته، لا سيما بالنظر لما قالته ايران عن الدول الأخرى في المنطقة، وعلى وجه الخصوص عن إسرائيل، بالرغبة في quot;محوها من على الخارطةquot;.
واعتبر أن ذلك بحد ذاته هو quot;تطور مثير للقلق وسيء لعالمنا وهذا هو السبب في أننا يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لمنعه من الحدوثquot;.
quot;لكني أعتقد أن هناك سبب ثان لهذا القلق وهو ان حيازة ايران للسلاح النووي يمكن أن تؤدي إلى سباق للتسلح النووي في المنطقة كلها. ومن شأن ذلك أن يستهلك كمية كبيرة من الطاقة والموارد ويجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر خطورة واقل استقراراًquot;، يقول كاميرون.

وفي إشارة إلى دبي التي أنهت تجارتها بالكامل تقريباً مع ايران التي كانت واحدة من أهم الشركاء التجاريين بالنسبة لها، قال كاميرون إن هذه الأسباب والتهديدات التي تفرضها طهران تجعل من الضروري على الدول ذات التفكير المماثل أن تبذل كل ما في وسعها لمحاولة إقناع الإيرانيين باتخاذ مسار مختلفquot;.
وإذ اعتبر انه quot;مقبول تماماًquot; بالنسبة لإيران أن ترغب بالطاقة النووية لأغراض مدنية، أشار كاميرون إلى أن quot;الرسالة التي نحتاج لإرسالها إلى إيران هي: هناك مسار سلمي يمكنك اتخاذه لترفع حالة النبذ عن أمتك وهو القبول بأنه في استطاعتك الحصول على طاقة نووية مدنية وليس العسكرية. وعندها يمكننا الدخول في المحادثات المناسبةquot;.
وانتقد رئيس الوزراء البريطاني أيضاً الأمم المتحدة لفشلها في الحصول على توافق بين الدول الأعضاء على شكل ما من أشكال العمل المشترك على سوريا، حيث لقي عشرات الآلاف من المدنيين حتفهم في الحرب الأهلية.

وقال: quot;في الشأن السوري، لقد خذلت الأمم المتحدة العالم. والسبب هو أن روسيا والصين رفضتا أي قرار قوي يدين ما يقوم به الأسد بحق شعبهquot;.
وأضاف: quot;أنا قلق من أنه عندما تتم كتابة التاريخ، سوف ينظر الناس إلى الوراء ويسألون: لماذا لم نستطع القيام بدور أكثر فعالية عندما كنا نعلم أن عشرات الآلاف من الناس يقتلون؟quot;