في الوقت الذي تلاحق إيران شبابها الداعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإصلاحات داخلية وتضيّق عليهم الخناق بشتى الطرق، فإنها وفي المقابل تستخدم نفس تلك المواقع في الإساءة للدول الأخرى، وعلى رأسها السعودية التي تنظر إليها quot;الجمهورية الإسلاميةquot; على أنها عدوها اللدود في المنطقة.

الرياض: قبل أقل من شهر أعلنت السعودية عن كشف شبكة تجسس إيرانية مرتبطة بشكل مباشر بالاستخبارات الإيرانية، ومنذ ذلك الحين تصاعدت شراسة الحملة ضد السعودية في وسائل الإعلام الإيرانية، وتلك التي تقف في صفها، بيد أن ما لفت الأنظار هو دخول مواقع التواصل الاجتماعي على الخط، وبقوة.

ومن خلال جولة في موقع quot;فايسبوكquot; يمكن بسهولة العثور على صفحات يبدو جلياً أنها تُدار إيرانياً، وتعمل على النيل من السعودية ورموزها والإساءة إليهم، وتحاول فيالوقت ذاتهالتهويل من أحداث تقع بين الحين والآخر في المنطقة الشرقية.

وطبقاً لـquot;حملة السكينةquot; التي أنشأتها السعودية وتختص في محاورة من يتعاطفون مع التنظيمات الإرهابية على شبكة الانترنت وتصحيح المفاهيم، فإن موقع quot;فايسبوكquot; وغيره من مواقع التواصل، يشهد حملة تحريض وإثارة واسعة ضد السعودية وعلمائها من معرّفات وشخصيات ورموز من إيران وبعض المدن العراقية.

الحملة التي تتبع لوزارة الشؤون الإسلامية، أشارت إلى أن الهجوم الالكتروني على السعودية كُثِّف خلال الأسابيع الأخيرة وبشكل كبير، عقب الكشف عن شبكة التجسس التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية، المتورطة في دعمها مادياً من عناصر من الاستخبارات الإيرانية.

ولفتت quot;السكينةquot; في تحليلها للمضامين التي تم بثها عبر حملة التحريض، التي يقف خلفها إيرانيون، إلى المنطلقات الفكرية والثقافية للحملة، وقالت إن المعرفات التي تضع المضامين تستخدم أكثر من أسلوب لتسويق مضامينها الإعلامية، منها استخدام أسماء quot;سعوديةquot; للإيحاء بأن صاحب المعرف سعودي، وبالبحث عن المعرف ثبت أنه من إيران، أو من بعض المدن العراقية.

وبيّنت وجود استغلال كبير وإثارة ضجة واسعة حول بعض الأحداث التي تقع في القطيف والعوامية، وخصوصاً مقاطع الفيديو والصور التي تظهر الأحداث من طرف واحد، ومن جانب أحادي، وتُظهر من يقومون بالتخريب وإطلاق النار على أنهم ضحايا ومستضعفون.

وأكدت أن المرتكز الأساسي للحملة هو تحريض الشيعة في الشرقية ضد وطنهم، وتصوير إيران بأنها المدافعة عنهم وعن حقوقهم، مشيرة إلى صفحات على quot;فايسبوكquot; بعنوان quot;حقيقة وهابيةquot;، موضحة أن الكثيرين ممن يكتبون فيها ينطلقون من الأراضي الإيرانية، وكذلك من يعلقون ويسجلون الإعجاب بما هو مكتوب، ومن ينشرون المضامين على نطاق واسع، وأنها تستغل بشكل كبير وقوع بعض الأحداث في القطيف والعوامية.

ونوّهت الحملة السعودية إلى أنها رصدت مدونات تحاول الإيهام بأنها لسعوديين، ويحمل أصحابها أسماء سعودية، وهي في الأصل إيرانية ومتخصصة في الهجوم على كبار علماء السعودية ومشايخها، وإثارة الاضطرابات والقلاقل، كما استغلت ما حدث في بريدة من تجمعات لأهالي بعض المعتقلين والموقوفين على ذمة قضايا أمنية.

ورصدت quot;السكينةquot; معرفات تنطلق من مدينة quot;مشهدquot; الإيرانية، وكذلك حملة على quot;فايسبوكquot; تحمل عنوان quot;فضائح الوهابية والبعثيةquot;، وهي تحاول أن تربط بشكل غريب بين quot;الوهابيةquot; وحزب البعث، والقائمون على هذه الصفحات ومن يدخلون عليها هم من إيران ومدن عراقية.

وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي قال إن أدلة إدانة quot;خلية التجسسquot; المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية ستعلن أمام القضاء، وأكد أن quot;الأدلة التي أشارت إليها الوزارة والتي تثبت ارتباط خلية التجسس المقبوض عليها مؤخرًا باستخبارات إيران ستظهر عند عرض المتورطين على القضاء لإصدار أحكام بحقهمquot;.

وقال التركي إن المتورطين في شبكة الـquot;18quot; (بينهم إيراني ولبناني) التجسسية هم من اعترفوا خلال التحقيقات معهم بارتباطهم المباشر بأجهزة الاستخبارات الإيرانية، مشدداً على أن لهذه القضية أبعاداً خطيرة على أمن الوطن والمواطنين.