كشفت المعارضة السورية أن سفينة محملة بصواريخ أرض أرض واسلحة أخرى متجهة إلى طرطوس عبر قناة السويس، مطالبة بوقفها وتفتيشها، بينما أكدت هيئة قناة السويس أن السفينة تحمل بضائع عامة ولا سلاح على متنها.


لندن: تزداد مسألة تدفق السلاح إلى سوريا حدة مع كشف المعارضة السورية معلومات عن سفينة ترفع علم تنزانيا، وتحمل شحنة من الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري، مبحرة منذ الأمس الجمعة في المياه الدولية بالبحر الأحمر، لتعبر قناة السويس نحو المتوسط، ولترسو في النهاية بميناء طرطوس السوري، الذي يسيطر عليه النظام.

تزوّد وإفراغ

في معلومات تناقلتها تقارير صحفية لم تتأكد، تعود ملكية السفينة quot;الزينةquot; alzeina إلى سوريين مسجلين في لبنان، على علاقة وثيقة بحزب الله اللبناني، وخط سفرها ينتهي بالسواحل التركية، لكنها ستتظاهر بالتوقف في ميناء طرطوس السوري للتزود بالوقود والمؤن، فتفرغ شحنة الأسلحة هناك.

وفي اتصال مع قناة quot;العربيةquot;، أكد مروان حجو الرفاعي، عضو الائتلاف السوري المعارض،أن هذه السفينة محمّلة بالأسلحة، وتابعة للنظام السوري، ووجهتها النهائية هي الأراضي السورية، منتهزًا الفرصة للهجوم على النظام الإيراني، الذي لا يتوانى عن تقديم الدعم العسكري لبشار الأسد الذي يقتل الحيوان والإنسان، كما قال.

وكان الرفاعي حث السلطات المصرية على تفتيش السفينة، ووقف سيرها إن كانت محملة بالأسلحة، عملًا بمقررات جامعة الدول العربية التي نصت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري، كاشفًا اتصالات وخطابات مع النظام المصري للحيلولة دون وصول تلك السفينة إلى سوريا. لكنه أشار إلى عدم ورود أي رد مصري على طلب المعارضة في هذا الشأن.

لا سلاح

من جانبها، أفادت مصادر ملاحية في هيئة قناة السويس اليوم السبت أن السفينة التنزانية alzeina التي عبرت القناة اليوم ضمن قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر لم تكن تحمل سلاحًا، بل تحمل 3845 طنًا من البضائع العامة، وهي في طريقها نحو البحر المتوسط.

وأكدت هذه المصادر أن هيئة قناة السويس لا تستطيع منع عبور السفينة، التي تقول المعارضة السورية إنها تحمل شحنة سلاح إيرانية، وترفع علم تنزانيا، وذلك وفق اتفاقية القسطنطينية التي تسمح بعبور جميع السفن قناة السويس، ما عدا السفن التي تكون في حالة حرب مع مصر.

وقالت المصادر إن سفينة البضائع الإيرانية AZARGOUN ، وحمولتها 33 ألف طن، عبرت قناة السويس اليوم أيضًا، ضمن قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر في طريقها إلى البحر المتوسط.

المسار الرابع

إن صحت اتهامات المعارضة السورية في هذا الشأن، يكون المسار البحري هذا هو الرابع الذي تسلكه شحنات الأسلحة إلى النظام السوري، بعدما تقاطعت تقارير غربية في رسم مسارات ثلاثة قبل ذلك، هي الرحلات الجوية الإيرانية باستخدام طائرات مدنية تعبر المجال الجوي العراقي برضى بغداد، والرحلات الجوية عبر تركيا التي تمر من دون علم أنقرة، والطرق البرية الحدودة مع لبنان، والتي يسيطر على مساحات منها عناصر حزب الله الموالي للأسد وإيران.

ووضع دبلوماسيون غربيون تكثيف إيران دعمها العسكري للأسد في خانة تبدل منتظر في طبيعة الصراع السوري، أي دخول الحرب في سوريا مرحلة جديدة، ربما تحاول معها طهران كسر جمود ساحة المعركة، من خلال مضاعفة التزاماتها تجاه الأسد ميدانيًا، مع تأكد القيادة الايرانية من أن شحنات الأسلحة المتطورة بدأت في الوصول إلى مسلحي المعارضة السورية.